نيران الرواية السلفية في سجنان تتأجج بحادثة الأستاذ المشنوق

جاءت في الفترة الأخيرة رواية الأستاذ الذي عُثر عليه مشنوقا في جهة سجنان لتزيد في تأجيج نيران كل ما قيل عن تحول هذه الجهة إلى إمارة إسلامية تتحكم فيها جماعة سلفية…



نيران الرواية السلفية في سجنان تتأجج بحادثة الأستاذ المشنوق

 

جاءت في الفترة الأخيرة رواية الأستاذ الذي عُثر عليه مشنوقا في جهة سجنان لتزيد في تأجيج نيران كل ما قيل عن تحول هذه الجهة إلى إمارة إسلامية تتحكم فيها جماعة سلفية.

 

الرواية تقول إنه عُثر على أستاذ  يدعى" يحي السحباني" مشنوقا بأحد جبال معتمدية سجنان. وتضيف الرواية أن أستاذ التربية التقنية " السّحباني " ناشط نقابي ومنتمي إلى الخط الوطني الديمقراطي، وهو متزوّج وأب لأربعة أبناء أحدهم يزاول دراسته.

 

ووفق المعلومات الأوليّة المتداولة في جهة سجنان التابعة لولاية بنزرت، فقد عثر عليه مشنوقا إلى شجرة "كالاتوس" في سفح الجبل من طرف راعي غنم كان مارا بالقرب منه و يداه مكبّلتان وراء ظهره.

 

و قد تمّ إعلام الأمن وحضر ممثل النيابة العمومية ونُقلت الجثّة إلى مصلحة الطبيب الشّرعي بمستشفى بنزرت  لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.

 

وتشير المعطيات التّي تداولها أصدقاء الضحية بأن الأستاذ المتوفى كان قد تحدّث في آخر زيارة له للعاصمة عن تهديدات بالموت قال إنه تلقّاها من طرف عناصر متطرّفة بمدينة سجنان.

 

وكان بعض شهود العيان قد أكدوا أنهم شاهدوه صباح الواقعة يجلس في مقهى في وسط مدينة سجنان حيث احتسى قهوة على غرار عادته قبل أن يتوارى عن الأنظار إلى حين تناقل خبر وفاته.

 

ويأتي هذا الخبر في ظل تنامي الحديث في الفترة الأخيرة بمدينة سجنان عن وجود جماعة سلفية تتحكم في الجهة وتأمر وتنهى سكانها.

 

وقال البعض إن هذه الجماعة تمارس ضغوطات عديدة على المواطنين هناك وتحاول التحكم في حرياتهم وقناعاتهم الشخصية وتوجهاتهم الإيديولوجية والسياسية.

 

وهذا ما أدخل حالة من الرعب في صفوف السكان وكثرت الإشاعات والأقاويل هنا وهناك. وبين تكذيب وتصديق لكل ما قيل عبر وسائل الإعلام والمواقع طيلة الفترة الماضية، بدأت الرواية المتداولة تفقد شيئا من بريقها في الأيام القليلة الماضية.

 

وكانت قوات أمنية مكثفة قد تحولت في الأسبوع الماضي من العاصمة إلى سجنان وقامت بحملات تمشيط  كبرى لمعرفة ما يحصل بالضبط هناك، بعد أن عجز أعوان المركز الأمني بالجهة على السيطرة على الوض .

 

وقد القي القبض تبعا لذلك على بعض المشبوه فيهم ويتواصل البحث عن آخرين كانوا تحصنوا بالفرار، وهدأت الأمور نسبيا على امتداد الأيام الماضية لكن ها أن مسألة النشاط السلفي تعود مجددا وبقوة إلى سجنان من خلال حادثة وفاة الأستاذ المذكور والتي تُوجه أصابع الاتهام فيها للجماعة السلفية التي قيل إنها متمركزة هناك.

 

ومرد هذا الاتهام هو أن الاستاذ الهالك معروف بتوجهات فكرية وإيديولوجية وسياسية معادية للفكر السلفي الإسلامي، فضلا عما ذكره أحد أقاربه من أنه تلقى في الفترة الأخيرة تهديدات بالقتل من هذه العناصر السلفية.

 

ومن الطبيعي أنه لا يمكن تقديم أي احتمال عن أسباب الوفاة أو ربّما القتل قبل أن يدلي الطبيب الشرعي بتقريره وتنتهي التّحقيقات الأمنية والقضائية في ملابسات هذه المأساة.

 

وفي انتظار ذلك يظل السؤال القائم هو هل أن ما حصل مع الأستاذ السحباني في سجنان له علاقة فعلا بالجماعة السلفية التي قيل إنها متمركزة هناك أم أان الأمر مجرد تخمينات؟

 

وليد بالهادي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.