أحمد فؤاد نجم.. مشاغب إلى أن تسقط الأسوار

أحمد فؤاد نجم، الشّاعر الثّائر دائما لم يلتزم الصّمت إزاء ما رآه انحرافا عن ثورة مصر وحيادا عن أهدافها. رفيق الشّيخ إمام في الفنّ وفي السّجون تجرّأ على المشير طنطاوي لا بالنّقد فقط بل بالسّبّ الّذي طال السّنة كذلك بما أدّى إلى إعادته مرّة أخرى إلى كواليس المحاكم إذْ رفع المدعوّ أحمد سيف الإسلام حمّاد منسّق مركز دعم المسلمين الجدد قضيّة ضدّ …



أحمد فؤاد نجم.. مشاغب إلى أن تسقط الأسوار

 

أحمد فؤاد نجم، الشّاعر الثّائر دائما لم يلتزم الصّمت إزاء ما رآه انحرافا عن ثورة مصر وحيادا عن أهدافها. رفيق الشّيخ إمام في الفنّ وفي السّجون تجرّأ على المشير طنطاوي لا بالنّقد فقط بل بالسّبّ الّذي طال السّنة كذلك بما أدّى إلى إعادته مرّة أخرى إلى كواليس المحاكم إذْ رفع المدعوّ أحمد سيف الإسلام حمّاد منسّق مركز دعم المسلمين الجدد قضيّة ضدّ الشّاعر تمّت إحالتها إلى نيابة أمن الدّولة للنّظر فيها.

وتعود حيثيّات الحادثة إلى تصريحات بقناة "دريم" المصرية هاجَم من خلالها أحمد فؤاد نجم المشير طنطاوي وطالبه بالرّجوع إلى الثّكنات، واعتبر "الشّاعر البذيء" كما كان يسمّيه أنور السّادات لإفراط نجم في انتقاده والسّخريّة منه أنّ الجيش لم يحرّك ساكنا حين قامت إسرائيل بقتل ثمانية جنود في حين قام "عيال التّحرير" باقتحام السّفارة الإسرائيليّة.

لقد كان الشّاعر المشاغب حادّا في نقده وأكّد أنّه لن يتمّ سرقة ثورة مصر مشيرا إلى أنّه سيتمّ التّصدّي لكلّ من سيقِف أمام أحلام المصريّين بتحقيق الحريّة والعدالة، وبهذا بقي ابن فقراء مصر الّذي شاركهم العيش فوق السّطوح رافضا للظّلم مهما كان مأتاه وتحمّل مرّة أخرى وزرَ نقد السّلطة العابثة بإرادة الشّعب المصريّ.

وفي حركة تضامن مع صاحب قصائد "جيفارا مات"و"بقرة حاحا" و"الشيخ عاشور"و"البتاع" و"اصحي يا مصر" احتشد مجموعة من محبّيه ونشطاء المجتمع المدنيّ بتونس يوم 20 مارس 2012 أمام السّفارة المصريّة بتونس مندّدين بما وقَع لشاعر كان الأجدر تكريمه لإسهامه لا في الثّورة المصريّة فقط بل في الرّبيع العربيّ الّذي بدأ من تونس، إذ كان دأب هذاالشّادي الشّرس منذ بدأ نقد الاستبداد والتّشهير دون خوف ببشاعة الحكّام العرب في تعاملهم مع مواطنيهم والدّعوة إلى اجتثاث الظّلم من أرض العرب إلى أن بدأت الأسوار في السّقوط فتحقّقت بذلك نبوءة الشّاعر الفرنسيّ عندما وصف أحمد فؤاد نجم شاعرا فقال: إنّ فيه قوّة تُسقط الأسوار.

طبعا لن ينجح المشير طنطاوي وأتباعه في النّيل من "ضمير الثّورة" أحمد فؤاد نجم، إذْ كيف له أن ينال من قامة استعصت على السّادات وعلى مبارك سنوات الجمر.

ولأنّه أحمد فؤاد نجم الّذي لا يكفّ عن المشاغبة فلابدّ للأسوار كلّها أن تسقط.

صالح رطيبي/إعلامي من تونس

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.