صلاح الدين الجورشي للمصدر: أتوقع مزيدا من الاشتباكات مع السلفيين وظهورهم في الإعلام ايجابي

توقع الصحفي والمحلل السياسي المختص في الجماعات الإسلامية صلاح الدين الجورشي أن تقع اشتباكات متعددة مع التيار السلفي بالرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من داخل هذا التيار. وقال في تصريح للمصدر “نحن مدعوون إلى مزيد من الضغط مع هذا التيار والاشتباك السياسي والثقافي والفكري معه حتى يدرك بأن مقولاته التي يعتمدها حاليا لن تكون في صالحه وفي صالح البلاد”…



صلاح الدين الجورشي للمصدر: أتوقع مزيدا من الاشتباكات مع السلفيين وظهورهم في الإعلام ايجابي

 

توقع الصحفي والمحلل السياسي المختص في الجماعات الإسلامية صلاح الدين الجورشي أن تقع اشتباكات متعددة مع التيار السلفي بالرغم من دعوات التهدئة التي صدرت  من داخل هذا التيار.

 

وقال في تصريح للمصدر "نحن مدعوون إلى مزيد من الضغط مع هذا التيار والاشتباك السياسي والثقافي  والفكري معه حتى يدرك  بأن مقولاته التي يعتمدها حاليا لن تكون في صالحه وفي صالح البلاد".

 

وأضاف بأن التيار السلفي لا يملك إلا اختيار التكيّف مع الخصوصية التونسية، مشيرا إلى أن اقتناع التيار بضرورة التغيّر سيكون بمثابة المخاض الصعب بالنسبة له وبالنسبة للمجتمع التونسي لأنه سيتطلب شيئا من الوقت وشيئا من التضحيات.

 

وأكد أنه إلى حد الآن الأفكار الأساسية التي ينطلق منها هذا التيار خاصّة الجناح الجهادي منه لا تسمح له بأن يندمج بسهولة مع مرحلة الانتقال الديمقراطي وسيجعله في صدام متجدد مع بقية مكونات المجتمع المدني والسياسي، وفق قوله.

 

وأشار إلى أن الشباب السلفي المتمحس لن يفهم أن الوضع مختلف في تونس، إلا بعد سلسلة من التجارب الفاشلة. واعتبر انه لا بد لهذا التيار أن يمرّ بعدة إخفاقات حتى يدرك أنه مدعو إلى مراجعة جذرية وجدية وهو ما أدركته تيارات سلفية أخرى في عدّة دول خاصة في مصر والكويت والمغرب.

 

وبخصوص أهمية التتنصيص على مدنية الدولة في الحدّ من عنف هذا التيار المتشدد أبرز الجورشى أن مدنية الدولة لا تعني إقصاء السلفيين أو محاربة الإسلام  ومنع حرية المعتقد، مؤكدا أن هذا التنصيص من شأنه أن يخلق طبيعة الدولة التي يجب أن تحترم جميع مواطنيها وتستمد شرعيتها من شعبها وتحافظ على الحريات.

 

وأضاف بأن من عناصر تطوير السلفيين هو أن يصبحوا جزء من هذه الدولة المدنية تحميهم وتحدّ من انزلاقاتهم نحو العنف والتي لا تلقى تجاوبا اليوم مع هذا التيار الذي يحارب الدولة المدنية من أجل إقامة الدولة الإسلامية  حسب تصوراتهم.

 

وحول الجدل حول قانون مكافحة الإرهاب الذي سنّ في فترة النظام السابق أكد المحلل السياسي ضرورة إلغاء هذا القانون باعتباره يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، مبرزا في الوقت ذاته بأن إلغاؤه لا يعنى الانفلات ولا يعني السماح بالعنف والاعتداءات.

 

ودعا في هذا الصدد إلى سنّ تشريعات في القانون التونسي تسمح بمنع أو مقاومة كل أشكال الإرهاب ولكن دون المساس بالحقوق الأساسية للأفراد.

 

أما فىما يخص ظهور السلفيين في المنابر التلفزيونية وفي وسائل الإعلام المختلفة اعتبر الجورشى أن هذا الظهور هو ايجابي، قائلا إن المسعى لطمسهم وإقصاءهم من المشهد هو عبارة عن عملية خطيرة جدا ستدفع بهم إلى السرية والى توليد أفكارهم ودفعهم نحو مزيد من التطرّف والانغلاق بعيدا عن الأضواء وبعيدا عن الاشتباك الايجابي مع المجتمع.

 

وأضاف بأنه سيكون من الخطأ منع وسائل الإعلام من نقل أفكار المتشددين الدينيين، داعيا في ذات الوقت الإعلاميين والصحفيين إلى توخي الحذر في التعامل مع هذه الظاهرة وعدم المساهمة في تغذيتها وتأجيجها.

 

وأكد على ضرورة انتهاج وسائل الإعلام للموضوعية والحيادية عند الحديث عن هذا التيار ونقل الوقائع كما هي  من أجل المساعدة على خلق أرضية للنقاش معهم، مشيرا إلى أن عملية التضخيم والشيطنة تعطي نتائج عكسية.

 

وكانت قناة "التونسية" قد استضافت مؤخرا أحد السلفيين الذي رفع كفنه على المباشر ودعا إلى الجهاد ومحاربة حركة النهضة ووزير الداخلية على لعريض وذلك على خلفية مقتل سلفيين اثنين في أحداث عنف بمنطقة دوار هيشر في ولاية منوبة.

 

وابرز الجورشى أن ما بثّ على هذه القناة هو ايجابي حتى يدرك المجتمع أننا أمام ظاهرة غريبة تتطلب التفكير المشترك من أجل احتواءها.

مريم التايب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.