بن بلة.. من رموز الكفاح الجزائري وأحد زعماء حركة عدم الانحياز

توفي أحمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال الاربعاء عن 95 عاما، ليغيب واحد من الكبار الذين اطلقوا شرارة الثورة على فرنسا، من دون ان يمنع ذلك من زجه في السجن طيلة 24 عاما خصوصا نتيجة الخلافات بين اركان الثورة الجزائرية…



بن بلة.. من رموز الكفاح الجزائري وأحد زعماء حركة عدم الانحياز

 

توفي أحمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال الاربعاء عن 95 عاما، ليغيب واحد من الكبار الذين اطلقوا شرارة الثورة على فرنسا، من دون ان يمنع ذلك من زجه في السجن طيلة 24 عاما خصوصا نتيجة الخلافات بين اركان الثورة الجزائرية .

وكان رئيس الجمهورية المؤقت  المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر صباح  الجمعة إلى العاصمة الجزائرية لحضور موكب دفن الرئيس  الجزائري الراحل.

 

وناضل هذا الرجل "الشجاع والمشاكس" بحسب اقاربه، حتى السنوات الأخيرة من عمره عندما واجه مشاكل صحية عديدة بسبب تقدمه في السن .

 

ولد الرئيس بن بلة في 25 ديسمبر 1916 بمدينة مغنية (غرب) من عائلة مزارعين من اصل مغربي وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان وادى الخدمة العسكرية سنة 1937 .

 

كان من الزعماء الكبار الذين انضووا تحت لواء حركة عدم الانحياز إلى جانب الثوري الكوبي فيدل كاسترو والزعيم المصري جمال عبد الناصر والهندي جواهر لال نهرو والصيني ماو تسي تونغ .

 

ولم يبق لفترة طويلة رئيسا للجزائر رغم فوزه في الانتخابات في 16 سبتمبر 1963  ليصبح اول رئيس للجمهورية الجزائرية، فقد اطاح به نائبه وزير الدفاع هواري بومدين في 19 جوان 1965 وأودعه السجن .

 

وقال محمد بن الحاج واضع سيرته الذاتية ان "بن بلة لم يتوقع بأن يتعرض للخيانة من قبل بومدين".

 

واضاف ان "بن بلة أودع السجن في ظروف قاسية خصوصا بين عامي 1965 و1969. ومنع حراسه من التحدث اليه وكان يتلو القرآن بصوت عال ليستمع إلى صوته". وتابع "كانت الغاية من ذلك دفعه إلى الانتحار".

 

وتحسنت معنويات بن بلة بعد ان تزوج في السجن في 1971 من الصحافية زهرة سلامي وتبنيا ابنتين مهدية ونوريا. وفي وقت لاحق تبنى صبيا مصابا بشلل رباعي يبلغ اليوم 32 عاما يقيم في اسبانيا قرب نوريا .

 

وظل بن بلة معتقلا حتى العام 1980 إلى ان اصدر الرئيس الجديد الشاذلي بن جديد عفوا عنه وبعد اطلاق سراحه انشأ في فرنسا الحركة الديموقراطية بالجزائر .

 

ويكون بن بلة بذلك امضى 24 سنة ونصف سنة في السجن: 16 سنة منها في عهد هواري بومدين وثماني سنوات في ظل الاحتلال الفرنسي .

 

وتأثر بعمق بأحداث 8 ماي 1945 تاريخ انطلاق الثورة، فانضم إلى الحركة الوطنية عبر حزب الشعب الجزائري .

 

وأصبح بعد ذلك مسؤولا عن المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمعية حسين آيت أحمد ورابح بطاط .

 

وألقي القبض عليه سنة 1950 في العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بالسجن سبع سنوات. ثم هرب من السجن في مارس 1952 ليلتحق في القاهرة بآيت أحمد ومحمد خيذر حيث شكلا فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني .

 

وقبض عليه مرة أخرى في اكتوبر 1956 خلال عملية قرصنة جوية نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب نحو تونس برفقة أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني (بوضياف وبطاط وآيت أحمد ولشرف).

 

وأطلق سراحه سنة 1962 حيث شارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وفي 19 جوان 1965 عزله مجلس الثورة وتمت الإطاحة به .

 

وبقيت علاقاته بفرنسا قوية وفور إطلاق سراحه في 1980 اختار المنفى في فرنسا حتى سنة 1990 .

 

عاد بن بلة الى الجزائر بعد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة في 1999، ودعم سياسته لإجراء مصالحة وطنية مع الإسلاميين وتولى في 2007 منصبه الرسمي الأخير وهو رئاسة مجموعة الحكماء في الاتحاد الإفريقي المكلفة بالوقاية من النزاعات وتسويتها .

أ ف ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.