تفاقم ديون الخطوط التونسية وشركات النقل العمومي تجاه “عجيل” ومعاملة من “الدرجة الثانية” (حصري)

صرّح الحبيب ملوح المدير المركزي لاستغلال وتوزيع المحروقات بالشركة الوطنية لتوزيع البترول (عجيل) في حواري حصري مع المصدر أنّ الديون المتخلّدة بذمّة شركات النقل العمومية بلغت عام 2012 نحو 120 مليون دينار، منها 15 مليون دينار ديون متخلدة بذمّة الخطوط التونسية التي تتأخر لأوّل مرّة عن تسديد ما بذمتها…



تفاقم ديون الخطوط التونسية وشركات النقل العمومي تجاه “عجيل” ومعاملة من “الدرجة الثانية” (حصري)

 

صرّح الحبيب ملوح المدير المركزي لاستغلال وتوزيع المحروقات بالشركة الوطنية لتوزيع البترول (عجيل) في حواري حصري مع المصدر أنّ الديون المتخلّدة بذمّة شركات النقل العمومية بلغت عام 2012 نحو 120 مليون دينار، منها 15 مليون دينار ديون متخلدة بذمّة الخطوط التونسية التي تتأخر لأوّل مرّة عن تسديد ما بذمتها.

 

وبالنسبة إلى الدّيون المتبقية، التي لم يقع تسديدها بعد من قبل حرفاء (عجيل)، والمقدرة بقيمة 105 مليون دينار، فهي متخلدة بذمة شركة نقل تونس والشركة التونسية للسكك الحديدية التي تشتري مادة المازوط من (عجيل).

 

وعانت (عجيل) منذ سنوات طويلة من تأخر استخلاص مستحقاتها من شركات النقل العمومية، حسب قول الحبيب ملوح (في الصورة)، الذي أفاد بأن حجم الديون غير المستخلصة بلغ 200 مليون دينار من سنة 2006 إلى 2011.

 

وتوزعت تلك الديون المتراكمة بين شركة نقل تونس (126 مليون دينار) والشركة التونسية للسكك الحديدية وبطاح قرقنة.

 

وقد تمّ استرجاع تلك الديون عام 2011 خلال حكومة السبسي واستطاعت فيما بعد (عجيل) دفع ما تخلد بذمتها من ديون تجاه الشركة التونسية لصناعات التكرير (ستير) التي تزودها بالمحروقات.

 

ورغم دور المرفق العام الذي تلعبه (عجيل) في توزيع المحروقات على شركات النقل العمومية دون انقطاع حتى عند حصول تأخير في استخلاص مستحقاتها، ضمانا لتوفير خدمات النقل العمومي للمواطنين، إلا أنها تبقى غير مدعومة من قبل الشركات الوطنية، الشيء الذي أضرّ بمردوديتها.

 

إذ لا تمنح شركات النقل العمومي بما فيها الخطوط التونسية أي تمييز تفاضلي لشركة (عجيل) عند طرح طلبات العروض من أجل تزويدها بالمحروقات أو الزيوت رغم أن (عجيل) ليست على قدم المساواة مع شركات المنافسة من ناحية المعاملات.

 

والعام الماضي لم تمنح الخطوط التونسية لـ(عجيل) سوى حصة بـ40 بالمائة من صفقة تزويدها بوقود الطائرات (الكيروزان)، مقابل 60 بالمائة إلى شركة (طوطال)، حسب قول الحبيب ملوح.

 

وخشية أن تقطع عليها شركة (طوطال) تزويدها بالوقود تقوم الخطوط التونسية بتسديد ديونها نقدا، في حين لا تأبه كثيرا إن تأخرت في دفع مستحقات (عجيل) التي تزودها بالوقود دون انقطاع.

 

وتنافس شركات (طوطال) و(فيفو) و(أويل ليبيا) شركة (عجيل) في السوق التونسية، وهي شركات عالمية لها قدرة تنافسية كبيرة ولا تستثمر إلا في الأماكن ذات الجدوى الاقتصادية على عكس (عجيل).

 

فعلى سبيل المثال لا تتواجد (طوطال) في بعض المطارات التونسية التي تعاني من نقص كبير في نشاطها مثل مطار طبرقة وتوزر، على عكس (عجيل) التي تزود جميع المطارات التونسية بالمحروقات دون استثناء، وهو تواجد استراتيجي لكن له كلفة إضافية حسب تعبير الحبيب ملوح.

 

أما فيما يتعلق بشركات النقل العمومي البري فالحال لا يختلف كثيرا عن الخطوط التونسية. فرغم أن (عجيل) تجيب بمفردها على طلبات العروض التي تطرحها تلك الشركات للتزود بالمحروقات نظرا لأنّ الشركات المنافسة تتهرب من شركات النقل البري لتباطؤها في تسديد ديونها، ومع ذلك لا تحظى (عجيل) بأي تمييز تفاضلي خاصة في بيع مادة الزيوت.

 

ويقول الحبيب ملوح للمصدر "نحن نعيب بكل لطف على شركات النقل العمومي لأنها لا تتعامل معنا كشريك استراتيجي"، مضيفا "إذا لم تدعمنا هذه الشركات في شراء مادة الزيوت التي لها مردودية على شركة عجيل وتخيّر التزوّد من بقية المنافسين فلا يمكن أن نطوّر مردودية عجيل".

 

ودعا إلى ايجاد صيغة تشريعية في قانون الصفقات حتى يصبح بإمكان شركات النقل العمومي البري طرح طلبات عروض للتزود بالمحروقات والزيوت في آن واحد.

 

ويقول الحبيب ملوح "هم مطالبون بدعم شركة عجيل لأنهم يجدونها في أحلك الأوقات كما أنها لا تستعجلهم في دفع مستحقاتها في حال حصول تأخير في الدفع".

 

حاوره خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.