تونس-محسن مرزوق: سيناريو 2011 لن يتكرر رغم عودة رموز الفشل والسبسي هو الأوفر حظا

mohsen

تسائل القيادي بحركة نداء تونس محسن مرزوق ان كانت الاحزاب الديمقراطية التونسية قادرة لوحدها بدون حركة نداء تونس على منع تكرار سيناريو 2011 ؟

وقال مرزوق من خلال نص كتبه على صفحته الرسمية على الفيسبوك أن سيناريو 2011 لن يتكرر وان الباجي قائد السبسي قادر على الفوز على أي منافس له.

وفي ماي يلي النص الكامل الذي كتبه مرزوق:

“المصائر الملعونة
هل الأحزاب “الديمقراطية” التونسية قادرة لوحدها بدون حركة نداء تونس على منع تكرار سيناريو 2011؟ ليفكر كل واحد منا في هذا السؤال. خصوصا أولئك المتعصبون الهائجون الذين يبصقون سمومهم على الشبكات الاجتماعية؟ وهل أننا نملك مرشحا له حظوظ أوفر من الباجي قايد السبسي للفوز بالرئاسة؟
نفس الوجوه التي فشلت في انتخابات 2011 وفي محاولاتها إنقاذ الوضع بعد تلك الانتخابات تريد إعادة الكارثة في الانتخابات المقبلة، وبنفس المقاربات والممارسات. لماذا؟ بسبب نفس الأمراض: الطمع في ما لاتقدر عليه مهما كان الثمن. أغلبها بعد أن ولول بكل أنواع التأوهات في مدح ضرورة دعم جبهة الحداثة والحرية والتقدم ضد جبهة الردة والتخلف، تراهم اليوم يقضون بمعظم وقتهم في التهجم فقط على الخط الأول في الدفاع عن تلك القيم والتي لولاه لكانت ضاعت هي والوطن منذ زمن. أقصد حركة نداء تونس طبعا. أما جبهة الردة والتخلف التي كانوا يحلفون بأغلظ الأيمان أنهم سيمنعونها عن تنفيذ مخططاتها، فهم إما يتجاهلونها أو يتغامزون باتجاهها أو يتسولون على أعتابها.
عشرات يحلمون بالرئاسة وهم عن أخلاق الرئاسة غرباء لن يفعل طموحهم سوى تشتيت أصوات وتشتيت انتباه. واخرون لا يفكرون سوى في كيفية ضمان حزيّبهم الصغير مقعدا أو مقعدين في مجلس النواب حتى وإن كان ذلك المجلس مكررا لما سبقه. وهم يصرّون على هذا الموقف حتى وإن كان ثمنه إمكانية تضييع الفوز على البديل الديمقراطي الحداثي.
هل يستطيع واحد من هذه الأحزاب أن يضمن أغلبية في المجلس المقبل؟ أبدا. هل يستطيع أغلب مرشحيهم للرئاسة أن يفوزوا؟ أبدا. لماذا يصرّون على معارك خاسرة إذن سوى لكونهم ضاعت بوصلتهم وصار منقذهم من آثار نتائج انتخابات أكتوبر 2011، هاجسهم الوحيد؟
يعرف الجميع أن أبرز مرشح للانتخابت الرئاسية هو الأستاذ الباجي قايد السبسي. وأنه سيفوز على أي منافس له من الشق المقابل. ماذا يفعل الديمقراطيون الجهابذ؟ يوجهون رسائل مباشرة ومشفرة له. إما أن تزكينا نحن وتضع علينا رداء شعبيتك أو نغضب فنترشح لنجعل الأمر أكثر صعوبة عليك. وماذا أنجزوه ليكون ترشحهم معقولا بالانجاز أو بالقيم؟ لا شيء. أما توجهات الراي العام التي تركز على مرشح واحد هو قايد السبسي، فهم لا يعيرونها احتراما.
ويعرف الجميع أن نداء تونس هو حزب مرشح لتحقيق نتيجة هامة في الانتخابات التشريعية. وسيكون ذلك فوزا لقوى الحداثة والتقدم. ماذا يفعل بعض “الحداثيين”؟ يصورون الأمر وكأنه استقطاب مرفوض. حسنا، ألم يكونوا هم من يبكي على ضياع الحداثة ويطالب بتحقيق التوازن في الحياة السياسية؟ الآن صار التقدم في تحقيق الأهداف مدعاة للخوف؟ لماذا؟ لأن البعض يريد بكل ثمن الحفاظ على “حانوته” الصغير حتى وإن كانت النتيجة ضياع القيم الكبرى التي من أجلها رحل الشهداء وتجند مئات الآلاف.
السؤال هو مرة أخرى: هل هذه الأحزاب “الديمقراطية” التونسية قادرة لوحدها بدون حركة نداء تونس على منع تكرار سيناريو 2011؟ وهل أننا نملك مرشحا له حظوظ أوفر من الباجي قايد السبسي للفوز بالرئاسة؟ ليفكر كل واحد منا في هذا السؤال. خصوصا أولئك المتعصبون الهائجون الذين يبصقون سمومهم على الشبكات الاجتماعية؟
هذا هو المشهد المؤذي الذي نراه أمامنا. لذلك يا مناضلات نداء تونس ومناضليه ليس لديكم ما تنتظرون من هؤلاء “الأصدقاء”. عليكم أن تعتمدوا على أنفسكم كما فعلتم سابقا. وعليكم أن تعتمدوا على الأصدقاء الحقيقيين. لأن التاريخ لن يعاد. لقد أقسمتم أنكم ستحققون النقلة النوعية وتخرجون البلد من ورطته وستفعلون. لن يتكرر سيناريو 2011 رغم عودة رموز الفشل للعمل. فمن كانت مصائرهم ملعونة لن يجلبوا اللعنة سوى لأنفسهم.”

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.