تونس- بعد عملية أمس، هل يعلن جمعة في خطابه الحرب الكبرى على الارهاب وأنصاره في تونس ؟

tunisie-almasdar-terroriste-mehdi-jomaa-chaanbi

كان لوقع العملية الارهابية الأخيرة البارحة في منطقة التلة أثر الزلزال في تونس بحكم حجم الكارثة وعدد الجنود البواسل الشهداء والتطور النوعي للعملية الارهابية .لم نستطع بعد ولن نستطيع في المستقبل أن نتعود على آثار الارهاب وأن تعايش معه. وكل عملية جديدة تزيد من اقتناعنا الراسخ أن أبواب جهنم قد فتحت في البلاد وان إغلاقها سيأخذ من الوقت والجهد والأرواح والأموال الكثير والكثير…

سقط جنودنا البواسل شهداء وجرحى في الوقت الذي كانت آلاف العائلات التونسية أمام مأدبة الإفطار تنهي يوما من الصوم والعبادة بينما أخذ الجنود على حين غرة في كمين الإرهابيين الذين كانوا متربصين بهم..

وقد تبنت كتيبة عقبة ابن نافع التابعة لتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي عملية الهجوم على جيشنا الوطني في منطقة التلة بجبل الشعانبي بقذائف الار بي جي مغرب يوم الأربعاء 16 جويلية 2014 .وأوردت هذه الكتيبة على صفحتها بالفايس بوك ” اشتباكات مسلحة اليوم بين جند الطاغوت التونسي ومجاهدي كتيبة عقبة بن نافع تسفر عن عدد من الإصابات في صفوف الشرط والجنود”. وأضافت “”جرت عشية اليوم مواجهات مسلحة بين عدد من جند الطاغوت التونسي وعناصر من كتيبة عقبة بن نافع في جبل التلة بمنطقة الشعانبي من ولاية القصرين تم خلالها استعمال أسلحة ثقيلة مما أسفر عن وقوع إصابات بليغة في صفوف عناصر عسكر الطاغوت فيما لم تحدد بعد الحصيلة النهائية للمواجهات” وفق هذا التنظيم الارهابي.

وقد رصدت بعض الصفحات على الشبكات الاجتماعية ما يعتقد أنه احتفالات من قبل بعض المتشددين بما لقيه جنودنا الشهداء والأسرى وإن دل هذا على شيء فهو يدل أولا وبالذات أن اختراق الارهابيين لمجتمعنا ليس وهما كما يذهب إلى ذلك المشككون .وتجدر الإشارة هنا إلى ما صدر من أخبار عن قيام وزارة الداخلية أول هذا الأسبوع بعزل أكثر من مائة عون أمن من مختلف الرتب والأسلاك للاشتباه في علاقتهم بالإرهابيين.

ولئن أعلنت رئاسة الحكومة عن عزم مهدي جمعة التوجه بخطاب للشعب عقب هذه الأحداث وعن خلق خلية أزمة في رئاسة الحكومة واعتماد تنسيق إعلامي ثلاثي بين رئاسة الحكومة والداخلية والدفاع فإن عمق السؤال يتجاوز بكثير هذه الجزئيات. وما من شك أن الابعاد السياسية للفترة السابقة مع حكم النهضة وتساهلها في التعامل مع السلفيين والأبعاد الجيوستراتيجية مع ما يحدث في ليبيا وفي مالي وفي سوريا والعراق كل هذا له الدور الكبير في تقوية شوكة الارهابيين التونسيين بالدعم المعنوي والسياسي واللوجيستي إضافة إلى تواصل شبكات التمويل عبر التهريب وعبر الجمعيات المشبوهة وعبر الشبكات المتطرفة العديدة والمختلفة…

ولئن كان لتماسك المجتمع التونسي وعدم قابليته الكبيرة للاختراق من قبل التيارات المتشددة دينيا وانفتاحه التاريخي وحداثته الدور الكبير في فشل أنصار الشريعة في التمركز والانتصار على قوات الأمن والجيش فإن الوقت قد حان أيضا لعملية فرز سياسي كبيرة ولإعلان الحرب كاملة على الارهابيين ومن يساندهم ومن يتشيع لهم ومن يفرح بأفراحهم ومن يمولهم ومن حتى يتعاطف معهم. وهذه الحرب يجدب أن تبدا أولا وبالذات من خلخلة المجلس الوطني التأسيسي الذي لا يزال يناقش حتى البارحة وجنودنا يسقطون غدرا تحديد مفهوم للإرهاب في القانون الجيد لمكافحته.

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.