أية جدوى من تنظيم الصولد الصيفي بعد العيد؟

ينطلق يوم غد السبت 25 أوت 2012 موسم التخفيضات الدورية للصيف (الصولد) ليتواصل إلى غاية يوم 7 أكتوبر القادم على امتداد 6 أسابيع في موعد جديد لم يتعوّد به لا التاجر ولا المستهلك خاصة الذي تعوّد على انعقاد هذه التظاهرة التجارية الهامة في ذروة المواسم الاستهلاكية الكبرى أي في منتصف الصائفة أو قبل عيد الفطر وطيلة شهر رمضان…



أية جدوى من تنظيم الصولد الصيفي بعد العيد؟

 

ينطلق يوم غد السبت 25 أوت 2012 موسم التخفيضات الدورية للصيف (الصولد) ليتواصل إلى غاية يوم 7 أكتوبر القادم على امتداد 6 أسابيع في موعد جديد لم يتعوّد به لا التاجر ولا المستهلك خاصة الذي تعوّد على انعقاد هذه التظاهرة التجارية الهامة في ذروة المواسم الاستهلاكية الكبرى أي في منتصف الصائفة أو قبل عيد الفطر وطيلة شهر رمضان.

 

غير أنّ هذا الموعد الجديد للصولد جاء بعد أن توافقت الأطراف المعنية والمتدخلة في العملية وانصاعت الإدارة( وزارة التجارة) إلى رغبة التجار عبر منظمة الأعراف بتنظيم الصولد الصيفي إثر شهر رمضان وعيد الفطر، لا سيما وأنه في السابق يتم بصورة أو بأخرى فرض فترة الصولد الصيفي في الفترة المتزامنة مع ذروة الصيف ورمضان العيد لتمكين العائلات من اقتناء الملابس والأحذية خصوصا بأسعار معقولة مناسبة من جهة والحرص على الضغط على مؤشر الأسعار الذي عادة ما يتقلّص بفعل الصولد.

 

أمّا هذه المرة فقد فرض التجار رأيهم وتمسّكوا بتحديد موعد يتناسب معهم ويخوّل لهم عرض السلسلات الجديدة من الملابس وخاصة ملابس الأطفال بمناسبة العيد وهي الفترة الملائمة لتحقيق رقم معاملات يسمح لهم بتدارك فترة الركود التجاري الذي يعانون منه لأشهر عديدة في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد الوطني بفترة حرجة وصعبة برزت ملامحها على المستوى التجاري الداخلي بتراجع الطلب.

 

المتجول في أغلب شوارع العاصمة (مركز الثقل الاقتصادي والتجاري للبلاد و التي تضم أكبر عدد ممكن من العلامات التجارية المشاركة في الصولد) يلاحظ أنّ جلّ المحلات وخاصة تلك المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة والأحذية بدأت تستعد للصولد بوضع السلسلات القديمة الزائلة الرونق والموضة والألوان بهدف التخلّص من المخزونات القديمة والتي تعتبر أموالا راكدة في المخازن بأسعار يراها التجار مناسبة ومعقولة.

 

وأمل هؤلاء التجار استقطاب عدد لا بأس به من الحرفاء وهم يدركون جيدا أن كل العائلات التونسية تقريبا قد استنفذت ميزانيتها في مصاريف شهر رمضان ( التغذية والحلويات والترفيه الليلي) وخصوصا اقتناء ملابس العيد التي عادة ما تكون أسعارها مرتفعة  وتشكل محل امتعاض الحرفاء من كون ملابس طفل لا يتجاوز 5 سنوات تصل إلى ما فوق 150 دينارا.

 

عناصر أخرى وجب أخذها بعين الاعتبار وقد تحكم على الصولد الصيفي بالفشل بعد تحديد الموعد الجديد تتمثل في استعداد العائلات التونسية للعودة المدرسية والجامعية وما تتطلبه إجراءات التسجيل واقتناء المستلزمات واشتراكات النقل المدرسي من مصاريف إضافية تجعل أرباب العائلات يُخيّرون التضحية باقتناء ملابس جديدة من أجل تأمين عودة مدرسية وجامعية لأبنائهم في ظروف طيبة.

 

 ولئن تبدو مجمل العوامل التي ذكرناها بخصوص جدوى تنظيم الصولد في فترة ما بعد العيد موضوعية وتستند إلى الواقع الملموس، فإنّ سلوك التونسي وتصرفاته قد تقلب الموازين وكل التوقعات بما أنه أصبح بما لا يدع مجالا للشكّ أن التونسي دخل في دوامة الاستهلاك المفرط وغير المدروس واللهفة في اقتناء كل شيء ومن غير المستبعد أن يعاود الإقبال على الاقتناء في الفترة الصولد ولو ذلك على حساب تداينه!!!

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.