تونس-ليبيا: ضرب الانتخابات التونسية هدف مشترك لإرهابيي البلدين

libya-tunis

المشهد في تونس اليوم قاتم والرؤية محجوبة تماما خاصة على نافذة الساحة الليبية وهو ما يترجمه الوضع في راس جدير التونسية مع ندفق اللاجئين ليبيين وغير ليبيين خاصة…المشهد معقد ايضا بما يفرزه تأزم الوضع في ليبيا من اشتداد للضغط الإرهابي على تونس …في ذات الوقت وبرغم اصطفاف جميع الفعاليات السياسية ضد الإرهاب ومع تشديد القبضة الامنية التي تحكمها حكومة المهدي جمعة فإن المخاوف تتزايد باطراد من “الإيبولا” الارهابية التي تنهش كل أجزاء القطر الليبي الشقيق..

في أجندة أنصار الشريعة ليبيين كانوا أم تونسيين خاصة هدف واحد ذو أولوية مطلقة عدم السماح بالوصول إلى الانتخابات في تونس وإفراز سلطة قوية يمكن أن تساهم في استقرار النظام وتحصين التجربة التونسية الوحيدة التي تقدمت أشواطا نحو بناء الدولة الديمقراطية. ذلك أن هذا التنظيم وفي البلدين يعرف جيدا أن هزيمته تبدأ بتماسك المجتمع التونسي وذوده عن تفرد تجربته وانسجامه الثقافي دينيا ومعيشيا. وبالرغم عن اختلاف المعطيات بين النموذجين التونسي والليبي فإن نجاح تونس يعزز موقف الشق المستنير في ليبيا والذي أبدت الانتخابات الاخيرة على هناتها تجمع أغلبية من الليبيين حوله.

وفي ليبيا اليوم يدور الصراع المسلح بين ميليشيات متعددة وعنوانين كثيرة وتدخلات أكثر ولكن الخلاصة التي تتطابق حولها التحاليل محلية كانت أم غربية هي وجود تحالف ضمني إن لم يكن فعلي بين كل مكونات المنظومة المتشددة دينيا…فسياسيا يحاول الإخوان المسلمون التمسك بتلابيب المشهد وضمان مكان هام في المؤسسات بدعم قطري تركي واضح المعالم دون أن يظهروا علنا ارتباطات مع السلفيين وكتائب القاعدة في الغرب العربي وأنصار الشريعة خاصة . ولكن على المستوى العسكري فإن السلفيين بمختلف ألوانهم هم الماسكون بالسلاح وبالمناطق الهامة في البلاد وبمنافذ الجنوب المؤدية إلى الصحراء والجزائر ومالي وبمنافذ الغرب المؤدية إلى تونس …

وفي المعسكر المقابل نجد أنواعا مختلفة من التنظيمات منها المسلحون الذين انضموا إلى مبادرة حفتر والمتهم بالارتباط بالسعودية والإمارات وخاصة بمصر السيسي الجديدة علاوة على التهم التي تتحدث عن انضمام كتائب من أنصار القذافي إلى الجنرال حفتر.وأكثر هذه التهم تكال لحفتر حتى من قبل معسكر هام من الأحزاب التونسية مثل النهضة والمؤتمر..ولكن نقطة ضعف حفتر سياسية أيضا بحكم عدم تمكنه من تجنيد قوى سياسية ليبرالية تسند مبادرته . وهو وإن أعلن أن مهمته الأساسية دحر التنظيمات السلفية إلا أن غياب قوى سياسية تدعمه يضعف كل عمله العسكري الذي لم تتبلور انتصاراته خاصة بعد انتقال المعركة إلى طرابلس بعد تواصلها بحدة في بنغازي.

وبالتوازي مع الإستنفار السياسي والأمني الذي تشهده تونس في أعقاب العمليات الارهابية الأخيرة ومع تزايد الضغط على المعابر الحدودية ومع تزايد النشاط الارهابي في الجهات الغربية خاصة تزيد الضرورة الملحة في تونس إلى رفع درجة اليقظة إلى أعلى مستوياتها عسكريا وخاصة سياسيا. ولقد عبرت جل الأحزاب في بيانات متتالية عن وقوفها ,مثل التونسيين جميعا إلى جانب الجيش والأمن ولكن المطلوب اليوم أن ترتفع درجات التعبئة والمبادرة الحزبية لتشكيل الصورة الأكبر لجواب التونسيين على الارهابيين وهذا لا يتأتى بمجرد البيانات بل بأكثر من ذلك عبر تنظيم المظاهرات والفعاليات السياسية والاجتماعات العامة وعبر المشاركة مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات المهنية الكبرى في حملة وطنية واسعة متعددة التعبيرات تقول بوضوح أننا ليس فقطك ضد الارهاب بل وأيضا ضد كل ما يبشر به من ضحالة وتخلف باسم الدين الحنيف الذي لا علاقة له بالموضوع …

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.