لا تؤثر الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ الصيف الماضي على المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فقط ولكنها تتعدى ذلك حسب الخبراء لتمس نفسيتنا ودواخلنا …فالتونسي اليوم مريض بما مرضت به البلاد من احتقان وعنف تجاوز كل الحدود المتعارف عليها في مجتمعنا.
والمتتبع لما يكتب وما ينشر خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل بلا منازع المرآة العاكسة لكل انفعالات التونسيين …
لا تؤثر الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ الصيف الماضي على المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فقط ولكنها تتعدى ذلك حسب الخبراء لتمس نفسيتنا ودواخلنا …فالتونسي اليوم مريض بما مرضت به البلاد من احتقان وعنف تجاوز كل الحدود المتعارف عليها في مجتمعنا.
والمتتبع لما يكتب وما ينشر خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل بلا منازع المرآة العاكسة لكل انفعالات التونسيين والتونسيات يلاحظ بسرعة علامات التشنج الواضحة في الخطابات وفي السلوكيات من كل الأطراف بدون استثناء ومما يزيد الألم أن تفاجئ أحيانا بتعليقات من بعض الذين يكمن شغلهم الأول في الاعلام مثل هذه الصحفية من التلفزة التونسية التي لم تتمالك أن تعلق على حرق مقر حركة النهضة بقفصة بالقول أنه إن لزم "سنحرق النهضويين أيضا" هكذا إذن…
ومن المثقفين المتابعين للصفحات الاجتماعية من يحاول قدر جهده مكافحة هذه الآفة والتشهير بالتناقضات الغريبة التي تكتسح أفكارنا بعد أن اكتسحت حياتنا اليومية ولكنهم يصطدمون بجدار عال من الممارسات الاقصائية..ونسوق هنا ما كتبته الاستاذة ألفة يوسف على جدارها بعد أن تساءلت منذ أيام عما يمكن أن نصف به دور اتحاد الشغل الذي ينفذ ثلاث إضرابات عامة في قفصة وقابس وسليانة ويقود الحوار الوطني في نفس الوقت ؟ ويبدو أن أحدهم لم يفهم عمق وأهمية تساؤل الأستاذة ألفة يوسف وطفق يسبها فعلقت كالتالي :
"على هامش تهجم احد مسؤولي منظمة تونسية على شخصي المتواضع لمجرد تساؤل مهذب حول جدوى الحوار الوطني، تذكرت انه في بلادي عندما تنقد بعض الأطباء يشتمك الأطباء، عندما تنقد حزبا يشتمك كل أعضائه، عندما تنقد بعض الأساتذة يشتمك كل الأساتذة، عندما تنقد رأيا، موقفا، فكرة، يشتمك كل المؤمنين بها… الخ….يا الهي كم كل أبناء شعبي ديمقراطيون لا سيما أولئك الذين يناضلون ضد الدكتاتورية، وأفهم تحمسهم لأنهم في واقع الأمر يناضلون ضد دكتاتوريتهم لا يستطيعون منها خلاصا…ثم نتساءل لماذا لنا أنظمة دكتاتورية؟؟؟.كما تكونون يولى عليكم…"
وكانت الأستاذة ألفة يوسف قد حاولت في تعليق آخر أن تتعمق في مغاور النفسية التونسية حسب ما يطفو منها من مواقف ..ووجدت أن من التونسيين من هم معارضون للحكم الحالي وهم يمثلون فئة مصابة بإحباط نفسي ، متشائمة من أي تغيير ومنتظرة أن يغرق البلد بأكمله والكلمات الشعار عندهم هي: "مشينا…تونس ضاعت …"
وهناك فئة أخرى هي فئة الإنكار وهي تصر على الاعتقاد أن الشعب التونسي الذي خرج بالآلاف وأسقط بن علي سوف يخرج الحكام الجدد أيضا وبدون أي يد خارجية وشعارهم :" كيما خرجنا بن علي توة نخرجوهم"
الفئة الثالثة تتسم بتفشي القلق ويصل بها انتظارها لكل الكوارث أنها لم تعد تستطيع استشراف أي مستقبل وشعارها في هذا " يلزم نهجو من ها اليلاد…"
وتوجد فئة ثالثة تتشبث بكل قوتها بعوامل الأمل وتطلق الأمل في الحوار الوطني ولو أن الشكوك كثيرة حوله …كما أن فئة أخرى تتلهى بالشماتة معلنة أن الدرس ضروري لل"أغبياء " الذين صوتوا لحزب النهضة ولنذهب جميعا للجحيم وشعارها " نستاهلو ودروس التاريخ ما هيش ساهلة.."
فلأي فئة تنتمي أيها القارئ التونسي السعيد؟