تونس: نقص فادح في الأمطار بالوسط والجنوب يهدد بموسم كارثي في الحبوب!!!

تعاني مناطق الوسط والجنوب في تونس هذا الموسم من نقص حادّ في كميات الأمطار مقارنة بمعدل الكميات التي تهاطلت على البلاد خلال العشر سنوات الماضية، وهو ما يهدّد بتراجع إنتاج الزراعات الكبرى وخاصّة الحبوب.
..



تونس: نقص فادح في الأمطار بالوسط والجنوب يهدد بموسم كارثي في الحبوب!!!

 

تعاني مناطق الوسط والجنوب في تونس هذا الموسم من نقص حادّ في كميات الأمطار مقارنة بمعدل الكميات التي تهاطلت على البلاد خلال العشر سنوات الماضية، وهو ما يهدّد بتراجع إنتاج الزراعات الكبرى وخاصّة الحبوب.

 

ويقول حليم بالحاج صالح مدير عام معهد الزراعات الكبرى إنه على عكس مناطق الشمال التونسي تعيش مناطق الوسط والجنوب نقصا فادحا في الأمطار التي تعتمد عليها زراعة الحبوب.

 

وحسب معطيات ساقاها خلال اللقاء الإعلامي الدوري بالوزارة الأولى اليوم الجمعية فإنّ كميات الأمطار التي تهاطلت في الوسط الغربي والشرقي لا تتجاوز الـ40 أو 50 بالمائة من كميات الأمطار المسجلة خلال العشر سنوات الماضية.

 

أمّا مناطق الجنوب التي تشهد انحباسا ملحوظا للأمطار فلم تتجاوز كميات الأمطار المسجلة حتى تاريخ 10 جانفي الجاري الـ15 بالمائة من المعدل كميات الأمطار في الفترة المذكورة.

 

ويقول حليم بالحاج صالح إنّ المعدل العام لكميات الأمطار التي نزلت حتى تاريخ 10 جانفي لم تتجاوز 50 بالمائة من كميات الأمطار المسجلة خلال العشر سنوات الماضية، وهو ما سيكون له وقع سيئ على محاصيل الزراعات الكبرى إذا استمر انحباس الأمطار.

 

وهذا الموسم تمّ بذر 857 ألف هكتار من الحبوب مناطق الشمال، وهو ما يعادل 98 بالمائة من المساحات المبرمجة. أمّا الوسط والجنوب فإنّ عملية البذر تراجعت إلى 267 ألف هكتار، أي ما يمثل 42 بالمائة من المساحات المبرمجة.

 

وردّا على سؤال للمصدر حول التقديرات الرسمية للتراجع المحتمل الذي قد تسجله محاصيل الحبوب في صورة تواصل هذا الجفاف، يقول حليم بالحاج صالح إنه "من الصعب الآن تحديد نسبة التراجع".

 

ويوضح أن تقدير مستوى إنتاج الحبوب يكون عادة في شهر أفريل من كل سنة، مشيرا إلى أنّ هامش الخطأ قد يتجاوز 50 بالمائة إذا تمّ تقدير كميات الصابة لهذا الموسم من الآن.

 

وأكد أنّ أغلب محاصيل القمح يقع إنتاجها في مناطق الشمال الذي سجلت فيه كميات الأمطار نتائج جيدة بحوالي 90 بالمائة من معدل كميات الأمطار المسجلة خلال العشر سنوات الماضية.

 

ويرى أنه إذا تحسنت كميات الأمطار في الأيام المقبلة "ستتحسن الأمور"، مشيرا إلى أنّه في السنوات الماضية تمّ تسجيل نقص في كميات الأمطار لكن سمح نزول الغيث النافع في فترات متأخرة نسبيا من تحسين مستوى إنتاج الحبوب.

 

وبالتالي، يبقى تحسّن إنتاج الحبوب في تونس رهين نزول كميات هامّة من الأمطار خلال الفترة المقبلة، لا سيما في الجهات التي تعاني من نقص فادح في الأمطار، وهو الأمر الذي دفع بعض الفلاحين في تلك الجهات يخرجون في صلاة الاستسقاء.

 

يذكر أنّ معدل إنتاج الحبوب في تونس هو في حدود 18 مليون قنطار، ولو أنه تمّ في بعض المواسم تسجيل صابات قياسية تصل إلى 25 مليون قنطار.

 

لكن هذا لا يخفي تسجيل صابات متواضعة جدا نتيجة الجفاف الذي شهدته البلاد في سنوات ماضية، مما جعل مستوى إنتاج الحبوب ينزل ببعض المواسم إلى 12 و13 مليون قنطار.

 

وتعتبر تونس من البلدان المستوردة للحبوب باعتبار أن إنتاجها المحلي لا يغطي اكتفائها الذاتي، وهو ما يعمق الأزمة المالية للبلاد باعتبار أن بورصات الحبوب في الأسواق العالمية تشهد ارتفاعا ملحوظا مما يثقل كاهل الدولة ويؤثر على مدخرات الدولة من العملة الصعبة إضافة إلى ما سيولده ذلك من ارتفاع لأسعار المنتجات  المرتبطة بالحبوب في السوق المحلية.

 

من ناحية أخرى فإن تأثير انحباس تهاطل الأمطار على الحقول الزراعية سيؤثر على مداخيل الفلاحين الكبار والصغار، بينما تبقى الاعتمادات الموجهة لصندوق جبر الأضرار، الخاص بتعويض جزء من خسائر الفلاحين في حالة حدوث كوارث طبيعية مثل الجفاف والفياضانات، متواضعة ومحدودة جدا، وهو ما يستدعي من وزارة الإشراف ورئاسة الحكومة الانتباه إلى هذا الموضوع واستباق الأزمات.

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.