مكي هلال يردّ على تهديدات عماد الدايمي: زمن إرهاب الصحفيين ولى..

كتب مكي هلال المذيع والصحفي التونسي في قناة البي بي سي البريطانية رسالة نشرها على صفحته بالفايس بوك ووجهها إلى عماد الدايمي الأمين العام لحزب المؤتمر ورئيس ديوان الرئيس المؤقت

مكي هلال يردّ على تهديدات عماد الدايمي: زمن إرهاب الصحفيين ولى..

 
 

كتب مكي هلال المذيع والصحفي التونسي في قناة البي بي سي البريطانية رسالة نشرها على صفحته بالفايس بوك ووجهها إلى عماد الدايمي الأمين العام لحزب المؤتمر ورئيس ديوان الرئيس المؤقت، يرد فيها على ما اعتبره تهديدا ضده بعدما كشف سابقا بأنه لم يتحصل على تصريحات أيّ مسؤول في القصر الرئاسي يردون فيها على الانتقادات الموجهة للمرزوقي بعد تصريحاته بشأن من يتطاول على قطر. المصدر يعيد نشر نص للقراء:

 

السيد عماد الدائمي المحترم،

 

خلت أننا تجاوزنا عهد تهديد الصحفيين بعد أن أتت بكم الثورة لعتبات القصر وواجهة العصر لكنك تهددني هنا أيها الصديق، في حين أني اعتمدت مسارا مهنيا واضحا في مساعدة الزملاء ولا أبحث عن بطولات أو تصفية حسابات.

 

أولا لأن هذا الأمر ليس دأبي في العمل وثانيا لأني ببساطة لم أكن منشط الحلقة بل ساعدت في الإنتاج، ولدي زملاء شهود من مشرفة البرنامج الإخباري إلى الصحفي الذي أجرى الاتصالات وهي كلها موثقة، وهم من طلبوا مني ذلك حين لم يصلوا إلى أحد من دائرة الرئيس أو حزبه، وهم من اتصلوا بك وبغيرك ولديهم توقيت المكالمات والأشخاص الذين اتصلوا بهم واتصلت أنا أيضا ولم يردوا ومنهم من اعتذر مثلك أنت.

 

ثم إنه بمعايير الأخبار-وهي عمل يومي– 3 أو 4 ساعات قبل موعد الحوار ليس وقتا وجيزا فالبرامج الإخبارية تحدد مواضيعها في يومها وليس كالبرامج الأخرى التي يمكن أن يستدعى فيها الضيف قبل يوم أو يومين، وليس هناك أي عداء أو حقد سياسي مني وعند  مجيء المرزوقي كنت من أكثر المرحبين به نظرا لتاريخه وكتبت له رسالة مطولة حينها،تناقلتها الكثير من المواقع والصحف، أما الموقف اليوم فيقدر بحصيلة المنجز وهو ضعيف ويجمع حوله أغلب التونسيين أما تردد الخطاب الرئاسي فهذا بات شبه متفق عليه بين التونسيين والمراقبين(حتى الحقوقية صديقة المرزوقي فيوليت داغر انتقدت حديثه عن المشانق وهو يتناول موضوع المعارضة).

 

وما عاصفة الغضب الشعبي التي أثارتها تصريحاته الأخيرة بالحديث عن الضمير والقانون إلا خير دليل، ثم إن حديثك عن الكذب والافتراء مردود عليك فهذه ليست أول مرة، إسأل موظف الاتصالات الهاتفية في القصر منذ نحو شهرين كيف بقيت أنتظر لمدة ساعة وهو يحولني علي مكتبك وأنت لا ترد وأقدر انشغالك فحولني لمكتب السيد عدنان منصر ونفس الشيء حصل فطلبت متحدثا آخر قال لي بالحرف كلهم لا يردون من هواتهفم الجوالة ومن مكاتبهم.

 

إن من لا يدير بشكل جيد الموضوع الاتصالي داخل حزبه لن يستطيع إدارة الملف مع الإعلاميين من الخارج ولدي شهادة أخرى من صحفية تونسية بالإذاعة الوطينة قالت نفس الشيء، ثم إن عدم التعاطي مع بي بي سي وفرانس 24 بات واضحا بل هو توجه عام في الحزب حسبما أخبرني به صديق قديم من المغادرين للحزب مؤخرا، وما حدث مع صفوان قريرة مراسل فرنس 24 هو خير دليل (من يفتري على الناس ويقول إنهم أطردوه من عمله وهذا غير صحيح؟)..

 

أمامك إذن إدارة البي بي سي إن كنت تظن أن ذكر ديوان الرئاسة فقط هو موجب للخوف والرعب حتى أعتذر عما لم أفعل، كما يقول درويش، أقول لك هذا الزمن ولى، ونحن هنا في دولة قانون وتصرفنا بمهنية وحرصا على التوازن، لكن أن يطلع عليك أحدهم ويهددك ثم يبتزك بما كتبت إنارة للرأي العام حتى يفهم سبب وجود فيولات داغر (الناشطة الحقوقية اللبنانية وخليفة المرزوقي على رأس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في باريس ) فهذا أمر غريب.

 

وان لا يدافع عن المرزوقي احد من فريق الرئاسة فهذا ما لم أتوقعه. كان يجدر صرف الوقت والطاقة في ترتيب البيت الاتصالي المتعثر في الرئاسة وفي الحزب لا التهجم على الآخرين وتهديدهم وبالمناسبة هذا الموقف حدث أيضا مع زميل آخر في القسم الأنجليزي اتصل مرارا ووعدوه بالعودة إليه ولم يفعلوا، لذلك كما قلت الأمر ليس ضدي شخصيا بل هو توجه عام في الحزب وفي دائرة الرئيس الضيقة.

 

على ما يبدو، وليس من حقكم أن تختاروا أن تهرلوا لقنوات دون غيرها فقط لأنها تناسب هواكم وهوى الترويكا (وأنت تفهم قصدي هنا بالتأكيد)، هذا ليس من حقكم لأن من حق الشعب والرأي العام أن يستقي المعلومة أيضا من مصادر مستقلة ومختلفة حتى يكون فكرته ورأيه دون تأثير أو توجيه أو أحادية في المصدر.. هذا إن كنتم أصلا تؤمنون بحرية الصحافة ودور السلطة الرابعة في إنارة الناس،وغضبتك هذه لا تعكس من هذه الروح الديموقراطية الكثير في الحقيقة.

 

ملاحظة أخيرة: دروس المهنية والحياد والحس المدني يصعب قبولها ممن يختم حديثه بعبارة "البادئ أظلم" غير المدنية والتي لا تعكس غير عقلية قديمة وثأرية تختزل كل شيء في دائرة الفعل ورد الفعل المتشنج وغير الهادئ أو المتحفظ، بالنظر إلى حجم المسؤولية وإكراهات المنصب في إدارة ديوان الرئاسة.

 

ودام عزك سيد عماد الدائمي

 

بقلم مكي هلال مذيع وصحفي تونسي في قناة البي بي سي

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.