العرض الأول لفيلم “9 أفريل 1938”: إخراج جيّد واستياء من تقزيم دور المناضلة التونسية في مومس!!! (بالصور)

ساعة قبل العرض غصت قاعة المونديال بالمشاهدين حتّى اضطر بعضهم إلى الجلوس أرضا لمشاهدة الفيلم القصير “9 أفريل 1938” الذي عرض لأول مرة مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 2012 للمخرجين الشابين طارق الخلاوي وسوسن صايا وسيناريو سوسن صايا و إنتاج نزار الريابي عن “ايزاس للأفلام”…



العرض الأول لفيلم “9 أفريل 1938”: إخراج جيّد واستياء من تقزيم دور المناضلة التونسية في مومس!!! (بالصور)

 

ساعة قبل العرض غصت قاعة المونديال بالمشاهدين حتّى اضطر بعضهم إلى الجلوس أرضا لمشاهدة الفيلم  القصير "9 أفريل 1938" الذي عرض لأول مرة مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 2012 للمخرجين الشابين طارق الخلاوي وسوسن صايا وسيناريو سوسن صايا و إنتاج نزار الريابي عن "ايزاس للأفلام".

 

وصور الفيلم على امتداد 20 دقيقة بيت تقليدي عتيق من بيوت الأحياء العتيقة بتونس العاصمة جمعت زواياه مختلف الأثاث والتحف والصور القديمة ليتماشى الديكور والحقبة التاريخية التي يريد إبرازها المخرج وهي سنة 1938 عهد الاستعمار الفرنسي.

 

انطلق المشهد الأول داخل غرفة نوم أين تظهر سوسن معالج بلباس داخلي شفاف تشرب الخمر وتدخن السجائر رفقة صديقتها يتبادلان الضحكات والهمسات والرقص ليتماشى الوضع مع الأحداث التي رسمها المخرج ليكون بمثابة ماخور يقطنه أجمل وافتن النساء التونسيات تحت الحماية الفرنسية يتردد عليه الجنود الفرنسيين بعد الانتهاء من أعمالهم.

 

وارتدت الممثلات التونسيات وهن كل من سوسن معالج وريم الحمروني وسندس بالحسن والنجمة الزغيدي ولبنى نعمان وسامية رحيم اللاتي يجسدن دور المومسات اللباس التقليدي التونسي  "الفوطة والبلوزة " في حين طغى اللباس الداخلي الشفاف في اغلب المشاهد التي دارت وسط الماخور لإبهار وجذب الجنود الفرنسيين.

 

وجسد الممثل بلال البريكي دور "علي" الذي يعمل في الماخور لاقتناء حاجيات المومسات ليقتل على يد الجنود الفرنسيين وليكون المشهد بمثابة نقطة التحول أو ما يعبر عنه بالفرنسية l’événement déclencheur ، فيتصاعد غضب المومسات اللاتي يعشن الاضطهاد في وضع الاستعمار الفعلي والجسدي في محاولة منهن الانتقام والمقاومة والمشاركة في الحركة الوطنية ضد المستعمر.

 

وحضي المشهد الأخير بتصفيق كبير من قبل الجمهور الحاضر بكثافة أين اجتمعت مختلف الشخصيات من مومسات وجنود فرنسيين في سهرة خمرية لتنقلب السهرة من همسات وقبلات ومداعبات إلى إطلاق نار ودماء وصراخ راح ضحيتها مختلف الجنود الفرنسيين صحبة قائدهم "الجنرال".

 

واختلفت ردود الأفعال خارج قاعة المونديال بين المرحب بفكرة السيناريو التي تم التثبت منها  قبل كتابته من خلال دراسة مجموعة من الوثائق حول تاريخ الاستعمار الفرنسي بتونس وبالاعتماد على صحافة المستعمر في تلك الحقبة لأن صحافة تونسية لم تكن موجودة حينها على حد تعبير سوسن معالج، وبين المغتاظ والممتعض من فكرة تجسيد المناضلات التونسيات في شكل مومسات".

 

وأكدت إحدى النساء اثر انتهاء الفيلم للمصدر أن الدراسة التي قاموا بها لكتابة السيناريو خاطئة لان المومسات لم يكن حينها من التونسيات بل جزائريات ومغربيات يعملن في سر قائلة "عيب كبير تجسيد المرأة التونسية المثقفة المناضلة التي حبست وظلمت في عهد الاستعمار في شكل مومس تمارس الفعل الجنسي عن طوعية".

 

وكان للمصدر لقاء مع الشخصية الرئيسية للفيلم سوسن معالج التي عبرت عن بالغ فرحتها بنجاح الفيلم على مستوى الإخراج من خلال الإقبال الكبير و التصفيق الحار قائلة "برغم الجدل الذي أثاره الفيلم وكثرة الصعوبات واختلاف الآراء حوله إلا أن العبرة  والغاية من الفيلم وصلت اليوم إلى قلوب المشاهدين".

وسيعرض خلال مهرجان قرطاج السينمائي فيلم" 9 افريل 1938" للمرة الثانية اليوم الأربعاء بقاعة ABC   بالعاصمة على الساعة السادسة مساء كما سيشارك في المسابقة الرسمية للأفلام السينمائية القصيرة .

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.