دعوة للمصالحة الوطنية في احتفالات التونسيين بعيد الشغل

مرت الاحتفالات باليوم العالمى للشغل في تونس بسلام دون تسجيل تجاوزات تذكر أو أحداث قد تعكر صفو أجوائها وذلك بمشاركة نقابيين وعمال ومواطنين وسياسيين…



دعوة للمصالحة الوطنية في احتفالات التونسيين بعيد الشغل

 

مرت الاحتفالات باليوم العالمى للشغل في تونس بسلام دون تسجيل تجاوزات تذكر أو أحداث قد تعكر صفو أجوائها وذلك بمشاركة نقابيين وعمال ومواطنين وسياسيين.

 

وتميّزت الاحتفالات بإطلاق دعوات للمصالحة الوطنية لأوّل مرة بعد الثورة من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل، أقوى تنظيم نقابي، وحركة النهضة، قائدة الائتلاف الحكومي، بعد توتر شهدته الفترة الماضية العلاقة بين الجانبين.

 

وتظاهر أكثر من عشرين ألف تونسي بشارع الحبيب بورقيبة للمطالبة بتوفير فرص لائقة للعمل لحوالي 800 ألف عاطل عن العمل وتحسين ظروف العمل والقدرة الشرائية للعمال، ودعوا الحكومة إلى الاهتمام بقضية التشغيل التي كانت من أسباب اندلاع الثورة.

 

ورفع التونسيون الأعلام الوطنية لا غير ونادوا بالوحدة الوطنية وبمواصلة مسار الانتقال الديمقراطي من أجل تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى برّ الأمان.

 

وقبل انطلاق المسيرة قال حسين العباسي أمين عام الاتحاد في حشود من المواطنين "على الحكومة أن تباشر دون تردد أو تلكؤ مهمة توفير الشغل وبالخصوص لخريجي الجامعات"، داعيا جميع الفرقاء السياسيين إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والتفرغ لاستكمال أهداف الثورة بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة والصراعات الإيديولوجية.

 

وجدد دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى المصالحة والالتزام بمبدأ الحوار والتوافق وشاطره في ذلك كل من الحبيب قيزة الأمين العام للدامعة التونسية للشغل وإسماعيل السحبانى الأمين العام لاتحاد عمال تونس خلال إشرافهما على تظاهرتين للنقابتين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل.

 

وكانت حركة النهضة قد دعت إلى التظاهر السلمي بشارع الحبيب بورقيبة والتزام المتظاهرين بمبادئ الوحدة الوطنية التي اعتبرتها السبيل لاستكمال الثورة وتحقيق أهدافها.

 

ودعت جميع التونسيين دون استثناء إلى المشاركة في الاجتماع العام أمام مقر الاتحاد تقديرا لدور الشغالين في الثورة على حد تعبيرها.

 

كما دعا المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت في كلمة متلفزة إلى أن يكون الاحتفال بعيد الشغل جامعا لا مكان فيه لأي عنف أو عنف مضاد، مؤكدا أن الشعب التونسي في حاجة اليوم إلى الوحدة.

 

تجدر الإشارة إلى أن علاقة حركة النهضة بالاتحاد العام التونسي للشغل شهدت منذ فترة توترا بعد إضراب أعوان البلدية في كامل تراب البلاد للمطالبة بالزيادة في الأجور والمنخرطين في الاتحاد وشن أنصار الحركة حملة واسعة ضد اتحاد الشغل انضم إليها عدد من الوزراء.

 

كما قام مجهولون برمي القمامة أمام مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعلن حالة استنفار ونظم اجتماعا عماليا شارك فيه الآلاف لمساندة الاتحاد.

 

وعلى اثر ذلك قام راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بزيارة مقر الاتحاد من أجل تقريب وجهات النظر فيما انتظمت لقاءات بين رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد تم بموجبها الاتفاق على تشريك المنظمة الشغيلة في القرارات والبرامج التي تهم الشأن العام.

مريم التايب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.