الاستنجاد بطلبة أمريكيين لتشخيص صعوبات ونقائص التنمية الجهوية في تونس

أقام 10 طلبة أمريكيين من جامعة جورج تاون الأمريكية يؤطرهم أساتذ جامعي في تونس خلال الفترة الممتدة بين 16 ماي و31 جويلية 2012 وذلك لمهمة مُحدّدة و دقيقة تتمثل في العمل صحبة فريق من الخبراء التونسيين الذين وضعهم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات على تشخيص فرص وكامن الاستثمار في معتمديات تونسية تعاني من صعوبات تنموية وتحوي نسبة عالية جدا من بطالة حاملي الشهادات العليا بها…



الاستنجاد بطلبة أمريكيين لتشخيص صعوبات ونقائص التنمية الجهوية في تونس

 

أقام 10 طلبة أمريكيين من جامعة جورج تاون الأمريكية يؤطرهم أساتذ جامعي في تونس خلال الفترة الممتدة بين 16 ماي و31 جويلية 2012 وذلك لمهمة مُحدّدة و دقيقة تتمثل في العمل صحبة فريق من الخبراء التونسيين الذين وضعهم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات على تشخيص فرص وكامن الاستثمار في معتمديات تونسية تعاني من صعوبات تنموية وتحوي نسبة عالية جدا من بطالة حاملي الشهادات العليا بها.

 

وتأتي إقامة هؤلاء الطلبة في إطار برنامج المشروع الاقتصادي التونسي للتنمية الذي أطلقه المعهد العربي لرؤساء المؤسسات بالتعاون مع مجموعة من الطلبة الأمريكيين الدارسين في الجامعات الأمريكية وتمكن الفريق من تشخيص أكثر من 45 فكرة مشروع قابلة للإنجاز في 10 بقيمة أكثر من 100 مليون دينار.

 

ومثّل استعراض نتائج المسح وتشخيص فرص الاستثمار في هذه المعتمديات العشر خلال حفل اختتام المرحلة الأولى من البرنامج وتكريم الطلبة الأمريكيين الذين أشرفوا على مرحلة التشخيص وتحديد مكامن الاستثمار بهذه الجهات وذلك مساء أمس الاثنين بمقر المعهد بالضاحية الشمالية.

 

وأفاد مجدي حسن المدير التنفيذي للمعهد أن هذا البرنامج يهدف إلى تحديد فرص الاستثمار والمشاريع في المناطق الداخلية والمحرومة لغرض تنشيط الحركية الاقتصادية بها ومساعدة الشباب الحامل لشهادة عليا أصيلي هذه المناطق على تشخيص فرص مشاريع حقيقة وبالخصوص المساهمة في تحويل هذه الفرص إلى مشاريع حقيقة وقابلة للإنجاز.

 

وأضاف منذر بن عياد عضو المكتب التنفيذي للمعهد أن هناك مؤسسات أمريكية أبدت استعدادها لتمويل بعض المشاريع التي تم تشخيصها مبرزا أن جل هذه المشاريع سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومواصلة دراستها وبالخصوص تحويلها إلى مشاريع قابلة للإنجاز.

 

و يمتد المشروع على ثلاث مراحل أساسية إذ تهم الأولى مرحلة تشخيص فرص الاستثمار في 10 مناطق (من 16 ماي إلى 31 جويلية 2012) وستتناول الثانية دراسة معمقة لمجمل المشاريع وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية في الجامعات الأمريكية قصد تحويلها إلى فرص حقيقة للاستثمار (من غرة سبتمبر إلى 30 مارس 2013) بينما تتمثل المرحلة الثالثة في إعانة أصحاب المشاريع على التجسيم وعرض الأفكار على مؤسسات التمويل من بنوك وسيكار(من غرة أفريل إلى 30 جوان 2013).

 

وتم خلال هذه التظاهرة عرض الخصوصيات التنموية للمعتمديات العشر التي تم تحديدها وهي بني خداش (ولاية مدنين) والدهماني (الكاف) وغمراسن (تطاوين) والسبيخة (القيروان) و تالة (القصرين) وملولش (المهدية) وغنوش (قابس) والرقاب (سيدي بوزيد) ومكثر (سليانة) وتقديم نقاط  ضعف وقوة هذه المدن ومميزاتها الاقتصادية علاوة على تقديم بعض المشاريع التي تم تشخيصها على إثر زيارة الطلبة الأمريكيين استغرقت أسبوعين بالنسبة إلى كل معتمدية وتم الاتصال بالعديد من المسؤولين الجهويين ومكونات المجتمع المدني.

 

وأبرز جمال الدين الغربي وزير التنمية الجهوية والتخطيط خلال هذه التظاهرة على ضرورة تغيير الأنموذج التنموي الحالي الذي لم يعد يستجيب لواقع البلاد في اتجاه منوال جديد يثمن الطاقات الطبيعة والمخزون الحضاري الذين تتمتع بهما في تونس في جل الجهات.

 

وأكد على أن منوال التنمية الجديد يجب أن يركز على خلق الثروة والقيمة المضافة العالية إلى جانب العمل على إدماج الشباب في منظومة إحداث المشاريع وتحرير الاستثمار.

 

واثنى على التعاون التونسي الأمريكي في هذا المجال معتبرا ذلك مثالا ناجحا على الشراكة الجدية والتي من شأنها أن تثمر نتائج جد عملية وملموسة لا سيما في المجال الاقتصادي

 

ما يمكن التأكيد عليه أنه بالرغم من طرافة الفكرة والمشروع في حد ذاته بتشريك طلبة أمريكيين مختصين في المسائل التسويقية و طريقة تنفيذ المشاريع فإنّ الغريب في الأمر أن هذه المسألة قد "تُقزّم الكفاءات التونسية وتُقلل من شأنها من خلال الاستنجاد بأدمغة بعيدة جدا عن الواقع التونسي، لا سيما وأن نتائج المسح الذي تم استعراضه خلال هذه التظاهرة معروف مسبق وأن السلطات التونسية تعرف جيدا نقائص وصعوبات الجهات الداخلية التي تم الحديث عنها بإطناب منذ الثورة وأن العمل الحقيقي فعلا هم المرور إلى التقليص من الفوارق بين الجهات والإسراع بتنفيذ مشاريع البنية الأساسية التي تم الإعلان عنها في برنامج الحكومة الحالية.

 

وددنا لو أن هذا التعاون التونسي الأمريكي في تشخيص المشاريع في المناطق الداخلية شمل مجالات أكثر حيوية وإستراتيجية على غرار العلوم التطبيقية والتكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتقدمة في مجال الاتصالات والإعلامية وغيرها من الميادين التي بحق تحقق القيمة المضافة المنشودة!!!

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.