تونس- استقالة الجبالي ضد النهضة أم من أجل السباق إلى الرئاسة؟

هل أن اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الكبرى بدأ يعصف بحركة النهضة ويلحقها بهذه الطريقة بمعضلة جل الأحزاب الوطنية التي قلما لم تعرف انشقاقات وانفصامات موجعة أحيانا ؟ على كل الأحوال فإن استقالة حمادي الجبالي التي جاءت مباشرة بعد اعلان رياض الشعيبي المستقيل قبله بقليل عن انشاء حزب البناء الوطني تؤكد هذا المنحى وإن اختلفت الحيثيات بالطبع…



هل أن اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الكبرى بدأ يعصف بحركة النهضة ويلحقها بهذه الطريقة بمعضلة جل الأحزاب الوطنية التي قلما لم تعرف انشقاقات وانفصامات موجعة أحيانا ؟ على كل الأحوال فإن استقالة حمادي الجبالي التي جاءت مباشرة بعد اعلان رياض الشعيبي المستقيل قبله بقليل عن انشاء حزب البناء الوطني تؤكد هذا المنحى وإن اختلفت الحيثيات بالطبع…

رياض الشعيبي كان واضحا عندما أعلن أن المنهج التوافقي الذي سارت فيه الحركة والذي أفضى إلى الانتهاء من الدستور وتشكيل حكومة محايدة والانطلاق في الفترة الانتقالية الثالثة والأخيرة ،خذلانا لمبادئ الثورة وأنه لهذه الأسباب يغادرها …ولكن الشعيبي ليس سوى قياديا من الصف الثاني ولم تعتبر مغادرته وحتى انشاؤه لحزب البناء الوطني بالمهمة جدا رغم إعلانه أن عددا من نواب الحركة في التأسيسي سيلتحقون به لتشكيل كتلة نيابية تكون هي الأولى الخارجة من صفوف النهضة منذ انتخابات أكتوبر 2011 …

ولكن إعلان حمادي الجبالي لاستقالته من الأمانة العامة عبر بيان على صفحته في الفايسبوك بعد أن بعث بها إلى الحركة جاء ليظهر هلى السطح ما كان مخبأ إلى حد الآن من استفحال الخلاف بين الأمين العام وجزء من القيادة النهضوية…وبينما اعتبر البعض أن هذه الاستقالة ليست سوى نتيجة حتمية للخلاف الذي أدى بالجبالي إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة في فيفري من العام الماضي يرجح البعض الآخر من المتابعين أن الأمور أكثر تعقيدا مما يبدو وأن الجبالي لن يستقيل من الأمانة العامة فقط وهو الذي يعتبر في حكم الغائب عنها منذ خروجه من القصبة …

الجبالي في تدخلاته الصحفية بعد الاستقالة لم ينف البتة أن الاستقالة تأتي في نطاق إعادة النظر في تموقعه السياسي الشخصي مشددا على أنه في خدمة بلاده سوى كان ذلك عبر حركة النهضة أو خارجها مثلما شدد الأمين العام المستقيل…ولم ينف حمادي الجبالي البتة اهتمامه بالاستحقاق الرئاسي واعتباره أن موقع رئاسة الجمهورية يظل الأفضل لمن يبتغي أن يؤدي دورا سياسيا محوريا في البلاد…

تعامل الحركة الاسلامية مع استقالة الجبالي وكيفية ردها عليها لم تتوضح بعد وسوف تنتظر حتما اجتماع مجلس الشورى وتروي الحركة في الموضوع مفهوم ومنتظر. خاصة وأن حركة النهضة مثلها مثل غيرها من الأحزاب تستعد حثيثا هذه الأيام للانتخابات القادمة وهي لم تنفك تؤكد ما التزمت به في خارطة الطريق مع بعدها التدريجي عن الاطروحات المتشددة لبعض أعضائها والمقربين منها في خصوص العلاقة مع نداء تونس وموضوع عزل التجمعيين وموضوع الجمع بين الرئاسية والتشريعية إضافة إلى بحثها عن التوافقات الضرورية للانتهاء من القانون الانتخابي..

الموقف المتريث من الجبالي مرتبط أيضا بغياب أي اختيار واضح لشخصية نهضوية للرئاسة مما يجعل ورقة الجبالي ورقة لا يستهان بها حتى في أصعب ظروف العلاقة بين الجبالي وبعض قيادات النهضة …ومن جهته فإن الجبالي لم يشأ الذهاب مباشرة إلى قطيعة كاملة مع الحركة مكتفيا بالاستقالة من الأمانة العامة ليترك الباب مفتوحا لكل الترتيبات الممكنة بخصوص الرئاسة مع الحرص على امتلاك ورقة توسيع جبهة مؤيدي ترشحه وهي الورقة الضرورية في كل مفاوضات مستقبلية مع مونبليزير …

وهكذا فمع اقتراب موعد الانتهاء من القانون الانتخابي سوف تتسارع وتيرة المخاض الانتخابي في كل الأحزاب والنهضة سوف تكون معنية من اللحظات الأولى بهذا المخاض …

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.