هل يتعرض قسم اخبار الثامنة الى ضغوطات من الحكومة بعد تراجع ادائه ؟

لاحظ المتابعون للشان الاعلامي في تونس تراجعا ملحوظا في اداء قسم اخبار نشرة الثامنة بالقناة الوطنية الاولى والتى تحظى بنسبة مشاهدة عالية وذلك بعد فك اعتصام التلفزة الذى …



هل يتعرض قسم اخبار الثامنة الى ضغوطات من الحكومة بعد تراجع ادائه ؟

 

لاحظ المتابعون للشان الاعلامي في تونس تراجعا ملحوظا في اداء قسم اخبار نشرة الثامنة بالقناة  الوطنية  الاولى والتى تحظى بنسبة مشاهدة عالية وذلك بعد فك اعتصام التلفزة الذى دام اكثر من شهر و تولى سعيد الخزامى الذى حظي بدعم حركة النهضة رئاسة التحرير خلفا لمفيدة حشانى

واصبح ترتيب الاخبار لا يخضع في اغلب الاحيان الى المعايير المهنية التىيتعلمها عادة الصحفيون خلال دراستهم الجامعية بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار اذ تهمين عليها انشطة الحكومة ورئاسة الجمهورية

كما تغيب عن النشرة التحقيقات الاستقصائية والتحاليل السياسية والاقتصادية المعمقة والتحقيقات الميدانية بخصوص القضايا التى تهم الشارع التونسي كقضايا التشغيل والاسعار والنظافة والفساد

وتغيب نشرة الاخبار كذلك عن مواكبة التحول الديمقراطي في تونس والذى يتطلب من السلطة الرابعة ان تكون يقظة وان تساعد التونسيين على فهم المشهد السياسي وتحقيق التوازن بين مختلف القوى السياسية لضماتنالتدوال السلمي للسلطة

كما تتغافل نشرة الاخبار عن عدد هام من الاخبار اليومية والتى قد لا تغيض الحكومة المؤقتة على غرار حادثة قطع المياه ومعاناة الاف من التونسيين وتدهور القدرة الشرائية للمواطن الى جانب حادثة قصف  الجيش الوطني لسيارات لارهابيين بصحراء تطاوين

التقصى عن المعلومة والبحث عن الحقيقة والنبش في الملفات واثارة المواضيع التى تشغل بال التونسي غائبة تماما عن نشرة الاخبار التى اصبحت باهتة وهزيلة وتقتصر في اغلب الوقت المحدد لها لنشر الانشطة الرسمية ولقراءة برقيات وكالة تونس افريقيا للانباء

اما الاخبار الجهوية فهى لا تجد صداها في هذه النشرة باعتبار ان النشرة الجهوية التىتبثص عند الساعة السادسة والنصف مساء لا تحظى بنفس نسب المشاهدة من نشرة الثامنة وهو ما يدعو الى التاكيد على ضرورة ايلاء الاعلام الجهوي الاهتمام الذى يستحقه وذلك لتسليط الاضواء على مشاغل الجهات ولفت انظار السلطة اليها

كما يشهد الخط التحريري تذبذبا واضحا اذ تجد في نفس النشرة خاصة في التقارير الاخبارية وعناوين النشرة تعليقات واراء   خاصة بالصحفيين والتى تكون مختلفة وقد تصل احيانا الى التناقض وهو ما يدعو الى الاسراع في سن ميثاق شرف صحفي واقرار نصوص تشريعية لتنظيم المهنة

 

ولكن ومقارنة باداء نشرة الثامنة ما قبل الانتخابات وبعدها قد يثير الشكوك حول عدم ملائمة اجواء العمل هناك خاصة مع رئيس التحرير الجديد الذى يبدو وحسب تقصى للمصدر ان سياسته في اعداد النشرة لم ترق للصحفيين الذين يعرف اغلبهم عزوفا عن العمل

وقد تكون تصريحات سعيد الخزامى الاخيرة قد حسمت المسالة واجابت على التساؤلات حول اسباب تراجع اداء قسم الاخبار والذى قال " ان النشرة تتعرّض إلى ضغوطات متواصلة من الحكومة لخدمة مصالحها. وبعض الأحزاب في الحكم لم تفتأ تستغلّ التلفزة يوميّا للدعاية لنفسها وبرامجها وسياستها. نريد لتلفزتنا الوطنيّة ألاّ تكون أداة بروباغندا إنّما هي فقط لتقديم المعلومة للمواطن"

واضاف  الخزامي في ندوة حول الاعلام انعقدت الثلاثاء فى العاصمة ان أربعة وزراء على الأقل يتصلون به هاتفيا كل يوم و يطالبونه ببث أنشطتهم في الاخبار التلفزية مشيرا الى ان هذه الأنشطة لا تصلح للبث حسب المعايير المهنية و هي أقرب الى الأنشطة الدعائية.


و شدد رئيس تحرير الأخبار في القتاة الوطنية الأولى على أن الضغط الأكبر يتأتى من رئاسة الجمهورية حبث يتلقى قسم الأخبار يوميا انشطة الرئيس جاهزة للبث مثلما كان الشأن في العهد السابق تماما وهي حسب قوله أنشطة عادية لا ترتقي الى البث وهي اقرب ايضا الى الدعاية منها الى الأخبار."

 

مريم التايب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.