أين اختفى لطفي زيتون؟

يلاحظ المتابعون للشأن السياسي منذ أيام غياب لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس الحكومة، عن الأضواء حيث قل ظهوره في وسائل الإعلام وقلت تصريحاته التي طالما أثارت الجدل لدى الرأي العام…



أين اختفى لطفي زيتون؟ 

 

يلاحظ المتابعون للشأن السياسي منذ أيام غياب لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس الحكومة، عن الأضواء حيث قل ظهوره في وسائل الإعلام وقلت تصريحاته التي طالما أثارت الجدل لدى الرأي العام.

 

كما قلّ حضوره في الشارع، حيث كان يشرف من حين لآخر على اجتماعات شعبية على آخرها حضوره مطلع الشهر الجاري في اجتماع شعبي بمدينة المكنين، حيث لقي احتجاجات كبرى وقبلها بصفاقس والتي راج خلالها أنه تعرض لمحاولة اغتيال !!!!!

 

وقبل ذلك حضر مسيرة شعبية بالقصبة في مسيرة مساندة للحكومة وألقى خلالها كلمة.

 

وعُرف عن لطفي زيتون طيلة الأشهر الماضية الدفاع بشراسة عن الحكومة وعن حركة النهضة عبر تصريحاته النارية التي تميل نحو مهاجمة خصوم الحكومة و الحزب، إلى درجة أن خرج في مسيرة مساندة للحكومة إلى جانب عدد من المتظاهرين بساحة القصبة وتكلم وسطهم بواسطة مكبر الصوت وزاد في حالة الحماسة.

 

وخلال الأسبوعين الماضيين قل حضور لطفي زيتون في وسائل الإعلام رغم أن هذه الفترة كانت مليئة بالأحداث التي تسببت في توجيه انتقادات لاذعة للحكومة، على غرار حادثة غرق مركب الحارقين في لامبيدوزا وحادثة السفارة الأمريكية و حادثة أبي عياض و اعتصام دار الصباح وقضية أيوب المسعودي و مسألة نقلة القضاة والجدل حول السلفيين والاهتزازات التي تطال من حين لآخر عرش الترويكا…

 

وكان لطفي زيتون قد شد إليه الانتباه طيلة الفترة الماضية من خلال تصريحات وصفها البعض ب"النارية" ، في حين يصفها آخرون بـ"الاستفزازية ".

 

ومن أبرز المحطات التي برز خلالها لطفي زيتون بتصريحاته وبمواقفه المثيرة للجدل تلك  المتعلقة بقضية سامي الفهري وقضية التعيينات في دار الصباح والتلفزيون التونسي وكذلك قضية القائمة السوداء للإعلاميين وتهديده باستمرار بنشرها.

 

وبلغ به الأمر حد الدخول في ما وصفه البعض بـ"الصراع" مع الإعلاميين من خلال انتقاداته المتواصلة للإعلام واتهامه له باستمرار بأنه  مازال "إعلاما نوفمبريا" نسبة إلى حقبة نظام بن علي رغم أن الإعلام يمنحه ويمنح أعضاء حركة النهضة باستمرار فرصة الحضور في المنابر الإعلامية وفي الحوارات أكثر من غيرهم من السياسيين.

 

واتهمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين لطفي زيتون بقيادة "حملة تحريض وتهييج شعبي" ضد الصحافيين فيما دعا رئيس حزب "المجد" المعارض إلى "إعفاء" زيتون من مهامه.

 

ولم تتوقف انتقاداته النارية حد الإعلاميين بل كان في المنابر الإعلامية التي يحضرها ينتقد بشدة أداء المعارضة وينتقد أيضا المواطنين عند قيامهم بوقفات احتجاجية واعتصامات وعُرفت عنه في هذا المجال عبارته المتكررة "أين كان هؤلاء قبل 14 جانفي" .

 

وبلغ الأمر حد اتهام البعض للطفي زيتون بتعمد إثارة الرأي العام واستفزاز مشاعر المواطنين والسياسيين والتسبب في حالة احتقان لديهم.

 

وطيلة المدة الفارطة دار كلام في الأوساط السياسية والإعلامية وحتى لدى المواطنين يقول أن القيادات الكبرى في حركة النهضة وفي الحكومة قد تكون أمرت لطفي زيتون بالتقليص من الحضور إعلاميا وبتفادي التصريحات "النارية" والمستفزة أو التي فيها انتقادات لاذعة للخصوم السياسيين وللإعلاميين وأيضا للمواطنين.

 

ويبدو أن قيادات الحزب والسلطة قد أحسوا أن تونس تحتاج في هذه الفترة إلى حالة من التهدئة ومن التوافق بين مختلف المشارب والميولات السياسية والفكرية ويتطلب الوضع فيها أقل ما يمكن من احتقان اجتماعي أو سياسي ومن صراعات واستفزازات من هذا الطرف أو ذاك، لذلك ارتأوا التقليص أقل ما يمكن من التصريحات المستفزة لمشاعر المواطنين والإعلاميين والسياسيين.

 

وهذا ما قد يكون دفع بلطفي زيتون إلى التقليص من الظهور الإعلامي والابتعاد بالتالي من التصريحات بعد أن ظل على امتداد عدة أشهر شخصية مثيرة للجدل.

 

وليد بالهادي  

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.