المعتصمون أمام حديقة النادي الإفريقي: من يدفعهم؟ ولمصلحة من يطالبون برحيل العتروس؟

أثارت الهزيمة الأخيرة للنادي الإفريقي أمام جاره وغريمه اللدود الترجي التونسي يوم الأربعاء الماضي مزيدا من الغضب والانتقادات للمدرب عبد الحق بن شيخة وللاعبين والهيئة المديرة قبل أن تتحول الاحتجاجات إلى اعتصام مفتوح لنحو مائة من الأنصار الذين يطالبون بتنحي جمال العتروس، رافعين شعارات مرتبطة بالثورة من قبيل “ديقاج للعتروس” و”الإفريقي فريق الشعب والثورة” و “الإفريقي أكبر من الجميع” وغيرها…



المعتصمون أمام حديقة النادي الإفريقي: من يدفعهم؟ ولمصلحة من يطالبون برحيل العتروس؟

 

أثارت الهزيمة الأخيرة للنادي الإفريقي أمام جاره وغريمه اللدود الترجي التونسي يوم الأربعاء الماضي مزيدا من الغضب والانتقادات للمدرب عبد الحق بن شيخة وللاعبين والهيئة المديرة قبل أن تتحول الاحتجاجات إلى اعتصام مفتوح لنحو مائة من الأنصار الذين يطالبون بتنحي جمال العتروس، رافعين شعارات مرتبطة بالثورة من قبيل "ديقاج للعتروس" و"الإفريقي فريق الشعب والثورة" و "الإفريقي أكبر من الجميع" وغيرها.

 

وألقت هذه الأحداث التي تواصلت منذ يوم الخميس الماضي وإلى حدود اليوم الثلاثاء بظلالها على الساحة الرياضية وسط تساؤلات غامضة عن هوية هؤلاء المعتصمين أمام مركب النادي الإفريقي والأطراف التي تقف وراءهم وتحركهم وتدفعهم نحو الترفيع في وتيرة الاحتجاجات.

 

فالنادي الإفريقي كان أول فريق في تونس يشهد ثورة حقيقية وانتخابات ديمقراطية وكان ذلك يوم 25 فيفري 2011 عندما انتخبت جماهير الأحمر والأصفر جمال العتروس رئيسا للجمعية لفترة نيابية تمتد من 2011 إلى 2013، ولكن هل أن الجماهير ذاتها التي انتخبت العتروس هي التي تعتصم منذ 4 أيام مطالبة بتنحيه وعقد جلسة عامة انتخابية قبل الأوان؟

 

الوضع يبدو غامضا خاصة أن هوية المعتصمين لم تتضح كما يتهم بعض مسؤولي الهيئة الحالية للإفريقي بأن هناك أشخاصا مندسين لا علاقة لهم بجمهور الإفريقي هم من يحركون الاعتصام ويرفعون شعارات "ديقاج" كما أنهم نادوا طويلا باسم مسؤول سابق في الفريق .

 

وأشارت أطراف مقربة من النادي الإفريقي أن الاعتصام شارك فيه بعض الأنصار الذين اتوا من مناطق ومدن داخلية محاولين الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية والمطالبة بالتغيير في الإفريقي بعد 13 شهرا فقط على تسلم جمال العتروس مهمة قيادة النادي الإفريقي.

 

ويرى بعض الأخصائيين في القانون الرياضي أن اعتصام العشرات من أنصار النادي الإفريقي أمام المركب للمطالبة بتنحي جمال العتروس لا مشروعية له لأن هذا المسؤول تم انتخابه في جلسة عامة اعتمدت على صندوق الاقتراع ومنحته مهمة تسيير الجمعية لمدة سنتين وأن الحالة الوحيدة التي يمكن خلالها المطالبة باستقالة جمال العتروس هي استقالة أكثر من نصف أعضاء الهيئة المديرة المنتخبين على غرار ما حصل في النجم الساحلي أو ارتكب العتروس أخطاء فادحة في الحسابات والتصرف المالي أو القيام بعملية تزوير أو غيرها وهو ما لم يكن في قضية الحال.

 

وأضاف هؤلاء الأخصائيون أن برنامج عمل الهيئة المديرة للإفريقي برئاسة العتروس تسلم الفريق في جلسة عامة علنية ولمدة عامين وبالتالي فإن الهيئة هي الوحيدة المخولة للإعلان عن استقالتها إذا ما رغبت في ذلك على أن تتقدم باستقالة جماعية أو باستقالة نصف الأعضاء المنتخبين على الأقل لتسقط آليا ويتم إثر ذلك الإعداد لجلسة عامة انتخابية خارقة للعادة في غضون 30 يوما من أجل انتخاب مجلس إدارة جديد.

 

وتحدثت بعض المصادر أن جبهة المعارضة التي تطالب برحيل جمال العتروس وتعتصم أمام مركب النادي يقودها أنصار مسؤول سابق شغل خطة نائب رئيس في النادي الإفريقي كما روج آخرون أخبارا مفادها أن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر والمليونير سليم الرياحي مرشح بشدة لخلافة العتروس على رأس فريق "باب الجديد".

 

وأعلن رئيس النادي الإفريقي تعليقا على اعتصام الأنصار ورفعهم شعار "ديقاج " في وجهه بالقول إنه مستعد حالا لتسليم كرسي الرئاسة والإعداد لجلسة عامة انتخابية قبل الأوان لانتخاب هيئة إدارية جديدة ولكنه اشترط توفير البديل وتقدم المسؤول الذي يرغب في رئاسة النادي رسميا لتولي المسؤولية.

 

وانتخبت جماهير النادي الإفريقي في 25 فيفري 2011 جمال العتروس وصالح المناعي على التوالي في خطة رئسي ونائب رئيس في النادي الإفريقي لمدة نيابية (2011 -2013) وبلغ الإفريقي في الموسم ذاته نهائي كأس الاتحاد الإفريقي وخسر اللقب أمام المغرب الفاسي بركلات الحظ الترجيحية كما أنهى البطولة في المرتبة الرابعة وضمن مشاركة في كأس الكنفدرالية للموسم الثاني على التوالي.

 

غير أن بداية الموسم الحالي كانت هزيلة بالنسبة للإفريقي الذي يحتل حاليا المرتبة السادسة في البطولة ويفصله عن المتصدر الترجي التونسي 13 نقطة كاملة كما أنه عرف موجة تغييرات متواصلة للمدربين وأقالت الهيئة المدرب فوزي البنزرتي ثم تسلم الفرنسي باتريك لوفيغ مقاليد تدريب الإفريقي قبل التعاقد مع الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي عجز معه الإفريقي عن تحقيق أكثر من انتصار واحد في 8 مباريات.

 

بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.