العرض الأول لفيلم “مملكة النمل”: إجماع كبير حول الإبداع وبراعة الإخراج ودقة السيناريو

عرض فيلم “مملكة النمل” الذي يشارك لأوّل مرّة في المسابقة الرسمية للأفلام السينمائية الطويلة في مهرجان قرطاج السينمائي مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 2012 بقاعة الكوليزي حيث امتلأت بالمشاهدين من مختلف الأجناس والشرائح…



العرض الأول لفيلم “مملكة النمل”: إجماع كبير حول الإبداع وبراعة الإخراج ودقة السيناريو

 

عرض فيلم "مملكة النمل" الذي يشارك لأوّل مرّة في المسابقة الرسمية للأفلام السينمائية الطويلة في مهرجان قرطاج السينمائي مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 2012  بقاعة الكوليزي حيث امتلأت بالمشاهدين من مختلف الأجناس والشرائح.

 

وفيلم "مملكة النمل" انتظره العديد في مهرجان قرطاج سينمائي باعتباره التجربة السينمائية الأولى للمخرج التونسي شوقي الماجري الذي يعد من أهم مخرجي الدراما السورية ومن تأليف الكاتب الفلسطيني خالد الطريفي ومن إنتاج  مشترك بين سورية وتونس ومصر وبتكلفة قدرت بأكثر من 3 مليون دولار.

وعلى امتداد ساعتين عاش المشاهد في قاعة الكوليزي حيثيات الحياة المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني من قصف يومي ومروحيّات الأباشي والدبّابات ترسل حمما نارية تحصد الأرواح وتأتي على الأخضر واليابس جرافات تهدّم الديار وتقتل حتى الحيوانات.

 

وراوح الماجري في فلمه بين مشاهد العنف والقصف والدماء والصراخ ومشاهد السكينة التي تنبع من حياة تحت الأرض في مملكة النمل وهي حياة يهرع لها المقاومون الفلسطينيون من بطش القصف الإسرائيلي تماما مثل النمل الذي ينظم صفوفه من اجل البقاء.

 

وصور الفيلم مشاهد هدوء وسكينة وقصة حب ولدت بين الشابة الفلسطينية جليلة والشاب المقاوم والفار من قوات الاحتلال الصهيوني طارق في تلك مغارات والأنفاق وسراديب التي تصل مدن فلسطين ببعضها البعض دون عناء وفي أمان تام إلى أن حملت جليلة بطفل في أحشائها.

 

وحضي مشهد الولادة بتصفيق قوي وحار من قبل الجمهور الحاضر في القاعة لما جمع بين قوة الإخراج ودقة في اختيار الكلمات وصعوبة في الموقف خاصة وأن جليلة أسيرة في السجن الإسرائيلي تضع مولودا وسط زغاريد السجينات الفلسطينيات ودون أي وسيلة تساعدها على كبح ألام الولادة ليبرز الماجري قوة الصبر والعزيمة لدى الشعب الفلسطيني لمجابهة القمع الإسرائيلي .

 

 وتمكن الماجري من سرد الأحداث بأسلوب سلس حيث كبر طفل وسط المشاهد القتل والدمار التي اعتدها ولم يرى والده المقاوم إلى أن أصبح سنه  12 سنة ،حينها حقق له جده أمنيته وهي زيارة القدس والصلاة في جامعها لتنقلب الأحداث فجأة ويسقط الطفل شهيدا في قدس على اثر اشتباكات دامية بين المقاومين والكيان الصهيوني.

 

وأبدع الماجري في المراوحة في المشهد الواحد بين جبروت القمع الإسرائيلي والتشبث بأبسط خيوط النجاة والحياة لدى الفلسطينيين وذلك عندما صور الماجري مشهدا لعرس فلسطيني تم قصفه بمروحية إسرائيلية لينتهي القصف فجأة وترجع الزغاريد في حينها غير آبهين للعدوان ووسط قلوب يملئها الحزن.

 

ولم تختلف التقييمات كثيرا عند انتهاء الفيلم فالكل اجمعوا على قدرة المخرج وهو يضع يده على الجرح ليكشف النقص الكبير في هذه الأعمال التي تخص القضية الفلسطينية خاصة وان الذاكرة العربية في حاجة ماسة إلى أعمال درامية توثّق الحاضر للأجيال القادمة.

 

وأكد عدد من المشاهدين للمصدر أنه وسط مئات الأفلام الإسرائيلية الصهيونية التي تناولت القضية من منظارها  الخاص لا يوجد فيلم عربي قوي يشد ويعرف العالم بمجريات الحياة اليومية التي يحياها الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال.

 

وسيعرض فيلم" مملكة النمل " للمخرج التونسي شوقي الماجري خلال مهرجان قرطاج السينمائي للمرة الثانية اليوم الأربعاء بقاعة le rio   بالعاصمة على الساعة السادسة مساء.

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.