المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس: تبادل لتجارب الشعوب وحراك جمعياتي كبير ومطالب لشطب ديون تونس

تستمر أنشطة المنتدى الاجتماعي العالمي لليوم الثاني على التوالي بالمركب الجامعي بالمنار الذي تحوّل إلى ما يشبه قرية عالمية تجمعت فيها مختلف الحضارات والأجناس للتباحث حول إستراتيجيات عمل من أجل عالم مغاير.
..



المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس: تبادل لتجارب الشعوب وحراك جمعياتي كبير ومطالب لشطب ديون تونس

 

تستمر أنشطة المنتدى الاجتماعي العالمي لليوم الثاني على التوالي بالمركب الجامعي بالمنار الذي تحوّل إلى ما يشبه قرية عالمية تجمعت فيها مختلف الحضارات والأجناس للتباحث حول إستراتيجيات عمل من أجل عالم مغاير.

 

أشغال اليوم الأول للمنتدى الذي ينتظم تحت شعار "عالم آخر ممكن" كانت مكثفة بمشاركة 4 آلاف جمعية ونقابة دولية علاوة عن أكثر من 1700 جمعية تونسية وقد تمحورت حول ورشات العمل والندوات الفكرية ومعارض الصور والتعريف بأنشطة المنظمات في جو من الموسيقى والأنغام والرقص والهتافات.

 

المصدر التقى على هامش اليوم الأول عددا من المشاركين التونسيين والأجانب ورصد مواقفهم من المنتدى والتنظيم.

 

فاطمة التومي مهندسة تونسية وناشطة بجمعية خيرية:

 

تقول "فاطمة" إنها  أنشط بالأمانة العامة للعمل الخيري والتطوعي وهي جمعية تونسية تمثل شبكة من الجمعيات تنضوي تحتها 192 جمعية أهمّ ما تقوم به هو التشبيك بين الجمعيات ذات الطابع المدني والتنموي والمساعدة على تركيز العمل الميداني.

 

وعن الهدف من مشاركة جمعيتها للمرة الأولى تقول إن أهداف المشاركة للأمانة العامة هي إتاحة الفرصة لكل شبكاتها حتى يكونوا متواجدين في المنتدى الاجتماعي العالمي بغية التواصل مع الآخر واكتشاف بقية الحضارات والتجارب والاستفادة منها. 

 

وتضيف "أهداف المشاركة هي أيضا تعبير عن مساندتنا للمبادئ لهذا المنتدى في ورؤيته في مقاومة الهيمنة والامبريالية وخدمته للإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحق التواجد ضمن الاختلاف والحوار".

 

وبشأن قدرة المنتدى على تفعيل نشاط المجتمع المدني بتونس ترى "فاطمة" أنّ تجاربه المتلاحقة حتى ولو أنه ليس لديه صبغة المؤسسة ولا يقدر على الخروج ببيان ختامي إلا أنه يساهم في صنع فكر وحراك وهذا الحراك سيترجم في الواقع التونسي بعد المنتدى وانفجار في العمل الجمعياتي وفي وعي اكبر وانفتاح في العلاقات الإنسانية وفي علاقة المواطن بالدولة.

 

أدريان زوادي طالب وناشط حقوقي من جمهورية الكنغو الديمقراطية:

 

يقول "أدريان" إنه ينشط في جمعية حقوقية تهتم بقضايا الشباب وحقوق الإنسان والديمقراطية بكنشاسا. وهذه أول مشاركة له في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعتبره فرصة كبيرة لكل النشطاء في العالم وكل من يسعى للتغيير نحو الأفضل بفضل تبادل الأفكار والرؤى والتجارب بين مختلف الأجناس والحضارات وتشبيك العلاقات الإنسانية.

 

ومن بين الشعارات التي يرفعها أدريان في المنتدى هو القضاء على الميز العنصري والتفرقة بين الأجناس البشرية، قائلا "لا يوجد عرق أسمى من عرق آخر فكلنا بشر ولينما نفس التفكير ونسكن في نفس العالم لذلك لا يجب أن نكرس التمييز بل بالعكس علينا أن نكون متضامنين لنبني غدا أفضل للأجيال القادمة".

 

وعن قدرة المنتدى على ممارسة ضغط أدبي على الأنظمة من أجل تحسين ظروف العيش وتحقيق التنمية والكرامة للجميع يرى "أدريان" أن المنتدى قادر على إعطاء شحنة كبيرة للمنظمات المدنية حتى تلعب دور السلطة المضادة. ويقول "المجتمع المجني هو البديل الوحيد لتغيير سياسات الأنظمة تجاه شعوبها حتى تعمل على تحقيق مطالبهم وحقوقهم".

 

عمر عبد الحفيظ صحفي بالإذاعة الوطنية المغربية:

 

يقول "عمر" إنه أعجب بتنظيم المنتدى رغم جسامة المسؤولية الملقاة على تونس التي تمر بفترة انتقالية صعبة وهو ما أعطاه انطباع بأن هناك تحول سلس بتونس رغم ما يلزمه من وقت، وفق تعبيره.

 

ويرى أن تنظيم هذا المنتدى شيء مهم جدا هذا المنتدى مهم جدا لأنه يطرح قضايا حقيقية تهم التنمية والاقتصاد وحرية التعبير وهي قضايا استنهضت الشعوب العربية خاصة التي وقعت فيها الثورات العربية، مضيفا أن تونس قادرة على الاستلهام من مختلف التجارب المشاركة في المنتدى.

 

وعلى عكس بقية الملتقيات الرسمية يعتقد "عمر" أن النقاش في المنتدى الاجتماعي يتسم بالحرية والديمقراطية وهو ما يسمح بتلاقح التجارب وتبادل الخبرات بين الشعوب والاستلهام من تجارب الدول التي شهدت تجارب هامة مثل الهند ودول أمريكا اللاتينية والدول الأوروبية خصوصا، وفق قوله.

 

غيمون دولاغين ناشطة بجمعية فرنسية تطالب بشطب الديون:

 

تقول "غيمون" إنها تنتمي إلى جمعية "أتاك" (ATTAC) التي تطالب بشط ديون البلدان الفقيرة وخصوصا بلدان ما يسمى بالربيع العربي، مضيفة أنها تعمل مع جمعيتها على الضغط على السلطات الفرنسية لإلغاء ديون تونس التي لم يتمتع بها الشعب وعادت منافعها إلى النظام السابق لوحده.

 

وقد عبّرت عن استيائها من السياسة الفرنسية التي تسعى لتحويل جزء من ديون تونس إلى مساعدات تنموية، مشيرة إلى أنّ تلك الخطوة يمكن أن تستفيد منها الشركات الفرنسية وطالبت بإلغاء الديون التي لم يستفد منها الشعب التونسي والتي عادت بالفائدة على النظام بن علي.

 

وعن مشاركتها في المنتدى تقول "غيمون" إنها المشاركة الأولى لها، مشيرة إلى أنها استغلت قرب فرنسا من تونس للحضور.

 

وبشأن تقييمها للتنظيم تقول إن أصدقائها الذين شاركوا سابقا في منتدى داكار عبروا عن إعجابهم بالتنظيم التونسي مقارنة بما وقع في داكار لكنها كشفت عن وجود بعض النواقص المتعلقة بالترجمة باعتبارها لا تتقن اللغة العربية ولا الانجليزية.

 

وترى "غيمون" أن المنتدى الاجتماعي العالمي يمثل وعاء هاما لتبادل الخبرات والتجارب وتشبيك العلاقات، معتبرة أنه عمود الفقري لمنظمات المجتمع المدني الدولية وأعربت عن أملها في أن يلهم الجمعيات المدنية في تونس لتكثيف نشاطها من أجل التعبير عن مطالبهم.

 

وتقول "هناك مشكل مطروح حاليا في تونس أكثر من المسائل الاجتماعية وهو الثنائية بين الإسلام واللائكية"، مشددة على أنه يجب قلب هذه المعادلة من أجل التركيز أكثر على مشاكل التنمية والتشغيل والتعليم وغيرها.

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.