2012 – 2013 سنة للحسم السياسي أمام حزب النهضة في تونس

يبدو أن السنة السياسية الجديدة 2012-2013 ستبدأ مبكرا عندنا بالرّغم من محاولات السلطة التمديد في التوقيت الصيفي, ذلك أن أغلب الفاعلين السياسيين مدركون جميعا أن السنة سنة حسم فعلي في التاريخ السياسي للبلاد بعلاقة مع كتابة الدستور والإعداد للانتخابات القادمة مع ما يمثل هذا من تنافس سياسي وتجاذبات لا بد أن تشتد وتيرتها مع تقدمنا نحو الاستحقاقات الكبرى المنتظرة …وبالطبع فإن حركة النهضة معنية مثل غيرها وأكثر من غيرها بحكم الحجم والموقع بمواعيد السنة الجديدة …



2012 – 2013 سنة للحسم السياسي أمام حزب النهضة في تونس  

 

يبدو أن السنة السياسية الجديدة 2012-2013 ستبدأ مبكرا عندنا بالرّغم من محاولات السلطة التمديد في التوقيت الصيفي, ذلك أن أغلب الفاعلين السياسيين مدركون جميعا أن السنة سنة حسم فعلي في التاريخ السياسي للبلاد بعلاقة مع كتابة الدستور والإعداد للانتخابات القادمة مع ما يمثل هذا من تنافس سياسي وتجاذبات لا بد أن تشتد وتيرتها مع تقدمنا نحو الاستحقاقات الكبرى المنتظرة …وبالطبع فإن حركة النهضة معنية مثل غيرها وأكثر من غيرها بحكم الحجم والموقع بمواعيد السنة الجديدة …

 

فحركة النهضة بالذات مدعوة للحسم في عدة ملفات حارقة مرتبطة بالمستقبل السياسي للحركة وللبلاد عموما بحكم الموقع الذي تتبوأه في السلطة اليوم…فعلى عاتقها يقع أكبر جزء من مسؤولية الانتهاء من كتابة الدستور إن اعتبرنا حجمها في التأسيسي أو موقعها في القضايا الخلافية التي يمكن أن تعطل الانتهاء من إعداد النص…

 

وحركة النهضة من جهة أخرى مدعوة إلى الحفاظ على الترويكا الحاكمة حاليا حتى المواعيد الانتخابية على الأقل بالرغم عن تدهور العلاقة بجدية وبوضوح مع منصف المرزوقي في الآونة الأخيرة وهذه المحافظة على التآلف الثلاثي تدفع حركة النهضة  إلى أن تخص مصطفى بن جعفر وحزب التكتل بأفضل المعاملة الممكنة لأنه الحليف المتماسك إلى حد الساعة مع أن الثمن الذي يجب أن يدفع لا يمكن أن يكون هينا في كل الأحوال…

 

وفي الوقت نفسه فإن متطلبات التموقع السياسي لليمين الديني في البلاد تدفع حركة النهضة دفعا إلى الحسم بشكل من الأشكال في ملف السلفية الدينية الذي يقض مضاجعها كما يقض مضاجع الجميع … وبالرّغم من إيجابية إقدام البعض من السلفيين غلى الانتظام في حزبين سياسيين سارعت النهضة إلى الاحتفاء بهما إلا أن ماجد من أحداث منذ رمضان الماضي لا يوحي بأن هذين الحزبين ولا حزب التحرير بنفسه  بقادرين على اختزال الظاهرة السلفية…

 

والظاهر أنّ السلفية تمثل اليوم أحد أصعب التحديات لحركة النهضة الإسلامية في تونس لاستعصائها إلى حد الساعة على الانصهار في القوالب المقبولة "سياسيا " واستمرارها في إرادة فرض النموذج الوهابي الموغل في التشدد غلى شاكلة الطالبان الأفغانيين مع التشجيعات التي تلقاها هذه المجموعات في ظل تواصل التنافس الشرس بين الممولين الأكبرين ماديا ومعنويا لها في كل من السعودية وقطر…وبالرغم عن استماتة النهضة في البحث عما يمكن الاتكال عليه في الساحة السياسية قصد توسع التحالف الثلاثي أو الإعداد للانتخابات القادمة إلا أن هذه المحاولات لم تثمر بعد ماديا مما يفتح الباب لكل الاحتمالات أمام حزب راشد الغنوشي…

 

وبالتوازي مع هذه الاستحقاقات تواصل الحركة التي يرأسها الشيخ راشد الغنوشي الاضطلاع بأعباء الحكم في مناخ صعب للغاية يتميز باحتشام أداء الفريق الحاكم من جهة وباللخبطة العظيمة التي يعيشها الإعلام على وقع محاولات الحركة السيطرة عليه في محيط محلي وعالمي معاد لمثل هذا التسلط …وهذا ما لا يسهل البتة مهمات الحركة على الساحة السياسية…

 

علي العيدي بن منصور

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.