محمد كريشان يكتب : حوار مع اسرائيلي.. الحل دولة واحدة

من هو العدو الآن في نظر أغلب العرب برأيك؟
… سألني هذا الإسرائيلي.
ـ الاستبداد والفساد على ما أعتقد… هكذا أجبت.
ـ وإيران؟…



من هو العدو الآن في نظر أغلب العرب برأيك؟

… سألني هذا الإسرائيلي.

ـ الاستبداد والفساد على ما أعتقد… هكذا أجبت.

ـ وإيران؟

ـ ربما هي العدو في نظر جزء من العرب.

ـ وإسرائيل؟

ـ هي لم تغادر أبدا خانة الأعداء، يصعد ترتيبها وينزل حسب الظروف. هي كذلك في نظر الكل تقريبا.

ـ والسبب ؟

ـ لن أعود إلى التاريخ وسرد ما سمعتموه ألف مرة عن المظالم التي لحقت بالفلسطينيين. سأشير فقط إلى الفشل الأخير للمفاوضات. أنتم بصدد تضييع فرصة محمود عباس كما أضعتم قبلها فرصة ياسر عرفات لتسوية سياسية.

ـ وما الذي يمكن أن يخـلفه ذلك في النهاية؟

ـ إذا وصل كل الفلسطينيين إلى قناعة نهائية بأنكم لستم أهلا لتسوية مهما بدت متواضعة ، وهم قد وصلوا تقريبا إلى ذلك، وأنكم لم تبدوا أي تجاوب مع ما طرح رغم أنه الحد الأدنى المعقول لصفقة تاريخية، فستواجهون في المستقبل فلسطينيين آخرين لا قبل لكم بهم.

ـ ‘حماسب؟

ـ لا هم أقسى عليكم بكثير من احماسب وممن سبقها. لست قادرا على تحديد هويتهم لكنهم بالتأكيد قوم لم يسبق لكم التعامل مع أمثالهم.

ـ والحل برأيك؟

ـ مشروعان كاملان وصلا الآن إلى نقطة الاستحالة، حتى لا أقول الفشل، هما إسرائيل الكبرى أو حتى ابتلاع كامل فلسطين التاريخية، وكذلك تحرير فلسطين بالقوة من البحر إلى النهر.

ـ والعمل؟

ـ لا حل في النهاية إلا بدولة ديمقراطية علمانية على كامل فلسطين التاريخية تضم الجميع من يهود ومسلمين ومسيحيين ولا قيمة فيها إلا للمواطنة والقانون. قبل ذلك لا مفر من قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الضفة والقطاع مع القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة في انتظار نضوج أكبر لحل الدولة الواحدة.

ـ دولة واحدة؟!! هل هذا سهل؟!!

ـ لن يكون سهلا بالتأكيد وقد يأخذ الأمر جيلا آخر وحتى جيلين. عندما يولد جيل إسرائيلي وآخر فلسطيني لم يعيشا مرارات الاحتلال وذكريات القتل المتبادل ويختفي في المقابل الجيل المثقل بكل ذلك… ستصبح الأمور أكثر سهولة.

ـ ….. (صمت)

ـ أنظر إلى جنوب إفريقيا مثلا.. شباب من البيض والسود كلاهما فخور اليوم بأنه من جنوب إفريقيا وكلاهما لا يكن حقدا للآخر لأن لا ذنب له إطلاقا في ما حصل، ولأن كليهما ولدا على هذه الأرض ولا يعرفان غيرها.

من المثالية الحلم بذلك الآن ولكن هذا ما سيحصل برأيي في النهاية وكلما اختصرنا عذابات المقبل من السنوات يكون ذلك أفضل.

هذا الإسرائيلي شخصية مسؤولة وليس مواطنا عاديا. يسجل له أن استمع باهتمام ولم يقاطع ولم ينفعل حتى عندما ذكرت مثال جنوب إفريقيا المعبر للغاية. قبل أن أتركه قلت له ستتغير الخرائط في المستقبل بالتأكيد. عندها لن تحتفظ بهذه التي وراءك.
كانت عليها دولة إسرائيل على كامل فلسطين مع لون رمادي باهت يميز كامل قطاع غزة وبقعا صغيرة متناثرة في الضفة الغربية!! هذا هو الواقع المرير اليوم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.