جريدة الفجر الجزائرية : لا أهلا ولا سهلا بالجبالي

لن أرحب بمجيء رئيس الحكومة التونسية إلى بلادنا في هذه الظروف بالذات. فمنذ يومين قام قريب وزير الداخلية، ووالي سليانة الذي ضرب المتظاهرين بطلقات الرش، أصابت المئات بجروح وأفقدت العشرات البصر، فماذا كان موقف الجبالي من هذا؟ قال بعنجهية إنه لن يقيل الوالي، لكنه وتحت ضغط الشارع التونسي اضطر مكرها لإقالته…



جريدة الفجر الجزائرية : لا أهلا ولا سهلا بالجبالي

 

لن أرحب بمجيء رئيس الحكومة التونسية إلى بلادنا في هذه الظروف بالذات. فمنذ يومين قام قريب وزير الداخلية، ووالي سليانة الذي ضرب المتظاهرين بطلقات الرش، أصابت المئات بجروح وأفقدت العشرات البصر، فماذا كان موقف الجبالي من هذا؟ قال بعنجهية إنه لن يقيل الوالي، لكنه وتحت ضغط الشارع التونسي اضطر مكرها لإقالته


فماذا يريد الجبالي منا، وما هي المطالب التي حملها في حقيبته إلينا؟


إن كان المال، أفلا يكفيه ما قدمته له قطر من ملايين الدولارات وسيارات شرطة لقمع الثوار التونسيين المحتجين على حكومة النهضة، وعلى سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها؟! فأهالي سليانة لم يخرجوا للاحتجاج إلا على أوضاعهم الصعبة التي لم تغير فيها حكومة الجبالي شيئا رغم ما قدمه التوانسة من تضحيات !


صحيح أننا بحاجة إلى ربط علاقة قوية مع أشقائنا التوانسة، وما كنت سأعترض على مساعدة مالية لأهلنا في تونس، لكن لا أقبل أن تقدم مساعدات لحكومة النهضة التي تقمع من يعارضها، ناهيك عن أنه لا ضامن بألا تذهب المساعدات إلى الجيوب الخاصة وتصرف في التبجح والتظاهر في القمم والاجتماعات بالخارج وتصرف علي تأييد قضايا لا نؤيدها.. مثلما حدث مؤخرا في القمة العربية، وبالنسبة للقضية السورية التي نقف فيها على نفس المسافة بين المعارضة والنظام، ولا نؤيد تدخلا أجنبيا ولا تسليحا للمعارضة في سوريا.. ألم ترسل النهضة مقاتلين إلى سوريا لمحاربة نظام بشار؟ !

إن كان لابد من تقديم مساعدة إلى تونس، فيجب أن ترفق بشروط، وأن لا تسلم إلى رئيس حكومة "إخواني". وربما يجب أن ننتظر أن يتحقق مطلب الرئيس المرزوقي في تشكيل حكومة تقنوقراطية من غير النهضة لنقدم المساعدة للتوانسة.

 

أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه من قمع للشعب التونسي ونعته بالكفر والإلحاد وباللائكية وكأن اللائكية كفر، فشخصيا أنا أرفض أن نرمي بأموالنا وندعم بها خيارات ليست خياراتنا. ولنحذو حذو المؤسسات المالية الدولية التي تشترط مساعدتها لبلد ما بحزمة شروط، ومنها الديمقراطية وحقوق الإنسان. وما حدث في سليانة والحكم على الشباب المنتفض بفقدان البصر مدى الحياة، وما يهدد به الغنوشي ويتوعد الشعب التونسي بأخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها وتوزيع المناصب فيها على الأقارب والأصهار، فهذا مرفوض .



نعم لمساعدة الشعب التونسي للتغلب على محنه. نعم لبناء اتحاد مغاربي تكون فيه تونس شريكا أساسيا. لكن ليس بالجبالي والنهضة والغنوشي ولا المتكبر رفيق عبد السلام صهر الغنوشي، أو بالأحرى وزير خارجية قطر بتونس!؟





جريدة الفجر الجزائرية  :حدة حزام

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.