انطلاق محاكمة مدير صحيفة “التونسية”.. على من سيأتي الدور لاحقا؟

ينتظر الاعلاميون بشغف ما ستؤول اليه المحاكمة الجديدة بحق الاعلام عندما تبدأ أولى جلسات الحكم الخميس بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة ضد مدير جريدة التونسية نصر الدين بن سعيدة على خلفية نشر الصحيفة على غلافها الخارجي لصورة وصفت بالمنافية للاخلاق العامة…



انطلاق محاكمة مدير صحيفة “التونسية”.. على من سيأتي الدور لاحقا؟

 

ينتظر الاعلاميون بشغف ما ستؤول اليه المحاكمة الجديدة بحق الاعلام عندما تبدأ أولى جلسات الحكم الخميس بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة ضد مدير جريدة التونسية نصر الدين بن سعيدة على خلفية نشر الصحيفة على غلافها الخارجي لصورة وصفت بالمنافية للاخلاق العامة.

وتعد هذه الواقعة القضائية فصلا جديدا من المحاكمات خارج اطار القانون المنظم للقطاع لأنها تستند الى القانون 121 من المجلة الجزائية كما أنها تؤكد وجود علاقات غير طبيعية بين السلطة والإعلام في وقت يتطلع فيه الاعلاميون الى مناخ جديد ومغاير لما كان سائدا في ظل نظام بن علي.

وهناك أسئلة كثيرة يطرحها الاعلاميون اليوم مع تزايد الخناق على القطاع في ظل التجاذبات السياسية والإيديولوجية. فلا يفهم الصحفيون مثلا عدم اعتماد فصول المرسوم عدد 115 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر، والذي يحمي الإعلاميين كما لا يفهمون أيضا سبب استدعاء وجوه قديمة في صلب المؤسسات العمومية التي تبحث عن التطور والتجديد .

ورغم ان الائتلاف الحاكم يكرر مرارا أنه لا يتدخل في الاعلام الا ان الواقع والمؤشرات تؤكد أن ترسيخ السلطة قد بدأ فعلا بمحاولات تركيع القطاع سواء عبر التعيينات الفوقية او تحريك الدعاوى القضائية ضد الصحفيين أو تهييج الرأي العام أو الدفع بالمليشيات الى الشوارع.

وقبل محاكمة بن سعيدة عاش الشارع التونسي مشاهد متكررة من الملاحقات في الشارع وفي ساحات المحاكم ضد الإعلام. ويذكر التونسيين محاكمات قناة نسمة وما رافقها من تهييج جماهيري ضد شريط "بيرسيبوليس" الذي جسد بشكل رمزي الذات الالهية، انتهت بعمليات عنف وحرق استهدفت القناة ومالكها وعدد من صحفييها.

كما يذكر التونسيين الواقعة الشهيرة أمام المحكمة الابتدائية بالعاصمة في 23 جانفي الماضي عندما حاصر السلفيون محيط المحكمة ثم بدأوا بالتحرش بالاعلاميين وبعض المثقفين من مكونات المجتمع المدني لينتهي الأمر بضرب ونطح حمادي الرديسي ومدير جدرية المغرب زياد كريشان وصحفي آخر بقناة نسمة الى جانب الصحفي سفيان بن حميدة في واقعة أخرى منفصلة، أمام الملأ.

وبعد صحيفة "التونسية" وقبلها جريدة "المغرب" وقناة "نسمة" لا يعرف الصحفيين على من سيأتي الدور في الفصل القادم طالما ان العلاقة بين السلطة والاعلام الآن لا تعكس وضعا طبيعيا في نظام ديمقراطي يقوم على حرية التعبير في أبسط بديهياته.

بل على العكس فماهو واضح الآن بعد الجلسة الأولى من محاكمة نصر الدين بن سعيدة الخميس أن الأمور لن تقف عند ساحات المحاكم فقط، وذلك مع تواتر أنباء عن بداية حملة جديدة في الشارع ضد وسائل الاعلام سيقودها الجمعة جمهور المساجد كالعادة.

طارق القيزاني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.