تونس: كيف تحارب النخبة التونسية وتجيب الارهاب على الفايسبوك؟

terorisme

لا يزال وقع العملية الارهابية في هنشير التلة بالشعانبي واضح المعالم على تعبيرات المجتمع التونسي المختلفة رسمية كانت أم شعبية أم نخبوية…وهذه التعبيرات تختلف باختلاف الوسط الاجتماعي والفئة العمرية والاجتماعية والجغرافية..وبغض النظر عن كل التعليقات التي استهدفت ردود وكلمات الرؤساء الثلاثة اختلانا لكم مقتطفات من تعليقات النخبة الفكرية التونسية عبر بعض التعليقات على صفحات الفايسبوك خاصة بحكم انتشاره الواسع …وفي هذه المقتطفات نقف على المحاورالكبرى التي تشد اهتمام النخب في تعاملها مع ما تشهده البلاد…
فقد كتب الاستاذ محمد شلبي, الاستاذ بمعهد الصحافة الذي لا ينفك في صفحته على الفايسبوك يتحفنا بأعمق الملاحظات المهنية منها والسياسية كتب يقول غاضبا:
” لو كنت إرهابيا
أقولها للمرة الألف، لو كنت إرهابيا في هذا الظرف و رأيت النواب في المجلس يقولون إنهم غير متفقين على تعريف الإرهاب سأفهم أنها رسالة قوية “واصل في قتل الجنود فأنت غير معني بالإرهاب”.
ويواصل الأستاذ محمد شلبي في تدوينة أخرى متابعة للأولى :
“لو كنت…
لو كنت نائبا في التأسيسي لسألت العاجزين منهم كيف تسمحون لعلي العريض في أوت 2013 بإعلان أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا و أنتم غير متفقين على مفهوم الإرهاب بناءً على ماذا ؟
و لو كنت مواطنا صالحا لاعتصمت أمام مجلسٍ لأسائل حكومةً تتصرف تحت إمرته بما لا يقبله و لا يتفق مع قناعاته ؟
و لو كنت عضوا في أنصار الشريعة لأقمت دعوى على حكومة على العريض التي صنفتني إرهابيا و الحال أن السلطة الأعلى في البلاد رافضةٌ لأي تعريف للإرهاب.
و لو كنت إرهابيا لوجهت رسالة شكر للمجلس التأسيسي لإعفائي من صفة الإرهاب بإعلانِ عجزِه عن تعريف الإرهاب
و لو كنت عضوا في مجلس الأمن لصنفت برلماناتٍ منظماتٍ إرهابيةً
و لو كنت المدير العام لليونسكو لطلبت تقريرا عن بلد جامعتُه عمرُها نحو ستين عاما أنتجت أجيالا من الجامعيين غير قادرين على تعريف الإرهاب…
ثم ينهي محمد شلبي متألما صارخا: ” و لو أنّ مآقيَّ لم تجِفَّ لبكيت تونس دهرًا بكاءَ الخنساءِ صخر؟”
اما النائب وزعيم حزب المسار سابقا أحمد ابراهيم فإنه يكتب :
“اترحم على أبنائنا وفي القلب لوعة وغصة، وشعور بالمرارة أيضا. فشهداؤنا ليسوا أرقاما نسردها ثم نسكت. ولا عزاء لعائلاتهم، ولا للوطنيين المكلومين، في تتالي البيانات وإعلانات الحداد الروتينية…
لا عزاء ما لم تجب الدولة بكل صراحة وكل مسؤولية على التساؤلات المشروعة التي تراودنا وما لم تفسر سبب الانطباع الذي لدينا بأننا نراوح في نفس المكان بينما العدو يصعد في كل مرة أكثر ويكسب في كل مرة مزيدا من الجرأة والصلف… هناك شيء ما لا يشتغل في مستوى القرار السياسي وعديد نقاط الاستفهام حول الاستراتيجيا المرسومة ( وهل ثمة استراتيجيا أصلا؟ ) وعمل القيادات مركزيا وعلى أرض الميدان، وحول الوسائل المسخرة والتنسيق بين الجيش والأمن ومتانة الترابط بين حلقات سلسلة القيادة، ومدى إمساكنا بزمام المبادرة، ومدى العزم على تجفيف منابع الإرهاب، وحول … وحول… كل هذا في حاجة ألى التقييم المتبصر والمسؤول … كل هذا في حاجة إلى مراجعة جذرية وجريئة دون مزيد تأخير…”
ويحاول المؤرخ والباحث السياسي الدكتور عبداللطيف الحناشي في تدوينة على صفحته بتاريخ 18 جويلية أن يتعدى اللحظة إلى الغوص في عمق الشخصية التونسية وعلاقتها بالعنف لاويا بالمناسبة عنق اسطورة “التونسي غير العنيف ” ، يكتب الدكتور الحناشي ليقول:
“يظهر انه آن الاوان لمراجعة الكثير من القناعات والأفكار المسبقة حول الشخصية التونسية من ذلك القول بان التونسي غير عنيف من “طبعه” وهذا قول غير دقيق علميا وواقعيا.فالعنف الاجتماعي لصيق الحياة اليومية للتونسي …بداية من العنف اللفظي الى العنف المادي الذي يمارس في كل مكان وبدون ضوابط…وكذا الامر بالنسبة الى العنف السياسي الذي مورس بصمت احيانا وبصخب احيانا اخرى ولم يكن حكرا على السلطة بل كان منتشرا ايضا في اوساط”المعارضة ” سواء داخل الحزب الواحد او بين الاحزاب وخاصة في الوسط الطلابي….لذلك لا نستغرب اليوم عندما نقرا ونسمع عن انخراط كمّ هائل من المقاتلين التونسيين في صفوف التنظيمات التكفيرية والإرهابية في سوريا والعراق وقبلها في افغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك …. والأخطر من كل ذلك هو ما تشير اليه بعض التقارير والشهادات بان هؤلاء هم من اعنف المقاتلين وأشرسهم…..”
ومن جهته وبلغة تغلب عليها الدارجة التونسية يستشيط الصحافي هيثم المكي غضبا في مدونته ” بايلاسكو” حول آداء الحكومة والتأسيسي والجميع:
” أكبر كذبة بعد “الحكومة تحارب في الإرهاب هي “التوانسة متحدين ضد الإرهاب برشة توانسة قاعدين ينشطوا بفعالية و كثافة في الجهاز السياسي و الإعلامي للإرهابيين. مادام ما قطعناش دابر الإرهاب من عروقو، و أهمها الأذرع السياسية و الإعلامية اللي تساند فيه و تنشر في فكرو و تغسل في مخاخ العباد بالبروبغندا متاعو، مادام مازلنا ندفنو و نترحمو على شهداء اليوم و نرجعو نقعدو، حتى لين الماكينة ترتاح من ضربة، تزيد تعمل عروق و تعمل ضربة أخرى.
هذا التشخيص. بالنسبة للحلول، آسف، الدولة قريب تولي ارهابية و مخترقينها شوية توانسة موش العكس، و التأسيسي قال لكم أنا ما نعرفش شنوة معناها إرهاب. إبداو نظفوا بيناتكم ك”شعب” قبل. فبحيث أخي المواطن، قوم لبلادك تصيبها، البلاد بلادك و انتي طبيبها. بالطبيعة بطريقة سلمية مدنية إلخ إلخ…الله يرحم شهدائنا و يهلك اللي كان سبب.”
ويهاجم الفيلسوف والأستاذ الجامعي محمد ةمحجوب رأس السلطة بعد كلمة المرزوقي البارحة كاتبا على صفحته:
” ظهور المرزوقي على شاشة التلفزيون هذا المساء استفزاز للناس. هذا الرجل فعل كل شيء من أجل اعتلاء سدة الحكم . وتبين أنه لا يقدر على غير كلام الإنشاء والخطابات البلاغية التافهة التي لم تعد تنطلي حتى على الصبيان. خطاب “لن تمروا ” يعاد علينا من جديد ولكن هذه المرة بأكثر تراجيدية لأن الشهداء والجرحى ازداد عددهم ولأن التحدي أصبح يوميا. أليس في هذا الشعب رجال يحملون الفكرة الوطنية ؟ الفكرة الوطنية.”
وبعيدا عن عمق ومباشرة هذه التعليقات يغرد الرسام الكاريكاتوري توفيق عمران خارج السرب واصفا تعامل التونسيين مع التسجيل للانتخابات:
” يتعامل التونسيون مع صندوق الإقتراع كتعاملهم مع صندوق دليلك ملك : “اللّي يَعطيهولنا الصّندوق راضيين بيه”…
داعش الله أيامكم….”

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.