تونس نور…وماء مغيب

تونس نور…وماء مغيب



تونس نور…وماء مغيب  

 

  تمتاز بلادنا بطقس مشمس على مدار السنة  بما لا يقل عن 3000 ساعة. مما يوفر طاقة نظيفة ,ان امكن استغلالها, تعود علينا بالخير والبركة. وقد ادرك الضالعون في العلم والجاه هذا الامر منذ 10 اعوام على الاقل. حيث اكدت الابحاث التي قاموا بها ان كل كيلو متر مربع من ربوعنا يوفر من الطاقة النظيفة  ما يعادل مليون وخمس مئة الف برميل من النفط  سنويا. 

     يمكن توظيف هذه الطاقة مباشرة  ذلك ما اعلنه مدير مؤسسة "دزرتاك"  قائلا ‘  كل كم2 من مناطقنا يوفر، في السنة ، عبر محطات تركيز الاشعة الشمسية 250 مليون كلواط من الكهرباء و60 مليون م3 من الماء الزلال المحلى من البحر’ – حيث لا ينتج    عنها اي انبعاث من الغازات السامة مثل ثاني اكسيد الكربون- كما يحدث مع الفحم الحجري في المانبا مثلا اين يصاحب انتاج كلواط من ألكهرباء كيلوغرام من ذلك الغاز الملوث والمساهم في تفاقم ظاهرة الانحباس الحراري.

    كما ان كلفة م3 من الماء المحلى لا تتعدى الربع دولار للمتر المكعب مما حدا بمؤسسات باستراليا – ذات الموا رد المائية المتجددة التي تفوق  25000م3 للفرد-  ان تلجأ الى هذه التقنية لمجرد تفادي مصاريف الجلب.

 اين نحن من ذلك رغم شح وندرة مياهنا التي لا تتعدى 400 م3 للفرد أي دون الحد الاد نى المطلوب – حسب مقاييس منضمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة – والذي لا يمكن ان يكون دون 2000 م3 للفرد في السنة ؟
قراءة في الثورة :

     كل ما فضحته الثورة وصار معلنا و يقال عن الفقر و التهميش و التفاوت في ألتنمية و البطالة و ظاهرة الهجرة التي تطال جميع مكونات المجتمع ،مع ما كشفته عن تدهور الوضع البيئي الكارثي في بعض الجهات , كل هذا مرده المستوى المتدني من الموارد المائية المتجددة المتاحة سنويا للفرد=400 م3. حيث تؤكد منظمة الاغذية المذكورة انفا انه عندما تكون الموارد المائية الداخلية والمتجددة لبلد ما دون 1000م3 للفرد في السنة يعتبر شح المياه عقبة  في طريق النمو الاقتصادي والاجتماعي وعائقا لحماية البيئة. اما اذا كان هذا النصيب دون 2000 م3 فانه يشكل خطرا داهما في سنوات الجفاف حيث ليمكن من مجابهة اثاره.

     كل الاهداف المعلنة والمباشرة للثورة تصطدم بهذه الحقيقة المغيبة/الحاضرة ! يبدو اذا مما لا يدع  مجال للشك ان مفتاح تحقيق اهداف الثورة يكمن في اضافة 1600م3/للفرد/في السنة  اللازمة للاقتصاد والبيئة من مصادر جديدة وغير معهودة. ومن غاب عنه هذا المعطى ليمكن له توفير حلا يفي بكنه الحاجة . كما ان التقنية اليوم تمكننا من ضخ تلكم المباه وتحليتها من البحر وذلك باستعمال الطاقة الشمسية الغير مكلفة والصديقة للبيئة  

    هل يمكننا الدفع الثوري الذي بكر وهب به شبابنا ان يضعنا على المسار الصحيح لبلوغ اهداف وطموحات شعبا بأسره ؟
قراءة في مشروع القرن    
     المشروع الضخم "تنور" المزمع إقامته – بمباركة اصحاب الشأن –  على مساحة 100 كم 2 من اراضينا بطاقة انتاج قدرها 2000 م.و.

اي ما يعادل محطتين  نوويتين. مما يمكنه  انتاج الكهرباء للتصدير .  ويكون انتاج المشروع في حدود 17.5 مليار ك.و. سنويا ذا سعر 0.2 اورو/ك و. مع تفادي تلويث المحيط ب 17.5 مليون طنا من غاز ثاني اكسيد الكربون الملوث  والمسوق ب 40  اورو الطن تقريبا.وتكون عائداته المالية تناهز 3.85 مليار دولار سنويا وعد لنا منها – بفضله – 133 مليون ك.و اي بنسبة 0.7 بالالف  دون احتساب ما ادخره وسوقه من غازات.

اذا يبدو جليا ان هذا المشروع يكرس معاملات من المفروض انها اصبحت في طيات الماضي السحيق الذي لا يليق بما نصبو اليه من معاملات متكافئة تبوئنا لها ثورتنا المجيدة. وخاصة لمجابهة العائق الحائل دون تحقيق اهدافها ألا وهو شح المياه مصدر الحياة.


المشروع الذي نطمح اليه

هو ذات المشروع الذي يمكننا من جني المياه المطلوبة لإطفاء ظمئ البلاد والعباد وذلك في حدود 19 كم3 .

يمكن ادخال تعديل على المشروع المذكور ليعتمد ازدواجية الانتاج من كهرباء وماء مما يوفر انتاجا على المساحة المطلوبة كالتالي
– كهرباء= 100*250م  ك .و = 25 مليلر ك.و
– ماء =60 مليون م3 *  100=6 كم3  اي ما يقارب ثلث ما نصبو اليه
– الغاز المدخر حماية للبيئة = 25 مليون طنا وذلك بعدم اعتماد الفحم الحجري الاكثر ضررا للبيئة.

كما يقع توزيع هذا الانتاج بالتناصف كالأتي
– نصيب الباعث = 31/2= 15.5 مليار ك.و مع 12.5 مليون طنا من الغاز اي ما قيمته 3.6 مليار اورو/ستة
– نصيب صاحب الارض والشمس = 6 كم 3 من الماء مع 9.5 مليار ك.و +  12.5 مليون طنا من الغازات

الحوكمة الرشيدة

يبدو اذا ان توخي مبدوء الشفافية والحكومة الرشيدة هي الطريق الذي يمكن ان يؤدي بنا الي تحقيق اهداف الثورة دون عناء لكسب 19 كم3 من الماء ونحقق بذلك الاكتفاء الذاتي الغذائي من حبوب وسكر وزيت وأعلاف…

افضل السبل لذلك فتح باب المنافسة الحرة في وجه الباعثين الوطنيين والأجانب في اطار الربح المتكافئ للجانبين.

 

 

الشيخ خليفة محمد الحبيب

 

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.