تصريحات المرزوقي المثيرة للجدل.. نقص في النضج السياسي أم تهوّر؟

منذ توليه مقاليد رئاسة الدولة والهفوات البروتوكولية مستمرة مع محمد المنصف المرزوقي لتنتقل من مجرد هفوات عابرة إلى تصريحات موثقة تتناقلها مختلف وسائل الإعلام المرئية والسمعية العربية والعالمية خصوصا عندما توصف “باللامسؤولة” و”الخالية من كل الحقائق”…



تصريحات المرزوقي المثيرة للجدل.. نقص في النضج السياسي أم تهوّر؟

 

منذ توليه مقاليد رئاسة الدولة والهفوات البروتوكولية مستمرة مع محمد المنصف المرزوقي لتنتقل من مجرد هفوات عابرة  إلى تصريحات موثقة تتناقلها مختلف وسائل الإعلام المرئية والسمعية العربية والعالمية خصوصا عندما توصف "باللامسؤولة" و"الخالية من كل الحقائق".

 

هذه الأوصاف جاءت على لسان المجلس الفدرالي السويسري، مؤخرا، عندما عبّر عن عدم رضاه من تصريحات المرزوقي بخصوص تباطؤ سويسرا في عملية إرجاع الأموال المنهوبة والمجمّدة في البنوك السويسرية.

 

واتهم المرزوقي سويسرا بتعمدها التأخير والتباطؤ في معالجة ملف أموال عائلة الرئيس المخلوع وأصهار المودعة في البنوك السويسرية في استجواب أجراه مع الإذاعة والتلفزة السويسرية.

 

غير أن الناطق الرسمي باسم المجلس الفدرالي السويسري أكد أن سويسرا قامت بخطوات متقدمة في ما يتعلق بالإجراءات والتدابير الخاصة بإعادة الأموال المنهوبة إلى الشعب التونسي وجدّد حرص الكنفدرالية السويسرية على تجسيم وعودها في ما يتعلق بهذا الملف.

 

وتتسم  أغلب تصريحات المرزوقي بأنها تنقصها الكثير من النضج والخبرة السياسية، وهو ما من شانه أن يوتّر العلاقات الديبلوماسية الخارجية مع البلدان العربية والأوروبية خاصة الشقيقة والصديقة.

 

وكانت أغلب الصحف الجزائرية قد شنت حملة شرسة ضد منصف المرزوقي حيال تصريحات أدلى بها خلال أول زيارة رسمية له إلى ليبيا فيما يخص مسألة تعامل النظام الجزائري مع الأحزاب الإسلامية، معربا عن رفضه لما تعرضت له خلال سنوات التسعينات.

 

وطالبت جريدة "الفجر" الجزائرية من المرزوقي بشرح موقفه إلى السلطات الجزائرية خاصة وأن بوتفليقة أكد أن الجزائر لن تكرر ما عاشته في الماضي وأنها ليست بحاجة إلى أخد دروس من الآخرين،

 

كما هاجمت صحيفة "الخبر" الجزائرية المرزوقي بشدة واعتبرته رئيسا بدون صلاحيات ويأتمر بأوامر قطر والغرب وأن الجزائر لن تقبل تدخل تونس في شؤونها السياسية الداخلية.

 

من جهة أخرى، خلقت تصريحات المنصف المرزوقي تجاه الأزمة  السورية نوع من الدهشة والاستغراب عندما دعا فيها إلى تدخل عسكري لإنهاء الأزمة علاوة على إبعاد السفير السوري واستضافة مؤتمر "أصدقاء" سورية، الذي لقي معارضة كبيرة من قبل القوميين.

 

واعتبر كثيرون أن هذه التصريحات تحمل دعوة للتحريض ضد سوريا وبأنها انخراط رسمي في حلف معادي لها والمكون من الولايات المتحدة والغرب وتركيا والسعودية وقطر.

 

ومن بين  التصريحات الأخرى للمرزوقي والتي لا تزال عالقة في الأذهان عندما قال واصفا الفرنسيين بالإسلاموفوبيا وكذلك تصريح أخر عندما تحدث واصفا  السلفيين بالظاهرة الصوتية وبالجراثيم التي لا يمكن لها أن تنبت في المجتمع التونسي…

 

وتبقى هذه التصريحات التي تنقصها الخبرة والنضج السياسي عالقة لا في الأذهان فحسب إنما في تاريخ تونس ما بعد الثورة.

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.