قبل أيام من 23 أكتوبر: حرب الإشاعة تبدأ في تونس ومطلوب الحذر!

مع اقتراب موعد 23 أكتوبر 2012، الذّي يدور كلام كثير حوله بين التونسيين، أصبحت تطالعنا من يوم لآخر روايات عديدة على علاقة بالوضع الأمني في بعض جهات البلاد وسرعان ما يتمّ تداولها بين الناس خاصة عبر الموقع الاجتماعي فايس بوك

قبل أيام من 23 أكتوبر: حرب الإشاعة تبدأ في تونس ومطلوب الحذر!

 
 

مع اقتراب موعد 23 أكتوبر 2012، الذّي يدور كلام كثير حوله بين التونسيين، أصبحت تطالعنا من يوم لآخر روايات عديدة على علاقة بالوضع الأمني في بعض جهات البلاد وسرعان ما يتمّ تداولها بين الناس خاصة عبر الموقع الاجتماعي فايس بوك.

 

وكانت الرواية الأكثر تداولا في الساعات الأخيرة هي المتعلقة بحصول مواجهات الجمعة بين وحدات من الجيش وسلفيين مسلحين يشتبه في انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل عرباطة من ولاية قفصة.

 

وقالت الرواية إنّ المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وعن وجود عملية كبرى لتهريب السلاح بين الجزائر وتونس.

 

وقد سارعت وزارة الدفاع الوطني إلى نفي هذه الرواية وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة أنه "لا صحة لما يشاع من أنباء حول حصول مواجهات وسقوط قتلى في اشتباكات بمنطقة جبل عرباط من ولاية قفصة بين الجيش وسلفيين مسلحين يشتبه انهم من القاعدة".

 

كما راجت رواية أخرى تقول إن اشتباكات عنيفة دارت الجمعة بين الوحدات الأمنية ببن قردان وعناصر مسلحة مازالت لم تعرف بعد انتماءاتها وأن تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على  عنصرين وحجز كمية من الأسلحة الخطيرة وأن الأبحاث جارية مع الموقوفين لمعرفة انتمائهم ووجهتهم.

 

ولم يؤكد مصدر رسمي من وزارة الداخلية صحة هذه المعلومة، كما نفاها أهالي منطقة بن قردان والمناطق المجاورة لها.

 

وتتالت في الأيام الأخيرة تصريحات منسوبة لمحسوبين على التيار السلفي يقولون فيها أن بعض الأطراف تستعد لتنفيذ تفجيرات في تونس في الفترة القادمة ونسبتها للسلفيين. ولم تتأكد صحة هذه التسجيلات.

 

ويتحدث البعض عن شروع أطراف أخرى في التخطيط  منذ الآن لتنفيذ أعمال شغب وعنف أيام 23 و 24 أكتوبر الجاري.

 

ورغم أنه سرعان ما يقع اكتشاف زيف مثل هذه الروايات، إلا أن كثيرين مازالوا يُصدقونها وهو مؤشر خطير يدل على أن التونسيين فقدوا الثقة في كل شيء فأصبحوا يصدقون كل شيء.

 

ويتّضح جليا أن التونسيين فقدوا الثقة مثلا  في خطابات السياسيين وفي ما تقدمّه وسائل الإعلام، وفي ما يرويه الأصدقاء والأقارب والزملاء في العمل حتى إن كانوا محل ثقة في السابق، وفي ما يذكره المسؤولون.

 

والمهمّ هو أنه في الكثير من الأحيان يمكن للإشاعات أن تكون لها تداعيات على أرض الواقع مثل التوترات والاحتقان اجتماعي ، فيتحرك تبعا لذلك  الشارع وتحصل صدامات وأعمال عنف وشغب لمجرد إشاعة سخيفة تم تسريبها عبر المواقع الاجتماعية أوالفضاءات العامة وهو ما حصل فعلا في أكثر من مرة بعدة مدن من البلاد.

 

ويرى ملاحظون أن غياب المعلومة الدقيقة يكثف من نسبة الغموض في الواقع السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي ويحدث ضجةّ في ذهن المتلقي الذّي بات مصدقّا ومقتنعا بأي إشاعة تمررّ عبر هذه الجهة السياسيةّ أو تلك.

 

ومن جهة أخرى، يعتبر خبراء الشأن السياسي أن الإشاعة صناعة قائمة الذات ولها أناس مختصون في تحريكها وأنها أصبحت اليوم جزء لا يتجزأ من العمل السياسي وتعمل بها عدة تيارات واحزاب سياسية لغايات مختلف.

 

فهناك من السياسيين من يستعمل الإشاعة لجس نبض الشارع والراي العام قبل الإقدام على فعل أي شيء.

 

وهناك من يستعمل الإشاعة لغاية بث البلبلة بين الناس في الشارع وتخويفهم وهو ما يساعده على تحقيق بعض أهداف سياسته مثل عرقلة عمل السلطة الحاكمة أو عمل منافسيه. 

 

ويرى المختصون والخبراء أن المواطن مطالب في مثل هذه الفترة بالتحلي بالذكاء وبالفطنة حتى لا تنطلي عليه عدة روايات سخيفة وحتى لا يكون مساهما بطريقة غير مباشرة في حصول الفوضى والبلبلة في البلاد لا سيما في مثل هذه الفترة الحساسة.

 

كما أن الفاعلين السياسيين ووسائل الاعلام والحكومة نفسها مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالصراحة أكثر وبعدم حجب أية معلومة دقيقة وصحيحة يرونها مناسبة لتهدئة الخواطر والأجواء.

 

ومن جهة أخرى، فإنه لا بد من تفعيل القوانين التي تعاقب كل من يبث الإشاعات المغرضة التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، ومن تشديد العقاب عليهم.

 

وليد بالهادي

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.