لهفة على المطاعم والمأكولات الشعبية بعد العيد من قبل التونسيين

طوابير طويلة واكتظاظ ملفت للانتباه إلى حدّ التدافع وانتظار في بعض الأحيان أكثر من ساعة من أجل ماذا؟ الحصول على “صندوتش” أو “بيتزا” أو غيرها من الأكلات السريعة أو الشعبية

لهفة على المطاعم والمأكولات الشعبية بعد العيد من قبل التونسيين

 
 

طوابير طويلة واكتظاظ ملفت للانتباه إلى حدّ التدافع وانتظار في بعض الأحيان أكثر من ساعة من أجل ماذا؟ الحصول على "صندوتش" أو "بيتزا" أو غيرها من الأكلات السريعة أو الشعبية.

 

مشهد غريب لاحظه العديد من التونسيين أثناء أيام عيد الفطر وبعدها من خلال الهجوم الكبير والشرس من أغلب العائلات التونسية التي نزلت بكل ثقلها إلى الشارع لتنتفض ضد الأكلات العادية التي تعودوا بها طيلة شهر الصيام وتصطف أمام محلات بيع الأكلات السريعة وتنفق عشرات الدنانير من أجل أكلة خفيفة، ثقيله في أبعادها الطبية، مباشرة إثر انتهاء شهر الصيام والإعلان عن موعد عيد الفطر استغل التونسيون على الأقل في تونس الكبرى المناسبة لاسترجاع عادات استهلاكية قديمة تتمثل في التهام الأكلات الخفيفة.

 

وقد فسّر البعض منهم هذا السلوك بكونهم قد ملوا الأكلات التي تعودوا بها خلال شهر رمضان وعاودهم الحنين والشوق إلى "البيتزا" و"الصحن التونسي" و "الكفتاجي" و"الشاباتي" والقائمة تطول وأفاد عدد آخر أن النساء صاحبات المطابخ تعبن كثيرا خلال شهر رمضان من الطهي والتصنيف والإنفاق على الطعان لمدة 30 يوما فأراد أزواجهن إراحتهن من هذا الضنك والإعياء من خلال قرار عدم الطهي لبضعة أيام والاكتفاء بالأكلات الخفيفة والجاهزة إلى حين استئناف طريق المطبخ من جديد.

 

أمّا الأطفال والفتيان والشباب فقد خيروا اللعب واللهو طيلة أيام العيد واختتام الجولة بالجلوس في المطاعم وإنفاق جزء من "مهبة العيد" في أكل هذه المأكولات الشعبية وهو ما فسّره تواجد أعداد كبيرة منهم مرابضة أمام المطاعم والمحلات تنتظر دورها للحصول على سندوتش.

 

من الناحية الطبية والغذائية فإن هذه العادات غير منصوح بها من منطلق أن الجهاز الهضمي كان طيلة شهر كامل في حمية معينة وتعوّد على نسق من الأكل في الزمن وقد تحصل تعكرات عند التغيير المفاجئ لنسق الأكل بإرباك المعدة بمأكولات إن تبدو شهية بعد أن تعودت بالعديد من السوائل.

 

مهدي الزغلامي

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.