الباجي القائد السبسي يعلن “الحرب السياسية” على “النهضة”

الحدث السياسي في البلاد في نهاية الأسبوع المنقضي تمثل كما هو معلوم في إعلان الوزير السابق في الحكومة الانتقالية الباجي القائد السبسي عن انطلاق حركة “نداء تونس” والتي ستتحول في الأيام القليلة القادمة إلى حزب سياسي جديد قد يكون له شأن كبير وثقل سياسي على قدر من الأهمية في الفترة المقبلة…



الباجي القائد السبسي يعلن “الحرب السياسية” على “النهضة” 

 

الحدث السياسي في البلاد في نهاية الأسبوع المنقضي تمثل كما هو معلوم في إعلان الوزير السابق في الحكومة الانتقالية الباجي القائد السبسي عن انطلاق حركة "نداء تونس" والتي ستتحول في الأيام القليلة القادمة إلى حزب سياسي جديد قد يكون له شأن كبير وثقل سياسي على قدر من الأهمية في الفترة المقبلة.

 

لقد مرّر السبسي في خطابه ليوم السبت الفارط العديد من الرسائل المضمونة الوصول إلى الحكومة المؤقتة الحالية ومن خلالها إلى "الترويكا" وبالأخص حركة النهضة بأسلوبه المعتاد الساخر والطريف.

 

أبرز هذه الرسائل من دون شكّ أن الرؤساء الثلاث(رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني التأسيسي ورئيس الحكومة) أثبتوا عجزهم عن إدارة شؤون البلاد مستشهدا بالأحداث الأخيرة التي عاشتها البلاد والتي أفضت إلى إقرار حظر التجوال في أهم المدن التونسية والتي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني.

 

كما  أظهر أن الرؤساء الثلاث لطالما تعمدوا طمس الحقائق غير معترفين بما تحقق للبلاد من مكاسب وإنجازات خاصة على يد الزعيم الحبيب بورقيبة مشيرا إلى أنهم ركزوا فقط على الجوانب السلبية من دون الاعتراف بما قدمه بورقيبة من تضحيات لبلاد والإنجازات العظيمة التي حققها.

 

ووجّه السبسي أيضا رسالة أخرى إل حركة النهضة بوجوب قبول فوانين لعبة الانتخابات داعيا إياها إلى التعايش السياسي السلمي واحترام الرأي الآخر والمخالف.

 

وحلّل رجل ال 86 سنة المشهد السياسي الراهن واصفا إياه بالمختل وغير المتوازن وأن العديد من الأحزاب السياسية متشتتة الأمر الذي أثّر عليها في انتخابات 23 أكتوبر 2011 مؤكدا على أن حركة نداء تونس مفتوحة أمام كل الأطياف السياسية بما فيهم الدستوريين والتجمعيين داعيا إلى عدم إقصائهم.

 

ما يمكن التأكيد عليه أن الباجي قائد السبسي ومن خلال حركته الجديدة يكون قد أعلن بصفة مباشرة "الحرب السياسية" على حركة النهضة حزب الأغلبية في البلاد في الوقت الراهن والذي وجد المجال مفتوحا أمامه للفوز بانتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر من السنة المنقضية،إذ يرى العديد من المحللين السياسيين أن المعركة السياسية والانتخابية القادمتين ستنحصران من دون شكّ بين الدستوريين ومعهم التجمعيين وحركة النهضة.

 

خلال الاجتماع الشعبي ليوم السبت الفارط بقصر المؤتمرات عند الإعلان عن حركة نداء تونس حضر الاجتماع العديد من الوجوه التجمعية المعروفة وكذلك عدد لا بأس به من الدستوريين والذين سيمثلون قاطرة هامة لجلب الكثير من المنخرطين والمناصرين لحركة نداء تونس من أجل حشد كل الطاقات والقوى والنخب وخاصة استقطاب رؤوس الأموال "عصب" الحرب الانتخابية القادمة.

 

أمر آخر نراه على غاية من الأهمية الذي سيجعل من حركة "نداء تونس" لها شأن سياسي كبير في البلاد تتمثل في بحث العديد من الأغلبية الصامتة في البلاد وكثير من النخب والمبدعين ورجل الأعمال عن بديل سياسي وبالخصوص خطاب سياسي جديد مغاير لخطاب النهضة وكذلك "الترويكا" باعتبار أن أغلب عمليات سبر الآراء كشفت عن شبه إحباط للعديد من التونسيين من الوضعية التي وصلتها البلاد لا سيما صمت الحكومة الحالية عم المدّ السلفي الذي أضحى يُهدّد حقا تونس على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.

 

على ضوء ما تقدم فإن المعركة السياسية والانتخابية ستنحصر من دون شك بين الدستوريين والنهضة، فلمن ستكون الغلبة من دون اللجوء طبعا إل الأساليب القذرة لا من هذا الجانب أو من الآخر؟

 

 

مهدي الزغلامي

 

 

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.