لم ينته العالم!!!

فعلا لم ينته العالم اليوم الجمعة 21 ديسمبر 2012 مثلما توقعت ذلك حضارة “المايا” وشغلت بذلك معظم سكّان الكرة الأرضية طيلة السنتين الماضيتين…



لم ينته العالم!!!

 

فعلا لم ينته العالم اليوم الجمعة 21 ديسمبر 2012 مثلما توقعت ذلك حضارة "المايا" وشغلت بذلك معظم سكّان الكرة الأرضية طيلة السنتين الماضيتين.

 

عديد السكان عبر مختلف أنحاء العالم فركوا اليوم أعينهم جيدا وهم ينهضون من النوم ليتأكدوا أن كان العالم متواصل أم أنه انتهى كما توقع ذلك شعب "المايا" ، فكانت النتيجة أن العالم لم ينته وأن الشمس أشرقت فيه كعادتها والمطر انهمر في بعض المناطق والسيارات تملئ الطرقات والرياح تهب والبحر متموج والعصافير تطير والبشر يملؤون الطرقات والمقاهي والمطاعم.

 

ولقيت رواية نهاية العالم صدى كبيرا منذ أكثر من عامين في شتى الدول ما دفع بالمؤسسات العلمية وبكبار العلماء وبوكالة ناسا الأمريكية إلى التدخل في الموضوع ودراسته دراسة علمية دقيقة من مختلف جوانبه للتأكد.

 

وللتذكير فإن رواية "المايا" هي عبارة عن روزنامة أو تقويم زمني وضعه شعب "المايا" القاطن بمنطقة تاباسكو الميكسيكية (جنوب أمريكا) ونقشها على حجارة الموقع الأثري"إل تورتوغيرو" هناك منذ حوالي 1300 عام.

 

وتقول هذه الروزنامة أن أولى الدورات الزمنية بدأت بتاريخ 11 أوت سنة 3114 قبل الميلاد، وتنتهي في 21 ديسمبر 2012 ميلادي.

 

هذا ما اعتمد عليه البعض منذ مطلع العام الماضي لـ«التنبّؤ» بما بات يُعرف بـ"نهاية العالم 2012"، والذي دارت حوله أساطير عديدة وروايات ورُوّج له عالميا.

 

ومنذ بداية العام الحالي انشغل علماء التاريخ والحضارات بهذه الرواية، وانقسموا بين من رفض النظرية برمّتها، ومن لم يكذّبها.

 

واعتمد مصدقو الرواية على دقة الحسابات الفلكية لشعب "المايا" التي عرفت عنهم عبر التاريخ.

 

لكن مكذبيها تمسكوا بأن الروزنامة فاقدة لكل إثباتات علمية دقيقة بدليل أن ما كتبه "الماويون" على الروزنامة هو أنه "في 21 ديسمبر 2012 سينزل إله على الأرض" واكتفوا بذلك دون ذكر أن ذلك يعني انتهاء العالم أو فناء البشرية، وبالتالي فانه يمكن تأويل ما كتبوه على أنه  بداية لمرحلة زمنية جديدة مثلاً.

 

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)  قد أصدر بيانا على موقعها الإلكتروني، الأسبوع الماضي، تقول فيه "إن العالم لن ينتهي في 2012 وإن كوكبنا هو بحالة جيدة منذ أكثر من 4 مليارات سنة، وكل العلماء الموثوق بهم حول العالم لا علم لديهم بأي خطر يرتبط بعام 2012".

 

وأعدّت ناسا مقطع فيديو تشرح فيه سبب عدم انتهاء العالم هذه السنة لبثه يوم 22 ديسمبر الجاري، ويبدأ بجملة "بما أنك تشاهد هذا الفيديو، فهذا يعني أن العالم لم ينته".

 

لكن، هناك من العلماء من سلّم بأن الشمس ستطلق اليوم حقلا مغناطيسيا قويا جدا سيؤدي إلى اضطرابات في كوكب الأرض وتأثيرات سلبية على ساكنيه تبدأ بالهلوسة وتنتهي بالموت.

 

ويتوقع آخرون توقّعوا زيارة غير سارّة من سكّان الفضاء الخارجي إلى كوكبنا تترافق مع حمم نارية مقذوفة من الشمس، بينما أشار البعض إلى أن نهاية العالم حصلت منذ 65 مليون سنة عندما سقط نجم في المكسيك أدى إلى انقراض70% من أنواع الكائنات، ومن بينها الدينوصورات.

 

غير أن علماء كثيرين قللوا من أهمية رواية "المايا" بالقول إن عديد الروايات الأخرى سبقتها على مر التاريخ خاصة خلال القرن الماضي وتوقع كثيرون نهاية العالم خاصة خلال الحربين العالميتين وتحديدا عند إلقاء القنبلة الذرية أو خلال حادثة  المفاعل النووي تشرنوبيل، لكن أي من ذلك لم يحصل.

 

ورغم أن التونسيين لم يهتموا في البداية بهذه الرواية، ربما بسبب الانشغال بالثورة وبالأحداث السياسية والأمنية، إلا أنها شغلت في الأيام الأخيرة جانبا كبيرا منهم فصدقوه وكانوا ينتظرون فعلا أنهم أن يستفيقوا صباح الجمعة 12 ديسمبر 2012.

 

ويأتي هذا في وقت تغيرت فيه الملامح النفسية للتونسيين على امتداد العامين المواليين للثورة جراء التقلبات السياسية والاجتماعية وعدم الاستقرار الأمني وغلاء المعيشة والخوف من المستقبل ومن تراجع الحريات وتغير القيم والأخلاق وغيرها من المتغيرات.

 

وبالتالي فإن تصديق رواية "المايا" لم يكن بمعزل عن هذا الظرف العام الذي يعيشه التونسيون.

 

وليد بالهادي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.