تونس: مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة

لقد تجوّلت في عدّة مناطق و قد أثار استغرابي بل لقد صدمت عندما رأيت عدّة مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة، و عندما أرى مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة لا يمكنني أن أقول إلاّ أنّ المؤسسين و المشرفين و كذلك النّاشطين في تلك الأحزاب ليس لهم شيئا من الوطنيّة و حب الوطن، و كلّ ما يقولونه …



لقد تجوّلت في عدّة مناطق و قد أثار استغرابي بل لقد صدمت عندما رأيت عدّة مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة، و عندما أرى مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة لا يمكنني أن أقول إلاّ أنّ المؤسسين و المشرفين و كذلك النّاشطين في تلك الأحزاب ليس لهم شيئا من الوطنيّة و حب الوطن، و كلّ ما يقولونه عن الوطنيّة و حبّ الوطن هو مجرّد ألفاض لا تتجاوز حناجرهم و لا يغدوا أن يكون إلاّ كلاما من أجل التّسويق السّياسي، وهو في الحقيقة تشدّقا بالوطنيّة و حبّ الوطن من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو من أجل المزايدة على الخصوم السياسيين.

أيّها السّادة… أيّتها النّخب الغير منتخبة و الزّعامات المزعومة، كيف تفتحون و تفتتحون مقرّات حزبيّة لم ترفع عليها الرّاية الوطنيّة، حقّا أنّه ليس عندكم شيئا من الوطنيّة، فلو كنتم وطنيّون حقّا لما فعلتم هذا الفعل و لما ارتكبتم هذا الحمق، فكيف تتجرّؤون على فتح مقرّات حزبيّة و لم تفكّروا في إعداد ما يلزم لرفع الرّاية الوطنيّة عليها سواء كانت الرّسميّة منها أو الفرعيّة، فقد عاينت بعض المقرّات الرّسميّة و المركزيّة لبعض الأحزاب التّي لم ترفع عليها الرّاية الوطنيّة أمّا عن المقرّات الجهويّة والمحلّيّة فحدّث و لا حرج، و قد لاحظت هاته الملاحظة لبعض النّاشطين في تلك الأحزاب و المشرفين على تلك المقرّات، كما أنّني توجّهت بالنّقد لبعض القيادات الكبيرة في بعض الأحزاب و أكدّت عليهم ضرورة القيام برفع الرّاية الوطنيّة على مقرّاتهم الحزبيّة و طلبت منهم التفطّن لهذا الأمر، و حذّرتهم و أعلمتهم أنّني سأكتب مقالا في هذا الشأن و طلبت منهم رفع الرّاية الوطنية قبل أن أنشر هذا المقال و لكنّهم لم يفعلوا شيئا و لم يحرّكوا ساكنا، وإلى الآن العديد من مقرّاتهم لم ترفع عليها الرّاية الوطنية.

و أخيرا أقول كيف "لنخب" سياسية صدّعت رؤوسنا بالكلام عن الوطنيّة و حبّ الوطن و تتكلّم ليلا نهارا في الشّاشات و النّدوات عن الوطنيّة و حبّ الوطن و العمل من أجل تحقيق المصلحة الوطنيّة و خدمة الصّالح العام و الشّعب، و بعد ذلك تبخل ببعض الدّنانير من أجل شراء الرّاية الوطنيّة لترفعها فوق مقرّاتها الحزبيّة، و كيف بمن يتزعّمون المشهد السّياسي والأحزاب السّياسية أن يقبلون بالعمل و الاجتماع داخل مقرّات حزبيّة لا ترفع عليها الرّاية الوطنيّة، و هذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أنّهم لا يعيرون أي احترام للرّاية الوطنيّة التي هي رمز السّيادة و الوحدة الوطنيّة، و بالتّالي نقول لكلّ من قصّروا و لم يحرصوا على رفع الرّاية الوطنيّة على مقرّاتهم الحزبيّة، أنتم ليس لكم شيئا من الوطنيّة و كلّ ما تقولونه عن حبّ الوطن هو مجرّد كلام و تشدّق بالوطنيّة لا غير، و في النهاية أذكّر الجميع بقولة غاندي "كثيرون حول السّلطة و قليل حول الوطن"، و هذا ما نعيشه و نشاهده يوميا و للأسف لا نري إلا صراعا و تناحرا من أجل السلطة و الحكم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.