تعزيزات أمنية مكثفة إلى قفصة واشتباكات مع المواطنين

شهدت مدينة قفصة ليلة البارحة انفلاتا في الوضع الأمني تلت زيارة ثلاثة وزراء في الحكومة المؤقتة إلى الجهة في محاولة لفك الاعتصامات التي ينفذها عاطلون عن العمل بمقرات شركة فسفاط قفصة منذ شهر فيفري الماضي والاتفاق على إعطاء الحكومة مهلة بثلاثة أشهر من أجل إيجاد حلول جذرية لأزمة الحوض المنجمي …



تعزيزات أمنية مكثفة إلى قفصة واشتباكات مع المواطنين

 

شهدت مدينة قفصة ليلة البارحة انفلاتا في الوضع الأمني تلت زيارة ثلاثة وزراء في الحكومة المؤقتة إلى الجهة في محاولة لفك الاعتصامات التي ينفذها عاطلون عن العمل بمقرات شركة فسفاط قفصة منذ شهر فيفري الماضي والاتفاق على إعطاء الحكومة مهلة بثلاثة أشهر من أجل إيجاد حلول جذرية لأزمة الحوض المنجمي وخاصة مسألتي التشغيل والقضاء على الفقر.

 

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا إحراق منطقة الأمن.

 

وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن العشرات رشقوا الشرطة بالحجارة وحاولوا إحراق مقر مديرية الأمن فتعاملت معهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.

 

وذكروا أن السلطات دفعت بتعزيزات أمنية إلى المدينة تحسبا من تصاعد أعمال العنف بالمنطقة في صورة وفاة الرجل الذي أصيب بحروق خطيرة.

 

واندلعت مواجهات ليلة البارحة بين مجموعة من الشباب وقوات الأمن على إثر قيام مواطن يدعى عمار غرس الله 48 عاما من معتمدية القصر بإضرام النار في جسده بعد اعتصام دام عدة أسابيع أمام مقر الولاية احتجاجا على بطالته خاصة وأنه رب عائلة وله ثلاثة أبناء.

 

وقال شهود عيان إن الرجل طلب مقابلة وزراء التشغيل والصناعة والشئون الاجتماعية الذين زاروا الولاية قفصة الخميس، إلا أنه لم يتسن له ذلك فأحرق نفسه.

 

وتولت طائرة عسكرية بنقله إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس لتلقى العلاج وصنفت حروقه من الدرجة الثالثة، لكن وضعه في غاية الخطورة، حسب عمار عمروسية أحد النشطاء الحقوقيين بالحوض المنجمي.

 

وقوبلت زيارة وزراء الصناعة والتشغيل والشؤون الاجتماعية إلى قفصة باستياء كبير من قبل الأهالي الذين طالبوا برد الاعتبار لانتفاضة الحوض المنجمي التي تزامنت ذكراها الرابعة مع هذه الزيارة وتعويض عائلات شهدائها وجرحاها ومساواتهم مع شهداء وجرحى ثورة 14 جانفي، إلى جانب توفير التشغيل وتحسين البنية التحتية والصحية والثقافية بالجهة المنتجة للفسفاط.

 

وعبروا عن مخاوفهم من أن تظل منطقة الحوض المنجمي منطقة تنتج الثورات ومحرومة من الحد الأدنى من العيش الكريم.

 

ومن جهتهم توعد الوزراء بالاهتمام بمنطقة الحوض المنجمي ورد الاعتبار لتضحياتهم منذ سنوات من القهر والحرمان وذلك عبر الاستجابة لمطالبهم وتحسين واقعهم المعيشي.

 

يشار إلى أنّ أحداث الحوض المنجمي اندلعت يوم 5 جانفي 2008  على إثر إعلان شركة فسفاط قفصة على نتائج مناظرة لانتداب العاطلين عن العمل اتسمت  بالمحسوبية والرشوة.

 

وتمّ آنذاك على إثر الاحتجاجات الشعبية حصار ولاية قفصة من قبل قوات الأمن في عهد الرئيس المخلوع عما يزيد عن ثلاثة أشهر، فيما وقع اعتقال عشرات النشطاء واقتحام منازل المواطنين.

 

م.ت

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.