14 جانفي: من كان يشرف على قيادة شارع الحبيب بورقيبة والداخلية؟

كشف هشام المؤدب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية للمصدر أنه كان على رأس قيادة شارع الحبيب بورقيبة ووزارة الداخلية أيام انتشار الاحتجاجات الشعبية بالعاصمة تونس…



14 جانفي: من كان يشرف على قيادة شارع الحبيب بورقيبة والداخلية؟

 

كشف هشام المؤدب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية للمصدر أنه كان على رأس قيادة شارع الحبيب بورقيبة ووزارة الداخلية أيام انتشار الاحتجاجات الشعبية بالعاصمة تونس.

 

واعترف المؤدب لأول مرّة بأنه تمّ تعيينه من قبل جلال بودريقة المدير العام لوحدات التدخل السابق منذ غرة جانفي 2011 لحفظ النظام بشارع الرئيسي للعاصمة وحماية مقرّ الداخلية.

 

وقال إنه شعر بامتعاض من هذا التعيين لعدم تشريكه مع زملائه في احتجاجات سيدي بوزيد، كاشفا عن خلافات بينه وبين جلال بودريقة، المعتقل حاليا في قضية شهداء الثورة.

 

وأشار هشام المؤدب إلى أنّ خلافاته مع المدير العام لوحدات التدخل السابق جلال بودريقة كانت بسبب "صعوبة مراسه" واستيائه من أسلوب عمل إدارته العامة.

 

وكان المؤدب آمر فوج حفظ النظام التابعة لوحدات التدخل بباب عليوية بالعاصمة، ثمّ وقع تعيينه مطلع شهر جويلية الماضي ناطقا رسميا باسم وزارة الداخلية خلفا لناجي الزعيري.

 

وشارك هذا "الكولونال" في مظاهرات بن قردان، التي اندلعت بداية شهر أوت 2010 (شهر رمضان)، احتجاجا على إغلاق معبر رأس الجدير من قبل النظام الليبي السابق.

 

وأكد المؤدب أنه رفض اللجوء (في تلك الاحتجاجات) إلى استعمال العنف ضدّ المتظاهرين، قائلا "عملنا ببن قردان ولم نستعمل الغاز ووقع لومي من الإدارة العامة على ذلك".

 

وأشار إلى أنّ احتجاجات بن قردان وقع معالجتها بحلول سياسية، بإعادة فتح معبر رأس الجدير بعدما تحول إلى ليبيا وفد من وزاري سابق يضم وزير الداخلية والخارجية والتجارة.

 

ويقول المؤدب إنّ رفضه اللجوء إلى الإفراط في استعمال القوة دفع إدارته إلى التخلي عنه في احتجاجات سيدي بوزيد، التي أطلق فيها محمد البوعزيزي الشرارة الأولى للثورة.

 

وأشار إلى أنّ النظام السابق كثف من إرسال رجال الشرطة والتعزيزات إلى مناطق الجنوب من أجل احتواء الاشتباكات، مما ترك فراغا أمنيا كبيرا بالعاصمة تونس، وفق قوله.

 

وذاق المؤدب كغيره من زملائه ويلات الثورة، لاسيما وأنّ مسؤولية حفظ النظام وحماية وزارة الداخلية ملقاة على عاتقه في أسوء يوم عرفه النظام السابق: 14 جانفي.

 

ويروي للمصدر ثورة 14 جانفي بذاكرة مليئة بالأحداث. ويقول "في 13 جانفي ألقى بن علي خطابه الأخير وخرجت مجموعة من الناس ليلا في شارع الحبيب بورقيبة".

 

ويضيف "يوم 14 جانفي على الساعة السادسة والنصف صباحا لم يحضر أي شرطي إلى وزارة الداخلية… وإلى حدود الساعة التاسعة والنصف أو العاشرة صباحا جاءت حافلتين من سيدي بوزيد والقصرين بها قرابة 100 عون أمن وتجمعوا أمام الداخلية".

 

ويوضح أنه بعد الخطاب الأخير للرئيس المخلوع تمّ إفراغ ولايتي سيدي بوزيد والقصرين تدريجيا من قوات الأمن، التي أنهكها التعب وتشتت في أماكن متفرقة من البلاد.

 

وأشار إلى أنّ عدد قوات الأمن لحفظ النظام بشارع الحبيب بورقيبة كان ضئيلا، لافتا إلى أنه تمّ تشريك عدد من أعوان قوات الأمن العمومي، لكنهم لا يملكون دراية في مقاومة الشغب، وفق قوله.

 

ويقول المؤدب "إلى حدود الساعة 11.30 تجمع المتظاهرون بساحة محمد علي (أمام مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل) واتجهوا إلى وسط العاصمة في غياب أعوان الأمن".

 

وأشار إلى أنّ الاحتجاجات أمام وزارة الداخلية كانت سلمية في البداية، ملاحظا "في حدود الساعة الثالثة (بعد الزوال) تغيّر المشهد وظهرت مجموعات تحمل السكاكين والحجارة".

 

ويضيف المؤدب "في الأثناء غاب جميع المسؤولين الأمنيين من رؤساء مراكز ومناطق وإقليم عن الأنظار وهناك منهم من فقد وعيه وهناك من أغلق جواله…".

 

ويمضي قوله "كنت في حيرة وارتباك أمام تزايد المخاوف من اقتحام مقر وزارة الداخلية من قبل المتظاهرين خاصة بعد أن مرت بجانب شارع الحبيب بورقيبة جنازة".

 

ويوضح للمصدر أن التابوت الذي كان محمولا على أعناق الناس لم يكن سوى صندوق مليء بالحجارة على أكتف متظاهرين.

 

ويروي المؤدب كيف اندلعت اشتباكات 14 جانفي وسط شارع الحبيب بورقيبة بين المتظاهرين ورجال الشرطة، الذين أطلقوا قنابل الغاز على المتظاهرين، مؤكدا أنه لم يقع إطلاق النار في ذلك اليوم.

 

وتملّك المؤدب، وفق قوله، الخوف من وقوع العديد من المصائب في ذلك اليوم.

 

ويقول "كنت أخشى من وقوع مواجهة دامية داخل مقر الداخلية"، موضحا أنه في 14 جانفي كانت هناك فرقة خاصة من الجيش وفرقة خاصة من مقاومة الإرهاب كانتا داخل مقر الداخلية موضوعة في حالة تأهب في حال وقع هجوم مسلح على الداخلية من قبل متظاهرين تمكنوا من سرقة أسلحة من مقرات الشرطة من بعض المناطق، خاصة منزل بورقيبة

 

ويضيف "كنت أخشى من وقوع كارثة وأمرت الأعوان بإطلاق الغاز على الصفوف الأخيرة للمتظاهرين حتى يجد المتظارهون في الصف الأمامي المجال للهرب ويتجنبوا التدافع والتصادم فيما بينهم".

 

ويقول "لقد كانت مشيئة الله وحدها التي أنقذت الناس من الموت جراء التدافع في ذلك اليوم".

 

ويشار إلى أن تونس العاصمة كانت تعيش يوم 14 جانفي، في حظر الجولان ما دفع بالمتظاهرين عشية سقوط النظام بالانسحاب من العاصمة.

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.