إبعاد صخر الماطري من قطر لماذا الآن؟

اتخذ أمير دولة قطر الشيخ حمد آل ثان يوم الاثنين قرارا يقضي بإبعاد محمد فهد صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من دولة قطر وتزامن هذا القرار المفاجئ خاصة للرأي العام التونسي في الوقت الذي تحتضن فيه قطر مؤتمرا دوليا حول استرجاع الأموال المنهوبة بمشاركة من الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي…



إبعاد صخر الماطري من قطر لماذا الآن؟

 

اتخذ أمير دولة قطر الشيخ حمد آل ثان يوم الاثنين قرارا يقضي بإبعاد محمد فهد صخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من دولة قطر وتزامن هذا القرار المفاجئ خاصة للرأي العام التونسي في الوقت الذي تحتضن فيه قطر مؤتمرا دوليا حول استرجاع الأموال المنهوبة بمشاركة من الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي.

 

والمعلوم أن صهر الماطري تحصّل على الإقامة الدائمة في قطر منذ فراره من تونس أيام الثورة جانفي 2011 أي أنه ظلّ في الأراضي القطرية لأكثر من 20 شهرا من دون استجابة الإمارة القطرية إلى طلبات الحكومات التونسية بتسليم من نهب أموال الشعب التونسي.

 

والكل يتذكّر الحادثة التي حصلت في مطلع الصائفة لمّا تسبّب الماطري رقة عائلته في طرد مواطن تونسي من عمله ومن كامل الإمارة على إثر مناوشة حصلت بينهما للتدليل على مدى الحظوة التي يتمتع بها صخر المخلوع في هذه الإمارة.

 

والآن جاء قرار الإبعاد بصفة مفاجئة وغير مسبقة أو تحضير والسبب معروف جدا وبديهي وهو أن كيف لقطر أن تحتضن مؤتمرا دوليا كبير الحجم وذائع الصيت حول استرجاع الأموال المنهوبة ومحاربة الفاسدين وهي في الوقت نفسه تحتضن أحد رموز الفساد في تونس والذي "استكرش" وجمع ثروة طائلة خلال بضعة سنوات بسبب قرابته للرئيس المخلوع.

 

المعادلة لا تستقيم ولأجل ذلك اتخذت السلطات القطرية قرار إبعاد صخر الماطري من أراضيها كما أن تونس المتضررة الأولى من سرقة أموالها ستشارك في المؤتمر من خلال حضور أعلى هرم السلطة وهو الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي سيلقي بالتأكيد كلمة حول الموضوع ولن يتهاون كما عهدناه في توجيه سهام النقد اللاذع إلى قطر التي تحتضن أحد اللصوص الذين نهبوا خيرات البلاد واستحوذوا على أهم و أقوى المؤسسات الاقتصادية في البلاد.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح بخصوص استبعاد الماطري في هذا الوقت بالذات من قطر، هل هو إجراء شكلي يقع من خلاله نقل صخر الماطري إلى بلد مجاور أو مكان آخر فقط ثم يعود إلى أهله هناك؟ أم أنه سيقع طرده نهائيا من قطر تمهيدا لاعتقاله؟

 

ذلك أن هناك معلومات متضاربة حول هذا الموضوع إذ أعلن الصحفي التونسي المقيم بقطر محمد عمار أن قطر لم تتخذ قرارا بطرد صخر الماطري وإنما ستستبعده مؤقتا فحسب، وهو ما جعل السلطات التونسية تطلب من شرطة الانتربول التدخل للإمساك به.

 

وتناقلت وسائل إعلام أن السلطات القطرية تسلمت مطلبا من السفارة التونسية بطرد صخر الماطري، لكن قطر لم تردّ بعد على هذا المطلب، وهو ما يترك الباب مفتوحا لجميع الاحتمالات.

 

وأحد الاحتمالات الأقرب للواقع أن يكون الإعلان عن استبعاد صخر الماطري مناورة سياسية ودبلوماسية قام بها أمير قطر لإنجاح مؤتمره الذي تبدأ أ‘ماله اليوم الثلاثاء وإبعاد كل الشبهات عن احتضان إماراته لرموز الفساد من جهة وربّما تحضير لصفقة جديدة بين قطر وتونس إمّا للقيام باستثمارات جديدة في تونس أو توقع مفاجئة من الحجم الثقيل تتمثل في إمكانية مساومة الماطري عن التخلي عن جانب من ثروته الطائلة وإرجاعها إلى تونس وبقاءه في حالة هروب أو العودة لاحقا ومن دون ضجيج إلى قطر لمواصلة تسيير أعماله ومصالحه!!!

 

كل السيناريوهات واردة وأن لا يخلف الأمير وعده ويُعيد الفاسد إلى إمارته مُعزّزا مُكرّما بعد انتهاء المؤتمر، والأهم من ذلك أن تسترجع تونس أموالها المنهوبة في مثل هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد.

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.