لطفى بن جدو: المقاربة الامنية عاجزة بمفردها عن القضاء على ظاهرة الارهاب

ben-jedou

تبقى المقاربة الامنية فى تونس عاجزة عن القضاء على ظاهرة الارهاب اذا لم تتم دراستها من مختلف الزوايا ووفق مقاربات متعددة منها السياسى والاجتماعى والنفسى وفق ما أكده وزير الداخلية لطفى بن جدو.
وبين فى افتتاح اليوم الدراسى المنتظم اليوم الخميس بمقر الادارة العامة لوحدات التدخل بباردو حول الشباب ومخاطر التطرف الاستقطاب الوقاية واليات التصدى أن الجهود المبذولة فى المعركة ضد الارهاب غير كافية سواء فى مقاومة اماكن الاستقطاب الافتراضية الانترنت أو فى الفضاء الواقعى وخاصة المساجد ولفت بن جدو الانتباه فى هذا الشأن الى أن التسعة الاف تونسى الذين تم منعهم من السفر الى سوريا لم تتم متابعتهم لا من قبل الدولة ولا من المجتمع المدنى منبها الى مخاطر تأثير تفكيرهم التدميرى على البيئة المحيطة بهم وفق تعبيره.
كما أكد من جهة أخرى على أهمية الاعلام فى مقاومة الظاهرة الارهابية داعيا الى عدم افساح المجال أمام الارهابيين للتباهى بجرائمهم عبر نشر صورهم ومقاطع الفيديو الدموية التى يمررونها مستندا فى هذا الصدد الى طريقة تعاطى الاعلام الفرنسى مع حادثة شارلى ابدو التى لم يتم فيها نشر صور الضحايا ولا ردود فعل أهاليهم الملتاعين .

وخصص استاذ محاضر والدكتور فى علم الاجتماع صلاح الدين بن فرج محاضرته لتقديم مسار استقطاب الشباب من قبل الجماعات المتطرفة بدءا برياض الاطفال وصولا الى المعاهد ثم المساجد بالاضافة الى استغلال الفضاء الافتراضى لتسميم العقول بالفكر التكفيرى وقال ان الدراسات أثبتت أن الفئات الشبابية هى الاكثر استعدادا للتطرف وخاصة الفئة العمرية ما بين 13 و17 سنة وهى فئة خطيرة والجميع مسوول عن متابعتهاومرافقتها حسب تقديره.
وشدد فى هذا السياق على ضرورة الاصغاء الى التلاميذ وايلائهم عناية اكبر وعدم افساح المجال أمام الحركات المتطرفة لاستقطابهم عبر منحهم مشروعا لعالم بديل متضامن يجد فيه الشاب معنى للوجود يكون فيه فاعلا لا مهمشا وصاحب قرار وبين أستاذ علم الاجتماع أن الوسائط الاساسية فى استراتيجية الاستقطاب تنطلق من رياض الاطفال ثم فضاء المسجد خاصة فى الاحياء المقصاة والمهمشة والمرور الى المعاهد الثانوية والجمعيات الخيرية التى تنشط وفق شعارات تضامنية.
ولمعالجة هذه الظاهرة والتوقى منها بدرجة أولى أوصى صلاح الدين بن فرج بالاستماع الى الشباب وتشريكه بصفة فعلية وتمكينه من حق التعبير عن وضعيته وتخصيص مجموعات مختصة تلجأاليها العائلات عند ملاحظة تغييرات مشككة فى سلوك أبنائها.
من جهته استعرض رئيس الادارة الفرعية للتوقى من الارهاب بادارة الاستعلامات والابحاث بالادارة العامة للحرس الوطنى العميد عمار الفالح أبرز أماكن الاستقطاب التى تلجأ اليها الجماعات التكفيرية وأهمها الخيمات الدعوية والمساجدالتى تمت السيطرة عليها وكذلك السجون باعتبارها فضاء مغلقا يسمح بالاحتكاك المباشر بين مجرمى الحق العام والمجرمين المتهمين بقضايا ارهابية.
وأشار الى أن المجموعات التكفيرية كانت تستهدف قبل 2012 فئة ما فوق ال30 سنة خلال تركيزها على استقطاب القيادات لتنقلب الصورة بعد ذلك ويتم التركيز على الفئات الاكثر شبابا وفى اطار البحث عن حلول جذرية للقضاء على ظاهرة الارهاب أكد عمار الفالح ضرورة تطوير المناهج التربوية وخاصة فى المجال الدينى وتكثيف المنابر الاعلامية لتفسير الظاهرة ومعالجتها وتسليط الرقابة على الانترنات وتنظيم الفضاء المسجدى من خلال تنصيب أئمة متكونين ومعتدلين منع اللقاءات المشبوهة فى المساجد.
يشار الى أن أشغال اليوم الدراسى حول الشباب ومخاطر الاتطرف الاستقطاب الوقاية واليات التصدى المنتظم ببادرة من المدرسة العليا لقوات الامن الداخلى تتضمن مداخلات من بينها الشباب ومخاطر التطرف و ضحايا الاستقطاب للارهاب الاصول الاجتماعية والاضطرابات النفسية يومنها خبراء فى المجال وثلة من الاساتذة الجامعيين.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.