معرض ممتلكات بن علي: إمكانية استثناء بُدلة خطاب “بكل حزم” وفهمتكم” من البيع

بدا واضحا أن اللجنة المكلفة بتنظيم معرض بيع الممتلكات المصادرة بقمرت لم تميز بشكل جدي ودقيق الممتلكات ذات القيمة التاريخية عن غيرها من الممتلكات…



معرض ممتلكات بن علي: إمكانية استثناء بُدلة خطاب “بكل حزم” وفهمتكم” من البيع

 

بدا واضحا أن اللجنة المكلفة بتنظيم معرض بيع الممتلكات المصادرة بقمرت لم تميز بشكل جدي ودقيق الممتلكات ذات القيمة التاريخية عن غيرها من الممتلكات.

 

فالمعرض احتوى تحفا وملابس وهدايا وأحذية ولوحات فنية يمكن أن تكون شاهدا مدى الدهر على حقبة لا يمكن محوها من الذاكرة الوطنية ومن تاريخ البلاد وهي حقبة 23 سنة من حكم بن علي بقطع النظر عن تقييمها.

 

وقد علمنا في هذا الصدد أن وزارة الثقافة كلفت لجنة للنظر في إمكانية استثناء بعض الممتلكات المعروضة بمعرض قمرت من البيع والإبقاء عليها ضمن متحف أو معرض دائم يكون شاهدا على حقبة 1987 – 2011 ويمكن من المحافظة على ربع قرن من الذاكرة الوطنية حتى تطلع عليها الأجيال القادمة  المتعاقبة.

 

ومن المنتظر أن يشمل الاستثناء من البيع بعض اللوحات الفنية التاريخية التي استولت عليها عائلة الرئيس السابق وأصهاره من بعض المواقع الأثرية ومن المتاحف لتزين بها منازلها الخاصة، إضافة إلى بعض التحف والمجوهرات التي تم الاستيلاء عليها من ممتلكات الباي من طرف بورقيبة مرة أولى ومن طرف بن علي مرة ثانية .

 

كما توجد لوحات فنية أخرى معاصرة تم نحتها أو تصويرها على أيادي فنانين خلال السنوات الأخيرة خصيصا ل "لعائلة المالكة" سابقا  لكنها يمكن أن تبقى جزء من التراث توثق لفترة ال23 عاما التي عاشتها تونس تحت نظام بن علي.

 

لكن ما يشد الانتباه في هذه الاستثناءات هو اهتداء وزارة الثقافة إلى فكرة متميزة تتمثل في عدم بيع  البدلات التي لبسها بن علي أيام خطاباته الثلاثة الأخيرة التي ألقاها بين ديسمبر 2010 وجانفي 2011 والتي حاول من خلالها مخاطبة الشعب بكل اللغات، بدء بلغة التهديد (خطاب بكل حزم ) وصولا إلى اللغة المرنة (خطاب فهمتكم).

 

ومن المنتظر أن يقع استثناء هذه البدلات  الأحذية المرافقة لها التي ارتداها بن علي عند توجهه للشعب التونسي  بخطاباته الثلاثة الأخيرة وذلك حتى تبقى مخلدة لواحدة من أحلك الفترات التي عاشتها تونس في تاريخها وهي الفترة التي سقط فيها عديد الشهداء والجرحى خلال أحداث الثورة بعدة مناطق من البلاد.

 

وفي هذا الصدد يمكن أيضا أن يشمل الاستثناء آخر مكتب أو كرسي جلس عليه بن علي يوم 14جانفي 2011  وآخر جهاز هاتف مكتبي اتصل به في ذلك اليوم وهو يحاول يائسا الاتصال بالمسؤولين في الحكومة وفي الأمن والجيش قصد السيطرة على الأوضاع التي اتخذت مجرى تصاعدي في ذلك اليوم التاريخي.

 

فبقطع النظر عن كل شيء فان تلك الفترة يجب أن تبقى مخلدة ضمن الذاكرة الوطنية وضمن التاريخ المعاصر لتونس وذلك عبر معرض دائم مفتوح للعموم على غرار المعارض العالمية المعروفة يضم كل تلك الأدباش والأثاث حتى يبقى مزارا للأجيال القادمة يمكنهم من استرجاع ما عاشته بلادهم في تلك الفترة المحورية في تاريخها والتي كانت أول ثورة معاصرة في البلدان العربية ضد الديكتاتورية قبل ان تتالى وراءها الثورات في ليبيا ومصر واليمن وسوريا…

 

وليد بالهادي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.