سمعة تونس تحت الاختبار في جزيرة جربة

على مدار يومين ستخضع مدينة جربة ذات التنوع الديني والعرقي إلى اختبار حاسم سيسجل أما ايجابا أو سلبا في رصيد تونس على الساحة الدولية…



سمعة تونس تحت الاختبار في جزيرة جربة

 

على مدار يومين ستخضع مدينة جربة ذات التنوع الديني والعرقي إلى اختبار حاسم سيسجل أما ايجابا أو سلبا في رصيد تونس على الساحة الدولية.

ولا يخفى ان الأضواء الدولية، حتى من اسرائيل نفسها، مسلطة بشدة على هذه الجزيرة وربما بعضها يمني النفس لحدوث اي منزلق يرسخ في الأذهان تفجيرات 11 أفريل 2002، وهي أحداث كان لها دون شك تأثير قوي على الحركة السياحية في البلاد بما ان السوق الألمانية سجلت وحدها تراجعا فاق النصف، من مليون سائح عام 2000 إلى 480 ألف سائح عام 2010.

ولكن أيضا من تأثيرات تلك الأحداث التي ذهب ضحيتها 21 قتيلا أغلبهم من جنسيات ألمانية وتونسية، انها وضعت مفهوم التسامح والتعايش الديني في تونس على المحك فضلا عن الاختراقات الأمنية وتردد المخاطر الارهابية التي وضعت حدا لفكرة ان تونس تمثل حصنا منيعا ضد التنظيمات الراديكالية وأنها بمنأى عن المخاطر الارهابية.

وربما من سوء حظ تونس ان هذه المخاطر والهواجس تبدو مضاعفة اليوم مع ترنح المؤسسة الأمنية وصعود التيارات السلفية بتفريعاتها المختلفة وبروز جدل الأقليات الدينية على السطح، وهي هواجس تجعل من الاحتفالات الدينية في معبد الغريبة ليست مجرد حدث ثقافي تعودت عليه الجزيرة منذ مئات السنين، وإنما اختبار لملفات حارقة ستكون لها تأثير على مسار المرحلة الانتقالية في البلاد.

ستختبر المؤسسة الأمنية فاعليتها اللوجستية والاستخباراتية في تأمين مساحة لا تقل عن 500 كلم مربع وهي المساحة الجملية لجزيرة جربة وتقع على مرمى حجر من عدد من المناطق الساخنة في الجنوب وذات الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات المطلبية.

وستكون في صدارة الأوليات الملحة لرفقاء الجبالي في الحكومة المؤقتة تجنب أي منزلق في جزيرة جربة قد يتحول إلى مؤشر سيء لموسم سياحي تعول عليه تونس بشكل كبير على عائداته للمساهمة في رفع نسبة النمو الاقتصادي التي حددت بـ3.5 بالمائة هذا العام بحسب توقعات الحكومة، وتعزيز طاقة التشغيل الذي يقع على رأس الأوليات الوطنية.

ولكن لا يعني كذلك أن احتفالات معبد الغريبة ستقف عند الرهانات الأمنية والاقتصادية فحسب. فعلى الدولة التي تسيطر حركة النهضة الاسلامية على جزء هام من مفاصلها، ان تثبت ان التنوع الديني والثقافي جزء فعلي وراسخ منذ قدم التاريخ في الهوية الوطنية وليس مجرد لافتة للتسويق، كما عليها طمأنة التونسيين بقدرتها على احتواء الهوجة السلفية المتشددة وانها تقف على قدم المساواة مع جميع المواطنين بغض النظر عن دينهم وحزبهم.

 

طارق القيزاني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.