بعد شهر على انتخاب المكتب الجامعي: مهازل تحكيمية وأندية تهدد بالانسحاب من البطولة

انقضى النصف الأول من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بإجراء مباريات الجولة الختامية لمرحلة الذهاب والتي أسفرت عن تصدر الترجي التونسي للترتيب برصيد 40 نقطة بعد أن حقق رقما قياسيا جديدا من خلال الفوز في 12 مباراة متتالية…



بعد شهر على انتخاب المكتب الجامعي: مهازل تحكيمية وأندية تهدد بالانسحاب من البطولة

 

انقضى النصف الأول من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بإجراء مباريات الجولة الختامية لمرحلة الذهاب والتي أسفرت عن تصدر الترجي التونسي للترتيب برصيد 40 نقطة بعد أن حقق رقما قياسيا جديدا من خلال الفوز في 12 مباراة متتالية.

 

وعرفت بطولة الموسم الجاري إشراف مكتبين جامعيين اثنين، فبعد استقالة أنور الحداد من رئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم نتيجة ضغوطات الأندية وتتالي استقالة بعض أعضاء مكتبه، فاز العضو الجامعي وديع الجريء برئاسة الجامعة لفترة نيابية تمتد إلى سنة 2016.

 

ولسائل أن يسأل عقب صعود مكتب جامعي جديد يرأسه "الجريء" : هل تغيرت الأوضاع في كرتنا وداخل بطولتنا؟ وهل بدأ المكتب الجديد في تجسيد أهدافه ومشاريعه التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي ووعد بها الأندية وأولها دعم النوادي ماديا والأهم من ذلك كله ترسيخ مبدأ المساواة والعدالة بين الأندية وإصلاح قطاع التحكيم بما هو عنصر فعال في نجاح كرتنا والابتعاد بها عن مظاهر العنف والفوضى؟

 

المكتب الجامعي الحالي دخل أسبوعه الرابع من العمل والمنطق يقول أنه من الحيف أن نقيم عمل "جامعة الجريء" في ظرف شهر واحد ولكن الكثيرين يرون أنه لا فرق بين جامعة وأخرى إلا بالأسماء وأن مظاهر العنف والأخطاء التحكيمية والاعتداء بالعنف على الحكام لا يزال ظاهرة متفشية بشدة في ملاعبنا ولا سيما في الأقسام السفلى.

 

ولم تتغير الحال على حد تعبير الكثير من المسؤولين في النوادي الذين وجهوا أصابع الاتهام بقوة إلى اجامعة وإلى شخص وديع الجريء متهمين إياه بمحاباة أندية على حساب أخرى وبالتعامل بمبدأ الاندية المسنودة هي تلك التي لها من يمثلها داخل المكتب الجامعي.

 

وتهاطلت الاتهامات على الجامعة والإدارة الوطنية للتحكيم بعد أسابيع قليلة من تسلم المكتب الجديد مهامه، وكانت البداية بالنادي الإفريقي الذي شن مسؤولوه حملة انتقاد على الجامعة بعد الهزيمة في الدربي أمام الغريم الأزلي الترجي التونسي (1 -2) وحاول بعض الأحباء إثر المباراة الاعتداء بالعنف على الحكم فؤاد البحري متهمين إياه بتغيير مجرى النتيجة لفائدة الترجي.

 

وهدد النادي الإفريقي بالانسحاب من البطولة قبل أن يتراجع مسؤولوه ويوجه مجلس إدارته شكوى إلى الجامعة للمطالبة بالعدل والمساواة بين الأندية.

 

ومن جهته اتهم مسؤول بالنادي البنزرتي الجامعة والحكام بمجاملة الترجي التونسي ودفعه نحو الفوز بالبطولة من خلال الأخطاء التحكيمية المتتالية التي استفاد منها الأحمر والأصفر في كل مقابلاته تقريبا على حد اعتبار إدارة النادي البنزرتي.

 

وقال سمير يعقوب نائب رئيس "السي آبي" أن البطولة تلعب في الكواليس وأن هناك كلابا مسعورة تغير نتائج المباريات وتدفع الترجي التونسي لتحقيق انتصارات ما كان له أن يحققها لو توفر الحد الأدنى من النزاهة والمصداقية وأن النادي البنزرتي يطالب باحترام ميثاق الرياضي وعدالة الحكام.

 

ولئن أثارت تصريحات سمير يعقوب ردود فعل عنيفة في أوساط كل الأندية تقريبا فإن المكتب الجامعي التزم الصمت ولم يعلق على تلك التصريحات لترتفع وتيرة الاحتجاجات وتبلغ مداها خلال الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب إذ أعلن مسؤولو الأولمبي الباجي عن اعتزامهم الانسحاب من البطولة بسبب المظالم التحكيمية التي يتعرض لها فريقهم أسبوعيا والتي بلغت ذروتها في مباراة قوافل قفصة الأحد الماضي (1 -2).

 

وصرح الناطق الرسمي والممثل القانوني للأولمبي الباجي سامي العمدوني بأن فريقه تعرض إلى مظلمة تحكيمية صارخة انتهت بهزيمته في قفصة وأضاف أن هيئة الفريق ستجتمع لتدارس قرار الانسحاب من البطولة في ظل هذا الجو المشحون بالحسابات والمعاملة بأكثر من مكيال والمظالم التحكيمية التي تستهدف أندية وتستفيد منها أخرى.

 

ودخل مستقبل قابس من جهته في معمعة الحتجاجات المتواصلة على التحكيم وأعلن أمين مال النادي الحبيب الفاسي أن عصام الرحموني حكم مباراة الجولة التي دارت الأحد الماضي وانتهت بفوز الترجي التونسي في قابس بالذات (2 -0) ظلم فريقه وصفر في اتجاه واحد للفريق الضيف.

 

ووجه مسؤول مستقبل قابس اتهامات شديدة للحكم الرحموني ولكل الحكام كما انتقد المكتب الجامعي مشيرا إلى أن الكرة التونسية لن تبلغ درجات التقدم على المستوى القاري والدولي بهذه المهازل التحكيمية والتواطؤ المفضوح من قبل الجامعة والحكام لأندية على حساب أخرى.

 

ووسط هذه الاحتجاجات والاتهامات الصريحة من عدة أندية اختار المكتب الجامعي الجديد الهروب إلى الأمام والتخفي عوض دراسة الأمر دراسة جدية والاجتماع بالحكام ودعوتهم إلى العدالة والمساواة بين كل الأندية ووضعهم أمام مسؤولياتهم.

 

ويرى الكثير من الملاحظين أن مهمة المكتب الجامعي ستكون صعبة جدا إذا لم تسارع إدارة وديع الجرئ باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان نهاية موسم هادئة بعيدا عن مظاهر الفوضى والعنف والشغب والاعتداءات على الحكام والمهاترات الكلامية بين مسؤولي الأندية.

 

بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.