المرزوقي في استعراض بحري انتخابي!

وصف عدد من الصحفيين الرحلة البحرية التي رافقوا خلالها رئيس الجمهورية المؤقت إلى سواحل صفاقس بأنها استعراض انتخابي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه المرزوقي، إذ اكتفت باخرتي الجيش الوطني بالتوغل لكيلومترات قليلة قبل أن يقوم المرزوقى برمي الورود في عرض البحر وقراءة الفاتحة صحبة عدد من الوزراء والجنرال عمار على روح 78 مفقودا تونسيا كانوا قد استقلوا مركب صيد في رحلة سرية في اتجاه جزيرة لامبدوزا.

وقد كان من المفروض أن تصل الباخرتين اللتين كان على متنها ممثلون عن عائلات المفقودين إلى الموقع الذي غرق فيه المركب على سواحل جزيرة لامبدوزا الايطالية ولكن لم يعرف إلى حد الآن سبب قطع الرحلة التي يرجح الصحفيون أنها لم تكن سوى حملة انتخابية سابقة لأوانها واستباق بين أحزاب "الترويكا" على كسب ودّ التونسيين، وسط أنباء على وجود تصدع في صفوفها خاصة بين النهضة والمؤتمر.

كما أن تصريح المرزوقى على متن الباخرة بأن تواصل الهجرة السرية دليل على عجز وفشل المجموعة الوطنية من حكومة ومجتمع مدني كان بمثابة اللوم المبطن للحكومة المؤقتة، وبالتحديد وزارة الداخلية التي دعاها إلى التحرّك ومحاسبة من أسماهم بتجار الموت المتلاعبين بأحلام الشباب.

ولم يخل تصريحه من وعود انتخابية، إذ قال بأن هذه المرحلة هي مرحلة عمل يجب أن تنخفض فيها نسبة المطلبية في مقابل أن تستوعب البلاد أحلام كل الفئات الاجتماعية، مشددا على ضرورة تأسيس دولة قادرة على توطين أبناءها عوضا عن خلق عوامل تدفعهم إلى الهجرة.

يشار إلى أن الحكومة المؤقتة وجهت لها انتقادات حادّة حول بطء تفاعلها مع حادثة غرق المركب إذ أنّ تواجد عدد من الوزراء وفي مقدمتهم وزير الخارجية رفيق بوشلاكة في عرس جماعي نقلت فعالياته مباشرة على قناة الجزيرة في الوقت الذي تلقت فيه أمهات خبر هذه الفاجعة التي هزت الشارع التونسي.

كما لم يتمكّن وزير الخارجية وكاتب الدولة للهجرة حسين الجزيرى اللذان توجها إلى روما والى جزيرة لامبدوزا من التوصل إلى اتفاق مع السلطات الايطالية لتحسين وضعية الناجين من هذه الحادثة ومراجعة اتفاقيات الهجرة مع الجانب الايطالي وذلك وسط شكوك الايطاليين حول ملابسات غرق المركب.