النهضة والتجمع هل هما وجهان لعملة واحدة ؟

بعد انتخاب راشد الغنوشي او بالاحرى مناشدته لترؤس حركة النهضة من جديد وبعد مؤتمر هزيل لم يات بالجديد و لم تراجع اثناءه الحركة مسيرتها واختياراتها بصفة جدية خالية من المجاملات يتبادر الى الذهن مؤتمرات حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذى حكم البلاد لعقود طويلة بقبضة من حديد …



النهضة والتجمع هل هما وجهان لعملة واحدة ؟

 

بعد انتخاب  راشد الغنوشي او بالاحرى مناشدته لترؤس حركة النهضة من جديد وبعد مؤتمر هزيل لم يات بالجديد و لم تراجع اثناءه الحركة مسيرتها واختياراتها بصفة جدية خالية من المجاملات  يتبادر الى الذهن مؤتمرات  حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذى حكم البلاد لعقود طويلة بقبضة  من حديد.

فالبيان الختامي لمؤتمر النهضة  الذى احتضنه معرض الكرم كما كان يحتضن مؤتمرات التجمع  لم يكن مفاجئا اذ اكد الجميع من خلاله على وحدة وتماسك الحركة وتشبثهم بقيادتهم "الرشيدة" وبالحكومة التى تواجه العديد من الانتقادات حول ضعف  اداءها.

كما قدمت النهضة نفسها على انها دائما "الضحية" وان هناك من الاعداء من يتربص بها لاسقاطها  وانها القادرة على تحقيق اهداف الثورة  في حين كان التجمع يرى نفسه الوحيد القادر على ادارة شؤون البلاد ويصف المعارضة بانهم اعداء الوطن.

من جهة اخرى اعتمدت حركة النهضة منذ توليها الحكم على نفس اساليب حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل لتفتح المجال للتاويلات وتشبيهها به خاصة في الصفحات الاجتماعية فتململها في احداث هيئات عليا مستقلة في الاعلام والقضاء والانتخابات قد يكشف في المستقبل رغبة هذه الحركة في السيطرة على الحكم في البلاد.

.كما تعتمد في طريقة التعيينات بالوظائف الهامة في الدولة على المحاصصة الحزبية والولاءات ولعل تعيينها كوادر من التجمع قد يكون من وراءه الاستفادة من خبراتها في مجالات عدة احكمت السيطرة عليها لسنوات
اما في المجلس الوطني التاسيسي فان الحركة التى تحتل اعلى نسبة من المقاعد  تحسم موقفها من القضايا التى تثير الجدل بين الاطراف السياسية قبل ان ترفع  الى الجلسات العامة  ولا يترك لنوابها هامش التفكير الحر والانتقاد النزيه وانما يكتفون في تدخلاتهم بمباركة قرار الحركة ويدافعون عنه بشراسة.

وهو ما يذكرنا بمداولات مجلس النواب في العهد السابق حيث يبالغ التجمعيون في التطبيل والتهليل لبن على ولسياسته الرشيدة ويتهجمون على كل من يخالفهم الراي وليفقد بذلك مجلس الشعب مصداقيته واهدافه الحقيقية ولتصبح الديمقراطية مجرد ديكور واكاذيب.

اما بالنسبة للوعود الانتخابية فقد قامت النهضة باصدار كتيبت يحمل وعودا بعدد ايام السنة استطاعت من خلالها وبالرغم من التجاوزات التى اقترفتها ولم تحاسب عليها  تحقيق فوز كبير في انتخابات المجلس التاسيسي قبل ان تتراجع في وعودها تلك بعد امسكاها بزمام الحكم. .

مريم التايب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.