هل تتوفر ميزات وخصال المستشار السياسي الناجح والرصين في شخص لطفي زيتون؟

صنع لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة مجددا الحدث عندما دخل في نقاش حادّ نسبي مع شكري بلعيد الناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين في الملف التلفزي “ما وراء الحدث” الذي بثته مباشرة …



هل تتوفر ميزات وخصال المستشار السياسي الناجح والرصين في شخص لطفي زيتون؟

 

صنع لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة المؤقتة مجددا الحدث عندما دخل في نقاش حادّ نسبي مع شكري بلعيد الناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين في الملف التلفزي "ما وراء الحدث" الذي بثته مباشرة القناة الوطني الثانية مساء الخميس 22مارس 2012.

 

الحادثة الجديدة طريفة نسبيا عندما قال إن والدته المسنة والبالغة 80 سنة والتي تعرضت إلى التعذيب في عهد بن علي دعت بالشر على شكري بلعيد الذي أراد زجّ ابنها في السجن على خلفية إيهامه بحصول مؤامرة على الحكومة الحالية.

 

ويذكر أن تصريحات لطفي زيتون بخصوص وجود "مؤامرة انقلابية" الهدف منها الإطاحة بهذه الحكومة أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والرأي العام الوطني في البلاد في المدة الأخيرة، الأمر الذي جعل العديد من الأحزاب تتفاعل مع هذه التصريحات ومن ضمنها شكري بلعيد الذي اعتبر أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ويتعين على صاحبها أن تُطبق عليه مجلة الأحكام الجزائية نظرا لعدم وجود أدلة وبراهين قاطعة على هذا المؤامرة.

 

ما شدّ انتباهنا في العملية برمتها والمثير حقا للاستغراب هو أن المستشار السياسي لأي رئيس دولة أو رئيس حكومة يجب أن تتوفر فيه جملة من الخصال والميزات ومن أهمها في اعتقادنا الرصانة والتريث والتمكّن من الملفات التي يعالجها وعدم تنصيب نفسه مكان رئيس الحكومة والإدلاء بمواقف تبدو غريبة وعدم إلقاء التهم جزافا لا سيما وأن البلاد في الظرف الراهن لا تتحمل هزات سياسية جديدة من شأنها أن تزعزع أمنها واستقرارها.

 

مهمة المستشار السياسي في مثل الوضع الحساس والدقيق الذي تمر به البلاد على غاية من الأهمية والخطورة بمكان، إذ أن دوره استراتيجي ويجب أن يتمتع بحنكة ودراية واسعة بأوضاع تونس بعد الثورة وخاصة الحرفية أو "الدهاء السياسي" في التعاطي مع الملفات السياسية للبلاد، ويجب أن يكون حلقة ربط بين كل الأطياف السياسية والسعي إلى تحقيق التوافق لا الدخول في مهاترات وتبادل للاتهامات على غرار ما حصل في أول لقاء جمع أعضاء الحكومة وأعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل والصدام الذي حصل في ذلك اللقاء.

 

ما يمكن التأكيد عيله أنه كلّما ظهر لطفي زيتون في مختلف وسائل الإعلام وأدلى بتصريحات أو شارك في ملفات تلفزية وحوارات إذاعية إلاّ وصنع الحدث في الاتجاه السلبي وليس في الاتجاه الإيجابي من خلال ما ينجرّ عن هذه التصريحات من بلبلة وجدل تونس في غنى عنه وأخرها قضية المؤامرة.

الأفضل والأحسن لمستشار سياسي يرغب في تقديم الإضافة والنصح والتوجيه لرئيس الحكومة، التحلي بالصبر والعمل في صمت وأن تحقيق النتيجة هي المراد الوصول إليها من أجل بلوغ مرافئ الأمان وتخطي اختبار المرحلة الانتقالية بنجاح وبلوغ مرافئ الأمام.

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.