تونس: حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الشخصية الوطنية البارزة لسنة 2013

مع اقتراب انتهاء كل سنة تنشط العديد من الجهات ومنها بالخصوص وسائل الإعلام ومكاتب سبر الآراء من اجل معرفة آراء المواطنين وأهل الاختصاص حول شخصية معينة سواء تميزت بأدائها في مجال معين أو جلبت إليها الاهتمام طيلة العام بفضل ما قامت به من أعمال أو تعبير عن مواقف لقيت التجاوب…



مع اقتراب انتهاء كل سنة تنشط العديد من الجهات ومنها بالخصوص وسائل الإعلام
ومكاتب سبر الآراء من اجل معرفة آراء المواطنين وأهل الاختصاص حول شخصية معينة سواء
تميزت بأدائها في مجال معين أو جلبت إليها الاهتمام طيلة العام بفضل ما قامت به من
أعمال أو تعبير عن مواقف لقيت التجاوب.

وشهدت تونس خلال سنة 2013 العديد من الأحداث والتطورات بالأكيد لم تكن ايجابية
بالمرة لكونها تسببت في العديد من المآسي للشعب غير انه بالمقابل برزت شخصيات
خلال مجمل المراحل التي عرفتها تونس و لا سيما منها الفترات الحالكة والعصيبة
جلبت إليها الانتباه والاحترام.

ولن تعددت هذه الشخصيات وخاصة منها الشخصيات السياسية من منطلق ان هذا العام
طغت عليه الأحداث السياسية حتى أن الشعب كان يتنفس سياسة ويتابع كل المجريات
والتطورات،فإن هناك شخص ذاع صيته وبرز بشكل لافت لا سيما في الأشهر الأخيرة من
العام الذي سنودعه، وهو الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي
الذي رشحه شق كبير من التونسيين وعدد محترم من الساسة بان ينال لقب افضل شخصية
بارزة لسنة 2013.

لقد سطع نجم ابن مدينة السبيخة من ولاية القيروان ورجل التعليم خلال فترة
انعقاد الحوار الوطني في جميع مراحله من خلال حرصه الكبير على أن يكون الاتحاد
العام التونسي للشغل رمزا للوطنية وتغليب مصلحة البلاد وإخراجها من الأزمة
السياسية التي لا تزال تعصف بما اثر على جميع المجالات الحياتية وخاصة تعثر
انطلاقة الاقتصاد الوطني.

المتابع لفعاليات الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين لاحظ بالتأكيد حرص
العباسي رفقة بقية الرباعي الراعي للحوار على التجميع ولا التفريق والتمسك
بمبدأ الحوار خيارا لا محيد عنه من اجل إيجاد أرضية تجمع كل الأحزاب المشاركة
في الحوار والتوافق على إنهاء المرحلة الانتقالية بمساراتها الثلاثة.

الكل يتذكر أن العباسي تعهد بان يقع الإعلان عن نتائج الحوار يوم 14 ديسمبر على
الساعة منتصف النهار وانه سيصارح الشعب التونسي بمن افشل الحوار وأجهضه غير أن
موعد الإعلان تأخر لقرابة التسع ساعات لا لان العباسي فشل بمعية الرباعي الراعي
للحوار بل من اجل تمسكه بعدم دخول البلاد في متاهات جديدة تربك الوضع وتزيده
تعقيدا في صورة عدم التوافق على رئيس حكومة جديد.

وتنم هذه العملية عن وعي كبير من الرجل بالتحديات الجسام المطروحة أمام
التونسيين رغم أن بعض الأحزاب لم ترض بنتائج الحوار غير انه غلب مصلحة البلاد
على مصلحة الأحزاب.

موقف أخر يحسب للعباسي خلال سنة 2013 ويتمثل في إقرار الإضراب العام في تونس في
مناسبتين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تونس منذ الاستقلال إذ تم تنفيذ
الإضراب الأول بعد اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد
تنديدا بهذه العملية النكراء وانه طالب حكومة الجبالي بالتنحي بعد فشلها في
معالجة ظاهرة الإرهاب أما الإضراب العام الثاني فتم تنفيذه اثر اغتيال النائب
بالتأسيسي محمد البراهمي في صائفة هذا العام ومطالبته أيضا برحيل حكومة علي
العريض التي فشلت بدورها في مكافحة الإرهاب والقبض عن مرتكبي الاغتيالين.

على الصعيد النقابي توفقت المنظمة الشغيلة تحت قيادة حسين العباسي والفريق
العامل معه في المكتب التنفيذي في الحصول على العديد من الاتفاقيات المهنية
لفائدة عشرات ومئات الشغالين لعل أبرزها الإمضاء على اتفاق إدماج عملة المناولة
في الوظيفة العمومية مع مواصلة نضاله من اجل الحصول على الاتفاقيات الجديدة
وتمسكه بتنفيذ وعود تعهدت الحكومة المتعهدة بالاستقالة تنفيذها.

ولا احد ينسى التقارب التاريخي الذي حصل بين الاتحاد العام التونسي للشغل
والاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية المنظمتين
العريقتين واتفاقهما على التوافق في كل ما يهم المسائل المهنية والنقابية علاوة
على أنهما من أهم صناع صياغة العقد الاجتماعي وتوقيعه يوم 14 جانفي 2013.

إجمالا لعب حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل دورا
تاريخيا في مسيرة تونس بعد الثورة وساهم بشكل لافت في إجهاض محاولات إرباك
البلاد وسقوطها في سيناريوهات بعض الدول الشقيقة المجاورة بفضل وطنيته وقدرته
على الإقناع وجسم بان الاتحاد يظل الخيمة التي يجتمع حولها كل الفرقاء من اجل
مصلحة البلاد العليا.

رياض بودربالة

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.