200 عائلة يهودية تلغي قدومها إلى تونس بسبب الشعارات المعادية لدى التيارات السلفية

أعرب رئيس الجالية اليهودية في تونس روجيه بيزمت عن قلقه من تنامي الشعارات المعادية لأتباع الديانة اليهودية في صفوف التيارات المتشددة لدى لقائه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الثلاثاء…



200 عائلة يهودية تلغي قدومها إلى تونس بسبب الشعارات المعادية لدى التيارات السلفية

 

أعرب رئيس الجالية اليهودية في تونس روجيه بيزمت عن قلقه من تنامي الشعارات المعادية لأتباع الديانة اليهودية في صفوف التيارات المتشددة لدى لقائه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الثلاثاء.

وعبر روجيه بيزمت في بيان عن عميق انشغاله بالشعارات التي تم رفعها في بعض المظاهرات التي تحث على البغضاء والكراهية وخاصة خلال مظاهرة شارع الحبيب بورقيبة الأحد الماضي.

وكان أنصار التيار السلفي المتشدد قد رفعوا خلال المظاهرة التي نظموها في شارع الحبيب بورقيبة الأحد شعارات ضد اليهود. كما سبق أن رددوا في مظاهرات سابقة هتافات معادية دون أن يتدخل قادة هذا التيار لاستنكارها.

وقال رئيس الجالية اليهودية إن هناك تراجعا ملحوظا في توافد السياح اليهود على تونس بسبب تواتر تلك الشعارات المعادية. وأوضح أن أكثر من 200 عائلة يهودية عدلوا مؤخرا عن المجيء إلى تونس.

وعادة ما يتوافد الآلاف من السياح اليهود على تونس للحج إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة وهو الأقدم في إفريقيا أين يقع إحياء احتفالات دينية موسمية تبلغ ذروتها بين شهري أفريل وماي.

ويشمل الاحتفال إلى جانب الصلاة داخل المعبد وكتابة الأماني وشرب أنواع من الخمور، أيضا تنظيم أطواف وسوقا خيرية وزيارة المدرسة التلمودية الملحقة بالمعبد الذي يقال انه يحتوي على واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم .

ولا يتجاوز عدد اليهود في تونس ألفي نسمة موزّعين على جزيرة جربة ومدينة صفاقس، وعدد من ضواحي العاصمة تونس، وخاصة منها ضاحية حلق الوادي .

ويعاني المعبد الذي يعد أحد شرايين النشاط السياحي في الجزيرة، أصلا من تراجع الوافدين عليه منذ أحداث أفريل 2002.

وكان التونسي نزار نوّار المرتبط بتنظيم القاعدة قد استهدف معبد الغريبة في الحادي عشر من أفريل2002، بعملية انتحارية بواسطة صهريج محمّل بقوارير غاز أسفرت في حينها عن مقتل 21 شخصا معظمهم من السياح الألمان .

ولا يتوقع في الوقت الحالي استعادة المعبد لنشاطه العادي بعد الثورة خاصة مع تنامي التيارات السلفية المتشددة في البلاد كما لم تعلن الحكومة عن نيتها للسماح للسياح بالقدوم إلى تونس هذا العام بعد أن تم تعليق موسم الحاج العام الماضي بسبب الانفلات الأمني.

وقال روجيه بيزمت إن الجالية اليهودية المقيمة في تونس وخاصة رجال الأعمال مستعدون لمواصلة مشاريعهم في تونس في حال توفر الإستقرار الأمني في البلاد.

وأوضح رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر من جهته أن الجالية اليهودية تتقاسم قيم المواطنة مع كل التونسيين وتساهم في المجهود الوطني التنموي. وأضاف أن المجتمع التونسي توحده منذ القدم قيم مشتركة لا يمكن التراجع عنها.

كما عبر عن استنكاره للشعارات التي رفعت خلال مظاهرة السلفيين في شارع الحبيب بورقيبة الأحد الماضي.

خميس بن بريك وطارق القيزاني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.