مناورات بين المدّب ومعلول والترجي أكبر الخاسرين

مرت نحو شهرين على تتويج الترجي التونسي بكأس رابطة الأبطال الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه وبعد 17 عاما كاملة من الفوز باللقب في نسخته القديمة، وكان الكثيرون وخاصة من أحباء الترجي يمنون النفس أن تتواصل سيطرة الترجي بعد اعتلاء عرش الكرة الإفريقية وأن …



مناورات بين المدّب ومعلول والترجي أكبر الخاسرين

 

 مرت نحو شهرين على تتويج الترجي التونسي بكأس رابطة الأبطال الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه وبعد 17 عاما كاملة من الفوز باللقب في نسخته القديمة، وكان الكثيرون وخاصة من أحباء الترجي يمنون النفس أن تتواصل سيطرة الترجي بعد اعتلاء عرش الكرة الإفريقية وأن يمثل الكرة التونسية أحسن تمثيل في مونديال الأندية باليابان ولكن مشاركة بطل إفريقيا في النسخة الثامنة للموندياليتو كان للنسيان ومثلت خيبة أمل للكثيرين رغم تأكيد البعض على "شرف الترجي في المشاركة".

الترجي فشل في استثمار تتويجه القاري وعجز عن أن يحرز أفضل من المرتبة السادسة وقبل الأخيرة في كأس العالم للأندية، غير أن الأهم من ذلك بل والأخطر أن "فريق الدم والذهب" دخل في دوامة صامتة من المشاكل لعل أبرزها اندلاع الخلاف بين المدرب نبيل معلول ولاعب خط الوسط خالد القربي والذي يأتي بعد خلاف شبيه حصل بين المدرب نفسه والقائد أسامة الدراجي وتواصل خلال مشاركة الترجي العالمية.

الترجي توج بكأس إفريقيا وكان يكمن لذلك التاج القاري أن يمثل بداية مرحلة نحو العالمية ولكن الترجي التونسي فشل في جني أكثر من 4 نقاط في البطولة وتكبد هزيمة ضد النادي البنزرتي (2-1) أثارت موجة من التساؤل حول مستوى اللاعبين ومستقبل الفريق على المدى القريب.

وكان الملف الأخطر لإدارة الترجي التونسي بعد المونديال هو الإطار الفني حيث لم تتضح الرؤية بخصوص بقاء المدرب نبيل معلول من عدمه في ظل تهاطل العروض الخليجية سواء في التدريب أو في التحليل لحساب قنوات الجزيرة الرياضية التي توفر لمحلليها أجورا خيالية وامتيازات مرتفعة جدا.

الترجي استأنف التمارين يوم الجمعة الماضي في حصة تدريبية حضرها المدرب نبيل معلول كمتفرج وتابعها من المدارج مما فسح المجال لمزيد من التأويلات والإشارات حول نهاية علاقة معلول بالترجي. غير أن مدير الكرة بالفريق رياض بالنور فند تلك الأقاويل وأكد أن معلول باق بالترجي وأنه رجل المرحلة القادمة للترجي ولكن جاءت المفاجأة مزدوجة لتزيد من حجم غموض ملف الإطار الفني للترجي.

ولم يمض على تصريح رياض بالنور أيام قليلة حتى جاء الرد من نبيل معلول لصحيفة في تصريح لصحيفة الشرق القطرية حيث أكد أنه اعتزل التدريب نهائيا وأنه لن يواصل قيادة سفينة الترجي ولن يدرب أي فريق آخر، لا في تونس ولا خارجها، بل انه سيتفرغ للتحليل الفني ويمضي عقدا جديدا مع شبكة الجزيرة الرياضية.

وجاءت الحصة التدريبية التي دارت مساء الاثنين وأشرف عليها المدير الفني العربي الزواوي والمعد البدني خليل الجبابلي لتؤكد أن الترجي ومعلول كلاهما بارع في لعبة المناورات والتشويق.

ولا يزال الغموض يلف الوضع العام في حديقة الترجي فيما يستعد الفريق لاستئناف حملة الدفاع عن لقبه القاري بعد نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 واستئناف نشاط البطولة وخوض مباراة كأس السوبر الإفريقي ضد المغرب الفاسي في ملعب رادس يوم 26 فيفري القادم.

ولئن انتظر أحباء الترجي أن يفي معلول بوعده ويزيح الغموض نهائيا ويعلن عن قراره يوم عيد ميلاده 25 ديسمبر 2011 فإنه فاجأ الجميع وواصل المناورة في الوقت الذي التزم المسؤول الأول عن الترجي حمدي المدب الصمت تاركا المجال فسيحا أمام كل الاحتمالات في انتظار أن يبدد الحيرة ويعلن عن خطوطه العريضة للمرحلة القادمة حتى لا يكون الترجي التونسي الخاسر الوحيد في لعبة المناورات.

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.