غياب السبسي عن انطلاق حملة “ارحل” ليس لدواعي أمنية بل لحسابات سياسية بحتة

شكَل غياب رئيس حركة نداء تونس الباجي القائد السبسي عن انطلاق حملة “ارحل” التي انطلقت يوم السبت 24 أوت 2013 لتتواصل إلى غاية يوم 31 أوت الجاري، الحدث البارز في ساحة باردة مقر اعتصام الرحيل حيث تم تأكيد في البداية حضوره وإلقاءه لكلمة في الغرض…



غياب السبسي عن انطلاق حملة “ارحل” ليس لدواعي أمنية بل لحسابات سياسية بحتة

 

شكَل غياب رئيس حركة نداء تونس الباجي القائد السبسي عن انطلاق حملة "ارحل " التي انطلقت يوم السبت 24 أوت 2013 لتتواصل إلى غاية يوم 31 أوت الجاري، الحدث البارز في ساحة باردة  مقر اعتصام الرحيل حيث تم تأكيد في البداية حضوره وإلقاءه لكلمة في الغرض .

وحسب ما أفاد به بعض قادة حزب حركة نداء تونس والمنظمين للحملة يوم السبت في ساحة باردو فأن غياب السبسي كان نتيجة لدواعي أمنية وهو ما جعل قياديي جبهة الإنقاذ يخيرون عدم حضوره وتعويضه بمحسن مرزوق لإلقاء كلمة بدلا من السبسي .

والثابت والمتأكد أن الدواعي الأمنية لم تكن هي السبب الحقيقي لهذا الغياب بل أنه مرتبط بأسباب سياسية بحتة لها علاقة وطيدة بسير المفاوضات بشأن إيجاد حل للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، فقد أفادت مصادر مطلعة من داخل حركة نداء تونس أن الباجي قائد السبسي منشغل بالمفاوضات مع شركائه في جبهة الإنقاذ والاتحاد من أجل تونس بخصوص سير المفاوضات حول حل الحكومة وتحديد رزنامة عمل المجلس التأسيسي .

كما أوضحت ذات المصادر أن السبسي يواصل المفاوضات والمشاورات مع حزب حركة النهضة التي بدأت في العاصمة الفرنسية باريس حيث جمع لقاء أول ومهام بين راشد الغنوشي والسبسي، وتأكيدا على العلاقة الجيدة التي أصبحت تجمع أهم وأبرز حزبين في تونس ما صرَح به راشد الغنوشي مساء الأحد على قناة "نسمة" الخاصة من أن الجليد قد ذاب بين الطرفين متعهدا بتمرير قانون تحصين الثورة بعد الانتخابات القادمة بما يعني السماح لحزب نداء تونس الذي حوله شبوهات بضمه للعديد من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي .

وبناء على ما تقدم فإنَ الباجي قائد السبسي قام بدوره بمناورة سياسية في خضم الأزمة السياسية الحاصلة على غرار بقية الفرقاء السياسيين الذي تتضارب أرائهم ومواقفهم من أجل إيجاد مخرج للوضع الذي آلت أليه البلاد .

// عدد متواضع من المشاركين في حملة ارحل //

وبالرجوع إلى انطلاق حماة "أرحل " يوم السبت الفارط التي علق عليها المنظمون آمالا كبيرة من حيث التعبئة وتجميع المواطنين الرافضين لحكومة النهضة فإن العدد وبشهادة بعض قادة جبهة الإنقاذ من النواب المنسحبين، لم يكن في مستوى الآمال والتطلعات فقد صرح أحد النواب عن الكتلة الديمقراطية أن عدد المشاركين الذي بلغ في حدود 10 ألاف مشارك .

فقد قال هذا النائب بصريح العبارة : ليس بهذا العدد المتواضع من المواطنين سنسقط حكومة النهضة معبرا عن خيبة أمله في عدم توافد حشود كبيرة مساء السبت على ساحة باردو .

وبالمقابل اعتبر أحد قياديي نداء تونس أنَ العدد المتواضع من المواطنين الذي جاؤوا لاعتصام الرحيل ليس فشلا ذريعا وأن العدد يعد محترما مفسرا أنه من الصعب أن يتم تجنيد وتعبئة المواطنين والمتعاطفين مع حملة "ارحل " يوميا وبنفس النسق اليومي من العمل المضني والمرابطة في ساحة باردو .

// القصبة بعد باردو //

أعلن عدد من قياديي جبهة الإنقاذ والنواب المنسحبين من المجلس التأسيسي خلال مهرجان خطابي انتظم بمناسبة حملة ارحل، أن الخطوة التصعيدية القادمة ستتمثل في انتقال اعتصام الرحيل من ساحة باردو إلى ساحة القصبة مقر الحكومة وذلك يوم 31 أوت الجاري بعد انتهاء حملة أرحل،في خطوة للضغط أكثر على الحكومة ومن رائها حركة من أجل الاستجابة للمطالب التي اعتبروها أنها شعبية وليست حزبية .

رياض بودربالة

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.