وثائقى “مانديلا الاسطورة وأنا” رسالة لكل الشعوب المضطهدة

mondila

حاز الفيلم الوثائقى مانديلا الاسطورة وأنا للمخرج الجنوب افريقى كالو ماتابان تنويها خاصا من قبل لجنة تحكيم الافلام الوثائقية ضمن الدورة 25 لايام قرطاج السينمائية التى أقيمت من 29 نوفمبر الى 6 ديسمبر 2014 .

وقبل مغادرة تونس نحو لندن للمشاركة فى ندوة حول نيلسون مانديلا كان لمخرج هذا العمل لقاء مع تحدث فيه عن شريطه الوثائقى وعن مانديلا الاسطورة وعن جنوب افريقيا ونظام الميز العنصرى الذى كان سائدا فى السابق كما تحدث عن نظرته للزعامة فى سياق ما بعد الثورات.
كالو ماتابان هو من مواليد جوان 1974 وقد عاش فى طفولته تحت نظام الميز العنصرى فى بلد متعدد الاعراق واللغات 11 لغة،فهذا الفيلم الوثائقى يختزن جوانب من حياته الخاصة ويستعيد البعض مما حدث فى جنوب افريقيا زمن التفرقة العنصرية أو ما عرف بنظام الابارتايد  يقول ماتابان عن الفيلم انه يضم مجموعة من الذكريات التى أحملها عن مانديلا كما يقدم نظرتى الخاصة التى أسعى من خلالها الى فهم اختيارات هذا الزعيم التاريخى مضيفا أن هذا الوثائقى يتطرق الى قيم التسامح والمصالحة والحرية  ويعتبر المخرج الشاب أن الزعيم الجنوب افريقى نيلسون مانديلا يبقى الايقونة والرمز مشيرا الى ان العيش تحت نظام الميز العنصرى يدعو الانسان الى التساول عن مفهوم العدالة.
وبين فى هذا الصدد أن قوة مانديلا تكمن أساسا فى هذه القيمة لانه ليس من السهل تحقيق المعادلة بين المسامحة والعدالة حسب تعبيره.
الزعيم نيلسون مانديلا الذى مرت منذ أيام الذكرى الاولى لوفاته 5 ديسمبر 2013 سامح كثيرا جلاديه لكن أغلبية السكان البيض فى جنوب افريقيا حسب المخرج كالو ماتابان لا يريدون الاعتراف بأنهم استفادوا من نظام الميز العنصرى بل هم فى نظره لا يتمتعون حتى بهبة الشعور بالذنب مشددا على أن الشعور بالذنب هو بمثابة الهبة  وفى حديثه عن التغييرات التى تشهدها المجتمعات بين ماتابان أنه فى أى بلد فى العالم تحدث فيه ثورة تختلط الامور على الجميع ويكثر التساول عما ينبغى القيام به مبينا لا الزعماء السياسيون جاهزون ولا المواطنون كذلك ويضيف فى السياق ذاته غالبا ما يصاب المواطنون بخيبة أمل فى الفترات التى تلى حدوث ثورة نظرا لارتفاع سقف انتظاراتهم لذلك يعتبر انه من الاولويات التحرك ضد الحاجيات أو المنافع الشخصية فبناء دولة يستوجب قيما جديدة على حد تعبيره.

ويستشهد ماتابان بالمناضل الجنوب افريقى اوليفر تامبو الذى قاوم نظام الميز العنصرى وعاش فى المنفى بلندن لمدة 30 سنة وكان دائما يردد لست أنت العدو بل العدو هو المنظومة  وثائقى مانديلا الاسطورة وأنا خرج الى قاعات السينما منذ عام وشارك فى حوالى ثلاثين مهرجانا كما تم عرضه على قنوات تلفزية عديدة منها بى بى سى و ار تى العالمية وعدد من القنوات اليابانية والدانماركية وقد استغرق انجازه قرابة السنتين حسب ما أفاد مخرج العمل.
ويشدد كالو ماتابان على أن هذا الفيلم لا يوثق لحياة مانديلا قائلا صحيح أنه ايقونة وبطلا عظيما لكننى أردت من خلال الفيلم تمرير رسالة لكل الشعوب التى عاشت الظلم والاضطهاد تتضمن دعوة لاستخلاص العبر من الدرس الذى قدمه القائد الرمز نيلسون مانديلا للعالم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.