خبراء في الأمن:حزب التحرير في تونس قد يكون من الخلايا الإرهابية النائمة ويمكن للحكومة حظره

جدّت وسط هذا الأسبوع الجاري حادثة جديدة في نوعها في مسألة مكافحة المؤسسة الأمنية لظاهرة الإرهاب تتمثل في القبض على شخصان ينتميان لحزب سياسي مرخّص له بصدد توزيع مناشير يشتبه في تورّط مضامينها في الدعوة الى القيام بأعمال إرهابية.
..



جدّت وسط هذا الأسبوع الجاري حادثة جديدة في نوعها في مسألة مكافحة المؤسسة الأمنية لظاهرة الإرهاب تتمثل في القبض على شخصان ينتميان لحزب سياسي مرخّص له بصدد توزيع مناشير يشتبه في تورّط مضامينها في الدعوة الى القيام بأعمال إرهابية.

وينتمي هذين الشخصين الذين تم القبض عليهما الى حزب التحرير في تونس الذي يترأّسه رضا بالحاج وأحالتهم النيابة العمومية بمحكمة تونس الابتدائية على أنظار إحدى الفرق الأمنية المختصة في القضايا الإرهابية وقررت إحالتهما بحالة احتفاظ للاشتباه في تورطهما في التحريض والمشاركة في ارتكاب جرائم ضد أمن الدولة ولها صلة بقانون الإرهاب.

و لتسليط الضوء على هذا الحادثة وتحليلها أجرى المصدر أحاديث صحفية مع خبراء في المجال الأمني تحدثوا ضمنها عن إمكانية حظر هذا الحزب وكشفوا علاقته بحركة النهضة.

حزب التحرير قد يكون من الخلايا الإرهابية النائمة

اعتبرت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول في حديثها مع المصدر خبر القبض على شخصين يوزّعان مناشير يشتبه بدعوتها الى القيام بأعمال إرهابية خطوة أمنية جيّدة تؤكد توجه المؤسسة الأمنية الى السيطرة على منابع الإرهاب و لى تحركات الجماعات المتطرّفة التي يمكن أن تكون لها علاقة بالأعمال الإرهابية في تونس.

وقالت بدرة قعلول "أن حزب التحرير قد يكون من الخلايا الإرهابية النائمة التي لها بالجماعات الإرهابية في تونس مشدّدة على ضرورة تتبّع أنشطة هذا الحزب جيّدا وتشديد المراقبة الأمنية عليه من طرف وزارة الداخلية.

كما أضافت محدثتنا أن حزب التحرير يرتكز على إيديولوجيا التطرّف الفكري قائلة "الجماعات التكفيرية المتطرفة تعلن انضمامها لحزب التحرير صراحة و دعوتها الى الخلافة هي دعوة صريحة لمحاربة اسس الدولة وإسقاطها لكن ازدواجية الخطاب لحزب التحرير تحاول ان تخفي الخطاب التحريضي والمتطرّف لعناصره وهناك إمكانية كبرى أن تكون شبكات تسفير الشباب التونسي الى سوريا لها علاقة مع قيادات حزب التحرير التي تدعو في مسيراتها الى الجهاد في سوريا".

من جانب آخر قال الأستاذ الجامعي والمختص في الأمن الشامل الدكتور نور الدين النيفر "لا أعتقد أن حزب التحرير خليّة إرهابية نائمة لأنه يتحرّك علنا و يعبّر عن مواقفه علنا وأنا لا أتصور أن المؤسسة الأمنية ستضيق الخناق على أنصار حزب التحرير في الفترة القادمة لان وحدات الامن تكافح الإرهاب وليس لها أي مشكل مع انصار هذا الحزب ".

حكومة مهدي جمعة يمكنها حظر حزب التحرير

في شأن إمكانية تتبّع حزب التحرير من طرف الحكومة بعد القبض على شخصين من المنتمين اليه يوزعون مناشير يشتبه في دعوتها الى القيام بأعمال ارهابية أفاد الدكتور نور الدين النيفر أنه يمكن للدولة حظر أي حزب سياسي تثبت إدانته في الدعوة الى القيام بأعمال إرهابية و يدعو الى رفع السلاح أو يحرّض على استعمال السلاح "فيفقد صفته كحزب سياسي ليصبح جماعة مارقة عن قانون الأحزاب ويدخل تحت طائلة المجلة الجنائية ويصبح عرضة للمساءلة والمتابعة القانونية والإدانة السياسية لان كل الأحزاب السياسية يجب لها أن تتقيّد بضوابط قانون الاحزاب يسارية كانت أو يمينيّة" .

ودعا نور الدين النيفر الحكومة الى ترشيد سلوك الأحزاب قبل حظرها وإجبارها على القيام بمراجعة بنقد ذاتي لبرامجها وأنشطتها.

وفي نفس السياق بيّنت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول أنه يمكن للحكومة اذا تأكدت من أن حزب التحرير يدعو عبر مناشير الى القيام بأعمال إرهابية حظره ومنعه من القيام بأي نشاط قائلة "أنه كان من المفروض عدم إعطاء ترخيص لهذا الحزب ".

حزب التحرير قريب من حركة النهضة وفيه شق متطرّف يريد إسقاط أنظمة الدولة

بيّن الدكتور نور الدين النيفر في تحليله لمكونات حزب التحرير أن هذا الحزب يتكون من 4 أطياف من بينهم طيف متطرّف جدا يريد اسقاط أنظمة الدولة ويجد فيه المتطرفين والمتشدّدين ملاذ لهم و طيف آخر مسالم جدا يدعو الى التفاعل مع المشهد السياسي في تونس وطيف ثالث يربط هذا الحزب بحركة النهضة ليكون حليفا له في الصراعات الفكرية للمشهد السياسي وطيف رابع يريد ان يكون حزب التحرير حزبا مستقلا و يؤسّس لنظرية الخلافة ويدين الديمقراطية و يناضل ضد الدولة المدنية

رضا بالحاج ينفي و يؤكد

أكّد رئيس حزب التحرير رضا بالحاج في تعليقه عن هذه الحادثة انه فعلا قد تم إيقاف شابين من حزب التحرير بعد توزيعهما لمناشير للحزب لكنه نفى ان تكون مضامين هذه المناشير لها علاقة بظاهرة الإرهاب .
واعتبر رضا بالحاج أن إيقاف شابين من حزب التحرير قد تم انطلاقا من دعاوي باطلة و نتيجة حسابات داخل بعض المجموعات الأمنية النقابية .

ونفى رضا بالحاج علاقة الوثائق بحوزة الشابين المنتميين للحزب اللذان تم إحالتهما إلى النيابة العمومية بالدعوة إلى الجهاد في سوريا مبينا أنه إنه تم التركيز في المناشير على الموارد الطبيعية ومسألة تأميمها والدعوة لمحاسبة الحكومة.

 


بسام حمدي


مقالات ذات العلاقة:

تونس: الأمن يلاحق أنصار حزب التحرير للاشتباه في تورطهم بالإرهاب

حزب التحرير يتهم ضمنيا الجزائر بالتورط في أحداث الشعانبي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.