خطير: دعوات في التلفزة الوطنية لقطع الأرجل والأيادي للمعتصمين!!!

في الوقت الذي يدعو فيه الجميع للتهدئة وللتحابب بين التونسيين ونبذ قيم العنف والكراهية، أطلّ أمس الأحد “إمام خطيب” على نشرة الأنباء بالقناة الوطنية الأولى ليدعو إلى قطع أرجل وأيدي من يقطع الطريق أو قتله أو تغريبه…



خطير: دعوات في التلفزة الوطنية لقطع الأرجل والأيادي للمعتصمين!!!

 

في الوقت الذي يدعو فيه الجميع للتهدئة وللتحابب بين التونسيين ونبذ قيم العنف والكراهية، أطلّ أمس الأحد "إمام خطيب" على نشرة الأنباء بالقناة الوطنية الأولى ليدعو إلى قطع أرجل وأيدي من يقطع الطريق أو قتله أو تغريبه.

 

وقال "الإمام الخطيب" محمد الشاذلي شلبي في مداخلة على نشرة أخبار القناة الوطنية الأولى، دون مقاطعة من الصحفية التي بقيت مذهولة أمام تصريحاته دون فعل أي شيء، أن قاطعي الطريق لهم في الآخرة عذاب أليم.

 

ووصف قاطعي الطريق بالمحاربين الخارجين عن جماعة المسلمين وبالمفسدين، الذين يسعون في الأرض فسادا بالقتل وغصب المال وتخويف الآمنين.

 

وإضافة إلى جزاء الآخرة (العذاب الأليم) قال المتحدث إن لهؤلاء جزاء في الدنيا وفق ما تنص عليه أحكام الشريعة الإسلامية وهو إما تقتيلهم أو قطع أيديهم وأرجلهم بالخلاف ليكونوا عبرة أو إخراجهم من الأرض التي هم عليها وتشريدهم عن مساكنهم.

 

واعتبر هذا "الفقيه"  أن هذه الأحكام تتماشى مع 4 أصناف من قطع الطريق.

 

فإما أن يكون قطع الطريق لافتكاك الأموال ويكون الجزاء في هذه الحالة قطع الأيدي والأرجل بالخلاف.

 

وإما أن يكون قطع الطريق من أجل القتل ويكون جزاء قاطع الطريق في هذه الحالة القتل. وإذا كان الهدف من قطع الطريق هو القتل وافتكاك المال، يكون العقاب المستوجب حسب "العلامة" المتحدث قطع الأيدي والأرجل ثم القتل، ويمكن الاكتفاء بإحدى العقوبتين إن سمح المتضرر بذلك.

 

ويوجد نوع رابع من قطع الطريق وهو المقصود منه تخويف الآمنين، وفي هذه الحالة يكون العقاب، حسب قول "الشيخ" بالإبعاد والتغريب عن مقر السكنى وهو ما يرادف السجن.

 

لكن "الشيخ" نسي أو تناسى أنه يوجد صنف خامس من قطع الطريق وهو المقصود منه لفت نظر السلطة والحاكم إلى وضعية اجتماعية أو اقتصادية صعبة بمنطقة ما أو وضعية مهنية متردية لمجموعة عمال.

 

وهذا النوع من قطع الطريق هو الأكثر انتشارا اليوم في بلادنا، فكيف سها المتحدث عن تحديد عقوبة له؟

 

أما بقية أنواع قطع الطرقات التي تحدث عنها (قطع الطريق للقتل أو لافتكاك المال أو لترهيب الآمنين) فهي قليلة في بلادنا وإن حصلت فإن القانون يرصد لها العقاب المناسب وليس داعية وهابي يسمح له عن قصد بالظهور على التلفزة "الوطنية" ليبث سمومه في المجتمع التونسي في ظل حكم الإسلاميين اليوم الذين يسعون سرا وعلانية إلى تغيير نمط المجتمع التونسي بكل وقاحة. 

 

ووصف ملاحظون كلام هذا "الخطيب" بالخطير وبالمرفوض واعتبروه يدخل في خانة الأساليب الترهيبية التي بدأت تتصاعد ضد الشعب من اجل تركيعه ومن اجل تكميم الأفواه بـ"سيف"  الشريعة.

 

وقد سبق لعضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة الصادق شورو أن لوح داخل قاعة المجلس بمثل ما ذكره "الإمام" محمد الشاذلي شلبي، ونقلت كلامه آنذاك التلفزة الوطنية وشاهده ملايين التونسيين وأثار بذلك استياء الكثيرين.

 

كما أن الوزير المستقيل محمد عبو  (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية) سبق أن صرح منذ أسبوع بأن عقوبة المتظاهرين هي الإعدام، في إشارة إلى أحد فصول المجلة الجنائية الذي ينص على أن من يرتكب اعتداء مقصود منه تبديل هيئة الدولة يعاقب بالإعدام.

 

وسبق للنائب بالمجلس التاسيسي عن حركة النهضة حبيب اللوز أن دعا في خطبة الجمعة التي ألقاها منذ أسبوع بساحة القصبة بمناسبة مسيرة مساندة الحكومة، إلى "ضرب الإعلام والإعلاميين".

 

وتنضاف كل هذا إلى ما أصبحت تتميز به خُطب بعض الأيمة في صلاة الجمعة من تشجيع على الأفكار المتشددة والمتطرفة التي لا تزيد البلاد إلا عنفا وفوضى وارتباكا. وما حرق السفارة الأمريكية إلا خير دليل على تصاعد التطرف الديني في البلاد، التي بات النظام الجمهوري مهددا فيها بعد صعود حركة النهضة إلى الحكم وتنامي ظاهرة السلفية.

 

ويوجه كثيرون اللوم للتلفزة الوطنية التي سمحت بتمرير مثل هذا الكلام المتخلف والإرهابي على الهواء مباشرة ليشاهده ملايين التونسيين باعتباره كلاما خطيرا يهدم أسس الدولة المدنية القائمة في تونس منذ نصف قرن ويشجع على تجاهل القوانين الوضعية التي تسير على دربها البلاد والشعب على امتداد عشرات السنين شانها شأنها الدول المتقدمة.

 

وتواجه التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية اتهامات عديدة بعد تعيين ممجدة النظام السابق إيمان بحرون رئيسا مديرا عاما لها من قبل الحكومة الحالية، ومن أبرز الاتهامات موالاتها التامة لحركة النهضة (الحزب الحاكم) والسماح من حين لآخر بتمرير أفكار متطرفة ومتشددة تشجع على ارتكاب العنف الديني، وهو ما لم يألفه التونسيون.

 

ومن المفروض أن تبقى التلفزة الوطنية بعيدة عن مثل هذه المتاهات وان تكتفي بلعب دور المرآة العاكسة لمشاغل الناس والمجتمع بعيدا عن كل أشكال بث الفتن والتطرف بين الناس، لكن يبدو أنّ إصلاح الإعلام العمومي لدى حركة النهضة يتم عبر بث تصريحات متطرفة ومتشددة لأئمة جهلة وبث صور متحركة "حلال" من أجل العمل على تغيير نمط المجتمع التونسي.

 

وليد بالهادي

تعليق واحد

  1. محمّد الشّاذلي شلبي

    بسم الله الرّحمن الرّحيم..
    أريد أن أقول للسّيد الصحفي وليد بالهادي كاتب مقال: ” خطير: دعوات في التلفزة الوطنية لقطع الأرجل والأيادي للمعتصمين!!! “.
    اتّق الله يا رجل ، و عيب عليك أن تتهكّم على الشيْخ محمّد الشاذلي شلبي ، و تستهزئ بما قاله حول موضوع قطع الطّرق اعتمادا على ما جاء في كتاب الله تبارك و تعالى.. فالشّيْخ محمّد الشّاذلي شلبي لم يأت بأحكام أو أقوال من عنده ، فقد تولّى الإجابة على سؤال المضيعة بعد سرد أحداث منزل بوزيان.. و قد جاء سؤال المضيعة كالآتي: ما حكم الشّرع في من يقطع الطريق و يشلّ حركة المرور بأنواعها.. فجاءت إجابة الشّيْخ واضحة لا لبس فيها، و قد بيّن قبل ذلك أنواع قطع الطريق و عقاب من يفعل ذلك في الدّنيا و الآخرة ، و ذلك بالإعتماد على الآية 33 من سورة المائدة : ” إنّما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا ، أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تُقطّع تقطّع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزيٌ في الدّنيا و لهم في الآخرة عذابٌ عظيم “..
    فهل أخطأ الشيخ عندما أوضح ما قاله ربّنا عزّ و جلّ في هذا الموضوع ؟.. أم أنّك يا سيد وليد واحد ممّن انحرط في الحرب التي قامت من أجل الإطاحة بحركة النّهضة ، و حلّ الحكومة ؟..
    هل تعرف سيادتك الشيخ محمّد الشاذلي حتّى تصفه بالوهابي و المتخلّف و الإرهابي و الذي يهدف إلى تغيير ما ألفه النّاس في هذه البلاد منذ ما يزيد عن 50 سنة ؟..
    عيب عليك يا راجل.. كان عليك أن تتحرّى قبل أن تنشر سمومك و تعتدي على رجل لا ذنب له سوى أنّه استجاب لدعوة التلفزة و حاول بكلّ جهده ليفيد العامّة قبل الخاصّة..
    عيب عليك أن تصف إماما خطيبا بأنّه وقح و يبثّ الفتنة بين النّاس ..
    عيب عليك يا سي وليد بالهادي.. و ربّي يسامحك و يعفو عنك ..

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.